Home > Author > عزالدين شكري فشير
141 " لكنى أفضّل أن أرى ما حدث كأنه حريق كبير، أسهم فى إشعاله كثيرون، بعضهم بإهماله وغبائه وبعضهمانتقاما، بعضهم طمعا وبعضهم سهوا وغفلة، ويظنّ كل منهم أن عمله هو الذى يفسِر نشوب الحريق. لكنالحقيقة، والله أعلم، أنهم جميعا شاركوا فى إشعاله. فلا تُتعِب نفسك يا بنى فى محاولة التوصل إلى معرفةحقيقة ما حدث بالضبط، وهل كان الأمر انتخابات مزوَرة أم انتخابات ملغاة أم انقلابا أم إنقاذا أم صفقة… لافرق بين هذه الروايات. المهم أنهم أشعلوها، واستولى العسكر على الحكم بدعوى إطفائها. "
― عزالدين شكري فشير , باب الخروج: رسالة علي المفعمة ببهجة غير متوقعة
142 " تنتابنى رغبة قوية فى أن أختفى . ليس فى الإنتحار لأنى أحب الحياة مثل محمود درويش ما استطعت إليها سبيلًا ، ولكن رغبة فى أن أختفى . فى أن لا أكون قد وُلدت أساسًا أو وُجدت . فى أن لا يكون لى اسم أو ذِكر أو أكون قد رأيت ما رأيت أو سمعت أو فهمت . "
― عزالدين شكري فشير , أسفار الفراعين
143 " كأن اقطاب النظام القديم لم يكفِهم تدمير الدولة والمجتمع عبر ستة عقود من التخلف، بل يسعون لتلويث أيدينا بدمائهم حين يذهبون، لأنهم يأبون التنحي في هدوء. هم الذين قاتلوا الثورة، و لم ينقض عليهم انصار الثورة إلا بعد خمس سنوات كاملة من التردد و محاولة البحث عن طرق أخرى. هم الذين كتبوا علينا هذا المصير، نحن السلميون ، هم الدمويون ، حتي و إن كانت رؤوسهم هي التي تتدلي علي المشانق. هكذا قلت لنفسي ، وهكذا قلنا جميعا .لأنفسنا "
144 " شعر بالحسرة على ضياع هذه الساعات هباء في حين لن يجد الوقت بعد ذلك لإنهاء ما يجب عليه فعله، لم لَم يخترع أحد أداة لتحميل الوقت الزائد - مثل هذه الساعات الثلاثة - ثم تنزيلهم بعد ذلك حين يحتاج المرء الوقت ولا يجده.؟! "
― عزالدين شكري فشير , عناق عند جسر بروكلين
145 " تعلم يقينًا أنها تحبني، وأني توأم روحها، وأنها مستعدة في تلك اللحظة أن تقترن بي وللأبد، لكنها أيضًا تعلم أن ذلك مستحيل، لأنها هي ولأني أنا، ولأننا لو حاولنا أن نتخلى عن أنفسنا، كي نتمكن من الحياة سويًا فسنفقد أنفسنا. "
146 " قلبي ينبض بأقل ما يستطيع ، أبطأ ما يستطيع ، وأهدأ ما يستطيع ، كيلا تنفذ فيه قطع الزجاج المحطمة فوقه . يود لو يتوقف تماماً ، ليس لأنه لا يحب الحياة ، لكن ليوقف الألم ويستريح . لكنه لا يتوقف ولا يستريح . "
― عزالدين شكري فشير , غرفة العناية المركزة
147 " أنا جزء من هذا العفن، و أنا أحبك لأنك تدرك ذلك و تحبني رغماً عنه. "
― عزالدين شكري فشير , أبو عمر المصري
148 " هكذا الرجال مضحكون يا بنى, يتصورون جميعا استحالة تعرُّضهم للخديعة من نسائهم، مع أنهم لا يكفون عن إغواء السيدات. هل يسألون أنفسهم كيف يمكن -حسابيا- أن تقع كل هذه الخيانات ويظلوا هم بمنأى عنها؟ "
149 " ليس الناس على استعداد لدفع ثمن ما يطلبونه، وسواء كانوا يعلمون بذلك أو لا فالواجب يقتضي عدم الاستجابة لمطالبهم، حماية لهم، والتظاهر بالعمل على الاستجابة لهم كيلا يشعروا بالإحباط. هي لعبة التظاهر المتبادل بين الحاكم والمحكوم "
150 " ونظل نقوم ونقعد وننحنى ونقوم وأنا أخطئ دائما وأقوم فأجد نفسى وحيدا وقامات كل الرجال منحنيه ناحية الأرض فأخجل من نفسى والجأ إليك أحتمى بكتفك من الخطأ، وأظل أتأخر قليلا لأتبع حركاتك فلا أخطئ ثانية. ثم فجأة أرى وجهك فى وجهى واستكانة تسوده وابتسامه حانية تطل من عينيك وتلمس ثنايا قلبى، وتقول لى حرما .. "
151 " كأن الجميع استسلم: تركوا الآلات المعطَّلة حيث هى، وتلك التى تعمل كما هى، وخلدوا لسُبات لا يفيقون منه حتى وهم قيام. "
152 " الذى فارقنى هو هذه اللهفة، هذا الحماس، والتصديق أن من الممكن تغيير أى شئ أو عمل أى فرق. "
153 " وصرنا كالجالسين أعلى منحدر حادّ، ننزلق بسرعة متزايدة نحو السفح ونحن نرقب انزلاقنا مستائين متعجبين كأننا مسلوبو الإرادة أمام جاذبية أرضية تشدُّنا إلى أسفل دون مقاومة منا، حتى وقع ما وقع وانهارت العملية الانتقالية برُمَّتها فى هُوَّة الحكم العسكرى المباشر. "
154 " لا أدرى كيف أصف لك التغير الذى أصابنا بدقة،درجة من الاستخفاف بالموت واعتياده، درجة من تبلد المشاعر والقسوة، ودرجة من الشعور العميق بالذنبالمدفون تحت طبقة سميكة من المبررات تجعلنا عدائيين لأى تشكيك فى صحة موقفنا "
155 " غاية ما تستطيع الكلمات أن تفعله هو أن تجعل حياتنا أجمل قليلًا، و أكثر إنسانية . و غاية ما تستطيع الطلقات أن تفعله هو حماية ضعيف مرة، أو تنفيذ حكم في فار من العدالة، أو تسوية حساب قديم، و لا شئ أكثر "
156 " كلنا كنا شركاء فى هذا، وسواء أضطُررنا إلى هذه المواجهات أم اخترناها، فقد دخلنا فيها وتلوثت أيدينا وقلوبنا بدماء جيران وأقرباء وأصدقاء.لا أدرى كيف أصف لك التغير الذى أصابنا بدقة; درجة من الاستخفاف بالموت واعتياده، درجة من تبلد المشاعر والقسوة، ودرجة من الشعور العميق بالذنب المدفون تحت طبقة سميكة من المبررات تجعلنا عدائيين لأى تشكيك فى صحة موقفنا. "
157 " العدل كل لا يتجزأ. و لا يمكن أن تقيم العدل في دار، و تترك الظلم في بقية الديار سائداً. إن كان الموضوع موضوع عدل، فلنبدأ بإقامة العدل في كل مكان و على قدم المساواة. "
― عزالدين شكري فشير , مقتل فخر الدين
158 " الغربة في الغربة حلال، أما الغربة في الوطن فقاتلة "
― عزالدين شكري فشير , في عين العاصفة
159 " إن هذه عاقبة تعدُّد الزوجات؛ صحيح أنه حلال، لكن يستحيل إرضاؤهن جميعا فى نفس الوقت. مصمص القطان شفتيه معترضا، ورشف من شايه ثم قال كمن يُلقِى حكمة معروفة، إن الغبى هو من يحاول إرضاءهن جميعا، أما الرجل الصحّ فعليه أن يعرف كيف يضحك عليهن جميعا فى آن واحد. "
160 " ضاعت الحقيقة أو ربما لم تضع لكنها لم تعد مهمة، المهم هو هذا، وأشارت إلى حكم المحكمة، وهؤلاء القتلى، وكل هذا الدماء. "