Home > Work > رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر
121 " لقد قررت الإمبريالية النفسية توسيع رقعة السوق لا عن طريق الانتشار الأفقي في الخارج الذي يتطلب قوة عسكرية وإنما عن طريق الانتشار الرأسي داخل النفس البشرية ذاتها "
― عبد الوهاب المسيري , رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر
122 " كنت أقابل كثيرا من الأمريكيين يغيرون ملبسهم ومأكلهم وسلوكهم حسب ما يمليه الإعلام، بل ينسخون ما جاء في بعض الكتالوجات، مما كان يثير ضحكي أحيانا وحزني أحيانا أخرى، وهذا دعاني للقول بأن ما يسود في الولايات المتحدة ليس الفردية وإنما البراجماتية، والإنسان البراجماتي إنسان مطاط يتصور أنه يؤكد ذاته الجوانية، ولكنه ينتهي بالتكيف مع ما حوله وبالاستجابة المباشرة لما يأتيه من إشارات ونداءات وإعلانات وبيانات سياسية، فيعيد صياغة نفسه بسهولة وسرعة حسب آخر الصيحات.وقد عرَّف أحد العلماء الغربيين الحداثة بأنها «المقدرة على أن يغير الإنسان قيمه بعد إشعار قصير»، وهذا يتنافى مع ما تعلمناه من أن الإنسان الغربي إنسان يقف وحيدا في الكون يملي إرادته، عالمه الداخلي من صنعه، وهو يحاول في الوقت نفسه أن يفرضه على العالم الخارجي من حوله.. لم أجد شيئا من هذا (إلا في الأعمال الأدبية أساسا).. كانت الغالبية الساحقة من الناس، الذين ليس عندهم مقدرات نقدية عالية ووعي بالذات، في حالة عدم ثقة بالنفس تستمد صورتها لنفسها من الإعلام الذي كان آخذا في التوحش والتغول "
123 " وقد أوجز جارودي إنحاز الحضارة الإمبريالية الغربية في صورة مجازية رائعة إذ وصفها بأنها "خلقت قبرا يكفي لدفن العالم "
124 " وقد ضرب أحد المفكرين مثلا على ديموقراطية عد الأصابع بإحدى مباريات كرة القدم : إذا أحرز الفريق الضيف أهدافا أكثر من اعضاء فريق البلد المضيف فهل من حق أغلبية المتفرجين أن يقرروا ما إذا كان الفريق المضيف هو الفائز أم لا ؟ والاجابة بطبيعة الحال بالنفي فإذا كان الامر كذلك بالنسبة لأهداف في مباراة كرة قدم فهل يصح تطبيق هذا المنطق على شيء هام للغاية مثل القيم الانسانية العليا وقوانين الأمة ..!! "
125 " حرية الإرادة هي المدخل لعملية التفضيل ، هي الميتافيزيقيا الخفية "
126 " و حين شببت عن الطوق , بحثت عن أصل عائلتي وبطبيعة الحال , قيل لنا أننا من الشرفاء , أي من أهل البيت, و كان أحد أعضاء العائلة يحتفظ بشجرة تبدأ فروعها في دمنهور في القرن العشرين و تنتهي عند مكة في أيام البعثة المحمدية ( ولعله لو زاد البحث قليلا لأوصلها لآدم و أدرك أننا سواسية كأسنان المشط ! ) "