Home > Author > أمين معلوف

أمين معلوف QUOTES

132 " أتحدث منذ بداية هذا الكتاب عن هويات قاتلة ولا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها ... ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه و الذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد يضع الرجال في موقف متحيز و مذهبي و متعصي و متسلط ، و أحيانا انتحاري ، و يحولّهم في أغلب الاحيان إلى قتلة أو أنصار للقتلة.
إن رؤيتهم للعالم مواربة و مشوهة، فالذين ينتمون الى جماعتنا ذاتها هم أهلنا الذي نتضامن مع مصيرهم، و لكننا نسمح لأنفسنا في الوقت ذاته بأن نكون طغاة تجاههم ... إذا بدوا لنا فاترين نتنكر لهم و نرهبهم و نعاقبهم بوصفهم خونة و مارقين. أما بالنسبة للاخرين، الموجودين على الضفة الأخرى، فلا نسعى أبداً لأن نضع أنفسنا مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانو غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسنا أن تهدأ بشكاواهم و آلامهم و المظالم التي كانو ضحيتها. ما يهم هو وجهة نظر جماعتنا فقط ، التي غالبا ما تكون وجهة نظر أكثر الناس تشدداً في الجماعة و أكثرهم ديماغوجية و سخطاً. "

أمين معلوف , الهويات القاتلة

139 " لا شك عندي و لو لحظة واحدة بأن سلوك صديقي القديم أثناء سنوات الحرب يمثل خيانة للقيم المشتركة التي كنا نؤمن بها، و أرجو ألا يسعى لإنكار ذلك. و لكن ألم يخن بسبب ولائه؟ فبدافع التعلق بالوطن، رفض الرحيل في بداية الأحداث؛ و لأنه قرر البقاء، اضطر لإيجاد بعض التسويات، والقبول، على مر الأحداث، ببعض التنازلات التي ستقوده إلى ارتكاب المحظور. لربما تصرفت مثله لو بقيت في البلد. فعن بعد بوسعنا أن نرفض و نفلت من العقاب؛ أما عن قرب، فنحن لا نتمتع دومًا بتلك الحرية.
و خلاصة القول إن فضائله ضللته؛ و إن تخلفاتي أنقذتني. فللدفاع عن أهله، ولصون ما ورثه عن أجداده، حارب كالوحش الضاري. لم أفعل ذلك. ففي أسرة الفنانين التي ترعرعت في كنفها، لم أتشرب الفضائل نفسها، ولا تلك الشجاعة البدنية، و لا ذلك الإحساس بالواجب،ولا ذلك الولاء. فمنذ بداية أعمال القتل، رحلت، لذتُ بالفرار؛ و لم ألطخ يدي. ذلك امتيازي الرعديد بأني كنت فارًا شريفًا. "

أمين معلوف , التائهون