Home > Author > أمين معلوف >

" أتحدث منذ بداية هذا الكتاب عن هويات قاتلة ولا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها ... ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه و الذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد يضع الرجال في موقف متحيز و مذهبي و متعصي و متسلط ، و أحيانا انتحاري ، و يحولّهم في أغلب الاحيان إلى قتلة أو أنصار للقتلة.
إن رؤيتهم للعالم مواربة و مشوهة، فالذين ينتمون الى جماعتنا ذاتها هم أهلنا الذي نتضامن مع مصيرهم، و لكننا نسمح لأنفسنا في الوقت ذاته بأن نكون طغاة تجاههم ... إذا بدوا لنا فاترين نتنكر لهم و نرهبهم و نعاقبهم بوصفهم خونة و مارقين. أما بالنسبة للاخرين، الموجودين على الضفة الأخرى، فلا نسعى أبداً لأن نضع أنفسنا مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانو غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسنا أن تهدأ بشكاواهم و آلامهم و المظالم التي كانو ضحيتها. ما يهم هو وجهة نظر جماعتنا فقط ، التي غالبا ما تكون وجهة نظر أكثر الناس تشدداً في الجماعة و أكثرهم ديماغوجية و سخطاً. "

أمين معلوف , الهويات القاتلة


Image for Quotes

أمين معلوف quote : أتحدث منذ بداية هذا الكتاب عن هويات قاتلة ولا يبدو لي أن هذه التسمية مبالغ فيها ... ذلك لأن المفهوم الذي أفضحه و الذي يختزل الهوية إلى انتماء واحد يضع الرجال في موقف متحيز و مذهبي و متعصي و متسلط ، و أحيانا انتحاري ، و يحولّهم في أغلب الاحيان إلى قتلة أو أنصار للقتلة.<br />إن رؤيتهم للعالم مواربة و مشوهة، فالذين ينتمون الى جماعتنا ذاتها هم أهلنا الذي نتضامن مع مصيرهم، و لكننا نسمح لأنفسنا في الوقت ذاته بأن نكون طغاة تجاههم ... إذا بدوا لنا فاترين نتنكر لهم و نرهبهم و نعاقبهم بوصفهم خونة و مارقين. أما بالنسبة للاخرين، الموجودين على الضفة الأخرى، فلا نسعى أبداً لأن نضع أنفسنا مكانهم، نمتنع عن التساؤل عما إذا كانو غير مخطئين تماماً حول هذه المسألة أو تلك، ولا نسمح لأنفسنا أن تهدأ بشكاواهم و آلامهم و المظالم التي كانو ضحيتها. ما يهم هو وجهة نظر جماعتنا فقط ، التي غالبا ما تكون وجهة نظر أكثر الناس تشدداً في الجماعة و أكثرهم ديماغوجية و سخطاً.