Home > Author > أمين معلوف
121 " ولربما كنت نجحت لو أنني زرعت بذوري في أرض الشعب الخصبة بدلا من زرعها في أراضي القصور الملكية الجدباء. وأنت يا شعب فارس الذي عقدت عليه أعظم آمالي، لا تظنن أنك بشطبك رجلا من الوجود تستطيع نيل الحرية. إن عليك أن تتجرأ على زعزعة التقاليد البالية "
― أمين معلوف , Samarkand
122 " اذا كنا نؤمن بشيء ما، ونحمل في أعماقنا مايكفي من الطاقة والحماس والشغف ونهم الغيش، يمكنن أن نجد في الإمكانات التي يقدمها العالم اليوم الوسائل لتحقيق بعض أحلامنا. "
― أمين معلوف
123 " لا تهمني أسرار الأمراء، إنها تحرق الآذان التي تتلقفها "
124 " أنت تعلمُ يا رب أني سعيتُ لإدراكك جهد إستطاعتي. فسامحني على أن كانت معرفتي بك طريقي الوحيد إليك. "
125 " أن يضمحل عالم الأمس هو من سُنة الحياة. و أن يشعر المرء نحوه بشئ من الحنين كذلك من سُنة الحياة. إننا نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي؛ و لكن ما من شئ يعزينا لفقدان المستقبل. فالبلد الذي يحزنني غيابه و يؤرقني، ليس ذاك الذي عرفته في شبابي، بل ذاك الذي حلمت به، و الذي لم يُقدَّر له أن يبصر النور أبدًا. "
― أمين معلوف , التائهون
126 " كلما كثر صانعو التاريخ و كانوا أحراراً كان حاصل أفعالهم معقداً و تصعب الإحاطة به و عصياً على النظريات التبسيطية. "
― أمين معلوف , الهويات القاتلة
127 " الحذر هو إحدى الكلمات الأساسية في زمننا. الحذر من الأيديولوجيات و من الأيام القادمة المشرقة، و الحذر من السياسة و العلم و العقل و الحداثة. الحذر من فكرة التقدم و عملياً من كل ما استطعنا أن نؤمن به طوال القرن العشرين، قرن من الانجازات العظيمة التي لا سابق لها منذ فجر الأزمنة، و لكنه قرن من الجرائم التي لا تغتفر و الآمال الخائبة، و الحذر أيضاً من كل ما يبدو شمولياً أو عالمياً أو كوكبياً. "
128 " لا شيء أخطر من محاولة قطع حبل السرة الذي يربط الغنسان بلغته. فعندما ينقطع هذا الحبل أو يتعرض للاهتزاز، ينعكس بصورة سلبية للغاية على كل الشخصية "
129 " يفترض بالمؤرخ أن يعرف بأن العقلانية مسألة تواريخ. أكتفي بذكر هذه المسألة دون التوقف عندها قبل العودة إلى ذكرياتي "
130 " إننا مرغمون على العيش في عالم لا يشبه قط موطننا الأصلي، وعلى تعلم لغات وأساليب تعبيرية ورموز أخرى، ويتكون لدينا جميعًا الانطباع بأن هويتنا، كما نتخيلها منذ طفولتنا، مهددة. "
131 " لماذا أكشف لك عن لحظة الضعف هضه التي لم يسبق أن حدثت عنها أحدا؟ فأنا اريد أن تعرف بالضبط ما حدث في مدينتنا غرناطة في عام الشقاء ذاك. فلعلّك تتجنب أن تدع من في أيديهم مصير الجماعة يعبثون بك. "
― أمين معلوف , Leo Africanus
132 " أتحدث منذ بداية هذا الكتاب عن هويات قاتلة ولا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها ... ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه و الذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد يضع الرجال في موقف متحيز و مذهبي و متعصي و متسلط ، و أحيانا انتحاري ، و يحولّهم في أغلب الاحيان إلى قتلة أو أنصار للقتلة.إن رؤيتهم للعالم مواربة و مشوهة، فالذين ينتمون الى جماعتنا ذاتها هم أهلنا الذي نتضامن مع مصيرهم، و لكننا نسمح لأنفسنا في الوقت ذاته بأن نكون طغاة تجاههم ... إذا بدوا لنا فاترين نتنكر لهم و نرهبهم و نعاقبهم بوصفهم خونة و مارقين. أما بالنسبة للاخرين، الموجودين على الضفة الأخرى، فلا نسعى أبداً لأن نضع أنفسنا مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانو غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسنا أن تهدأ بشكاواهم و آلامهم و المظالم التي كانو ضحيتها. ما يهم هو وجهة نظر جماعتنا فقط ، التي غالبا ما تكون وجهة نظر أكثر الناس تشدداً في الجماعة و أكثرهم ديماغوجية و سخطاً. "
133 " أثق عادة بإندفاعي لا لأنه لا يخطئ، بل لأني لاحظت، على مر السنين، أني كنت أخطئ في الأغلب حين أطيل التفكير، وأحاول أن آخذ المسببات والنتائج في الحسبان، أو الأسوء من ذلك، حين كنت أستعرض في ذهني، في عمودين متناظرين، الحجج المؤيدة والحجج المعارضة.ولذلك، أميز اليوم بين أسلوبين في التفكير. في الأسلوب الأول رأسي يعمل مثل القدر؛ يحيط بكل العوامل في آن واحد 'يحتسبها' بدون علم مني، ثم يسلمني دفعة واحدة النتيجة النهائية. وفي الإسلوب الآخر، يعمل رأسي مثل أي سكين مطبخ عادي، ويعمد إلى تقطيع الواقع بواسطة مفاهيم تبسيطية مثل ''المحاسن" و"المساؤي"، و"العاطفة والعقل"، فيذيدني فوق حيرتي حيرة.كم من مرة أتخذت قرارات مفجعة لأسباب وجيهة! أو على العكس، أفضل القرارات رغم أنف المنطق السوي!فتوصلت إلى القول إنه من الأفضل أن أقرر أولا، في لمح البصر، ثم أخوض بأناة ورؤية في قرارة نفسي لأفهم هذا الخيار. "
134 " إن للزمن وجهين، إن له بعدين، فطوله بمعدل الشمس، و إرتفاعه بمعدل الأهواء و الشهوات "
135 " من حق الناس أن يضلوا الطريق إذا ظنوا أنهم يسيرون وراء السعادة. -كثيرا ما تتشبك أيدي العشاق ويحلمون معا بالهناء في المستقبل، غير أنهم مهما امتد بهم العمر فلن يكون هناؤهم غامرا ابدا كما في اللحظة التي تنعقد فيها أيديهم وتختلط أحلامهمالحب ظمأ عند جافة البئرالحب زهرة ليس الحب ثمرة-الحانات تعرض على الناس طريقا مختصرا لجنات عدن-أليست الأديان السماوية موجودة في نصل الخنجر الذي كان خليل الله ينتضيه فوق محرقة!-إن جميع الأديان قد أنتجت قديسين وقتلة بالمستوى نفسهمن حين الإدراك زأن في جياة كل مدينة سنوات رحيمة وسنوات قاسية لا يسمح الدين بالاختيار بينها-ليس ما يوحد بين المؤمنين هو الإيمان المشترك بقدر ما هي الأعمال التي يشتركون في القيام بها-ما هو صحيح لا يهم إلا الله، فأما نحن المهم عندنا هو ما يعتقده الناس-تعلمت أن أحذر من المسلمات. وحين يجتمع كل الناس حول رأي واحد أهرب؛ فالحقيقة هي بالتأكيد في مكان آخر "
136 " السؤال هو في أن نعرف لماذا بدأت كل الحضارات الأخرى بالتراجع عندما تقدمت الحضارة الأوروبية المسيحية، و لماذا تم تهميشها كلها بصورة تبدو اليوم نهائية؟ "
137 " غالباً ما يدور الحديث عن سحر الكتب و لا يقال بما فيه الكفاية إن هذا السحر مزدوج؛ فهناك سحر قراءتها و هناك سحر الحديث عن "
138 " ماذا بقي من المدينة التي كانت قائمة قديماً هنا؟ لنَدَعِ الناس فهم أسرع الكائناتِ زوالاً، ولكن ما الذي يبقى من حضارتهم؟ أيّة مملكة دامت، أيّ قانون، أيّة حقيقة؟ لا شيء. "
139 " لا شك عندي و لو لحظة واحدة بأن سلوك صديقي القديم أثناء سنوات الحرب يمثل خيانة للقيم المشتركة التي كنا نؤمن بها، و أرجو ألا يسعى لإنكار ذلك. و لكن ألم يخن بسبب ولائه؟ فبدافع التعلق بالوطن، رفض الرحيل في بداية الأحداث؛ و لأنه قرر البقاء، اضطر لإيجاد بعض التسويات، والقبول، على مر الأحداث، ببعض التنازلات التي ستقوده إلى ارتكاب المحظور. لربما تصرفت مثله لو بقيت في البلد. فعن بعد بوسعنا أن نرفض و نفلت من العقاب؛ أما عن قرب، فنحن لا نتمتع دومًا بتلك الحرية. و خلاصة القول إن فضائله ضللته؛ و إن تخلفاتي أنقذتني. فللدفاع عن أهله، ولصون ما ورثه عن أجداده، حارب كالوحش الضاري. لم أفعل ذلك. ففي أسرة الفنانين التي ترعرعت في كنفها، لم أتشرب الفضائل نفسها، ولا تلك الشجاعة البدنية، و لا ذلك الإحساس بالواجب،ولا ذلك الولاء. فمنذ بداية أعمال القتل، رحلت، لذتُ بالفرار؛ و لم ألطخ يدي. ذلك امتيازي الرعديد بأني كنت فارًا شريفًا. "
140 " ينتقل الكثيرون، حين يكبرون، من البراءة إلى التهكم؛ و قلما يسلكون الطريق المعاكس. لا أكن لمساره سوى الإجلال، و كذلك للحياة التي اختارها. وإذا كنت أتمتع بتأثير عليه، فلن أسعى حتمًا لإعادته إلى حياته السابقة لكي يعاود تشييد القصور و الأبراج و السجون أو القواعد العسكرية. "