Home > Work > في سبيل التاج
1 " لأني أعلم كما تعلم انت وكما يعلم السّاسة الكاذبون جميعا ان الفاتحين من عهد آدم إلى اليوم وإلى أن تبدل الأرض غير الأرض والسموات ، لا يفتحون البلاد للبلاد ، بل لأنفسهم ولا يمتلكونها لرفع شأنها وإصلاح حالها والأخذ بيدها في طريق الرقي والكمال كما تقول ، بل لامتصاص دمها وأكل لحمها وعرق عظمها ، وقتل جميع موارد الحياة فيها ، والأمة إن لم تتولَّ إصلاح شأنها بنفسها لا تصلحها أمه أخرى "
― , في سبيل التاج
2 " الناس مراءون مخادعون يزعمون لأنفسهم من الفاضئل والمزايا ما تنكره نفوسهم عليهم، فهم يحتقرون المذنب ويزدرونه لا لأنهم أطهار أبرياء كما يدعون، بل ليوهموا الناس أنهم غير مذنبين، ولو أنهم تكاشفوا أو تصارحوا وصدق كل منهم صاحبه بالحديث عن نفسهه لتتاركوا وتهادنوا ولما آخذ أحد منهم أحدا بذنب ولا جريرة. "
3 " إن الرجل الفاضل الشريف يعيش من شرفه وفضيلته في سعادة يهنأ بمثلها الملوك في قصورهم. "
4 " الحياة الذليلة خير منها الموت الزؤام، و أن الحرية حياة الأمم و روحها، و الرق موتها وفناؤها، و أن الأمة التي ترضى بضياع حريتها و استقلالها و تقبل أن تضع يدها في غاصبها إنما هي أحط الأمم و أدناها و أحقها بالزوال و الفناء. فرانسوا كوبييه "
5 " تعلم يا أبت أن التاج الذي يتناوله مُتناولهُ من يد عدوّه ليس بتاج شريف....ولكنه تاج على أي حال. "
6 " كل الناس مذنبون آثمون، وإنما تختلف صور الذنوب وأشكالها وأساليب اقترافها. "
7 " هنا ذرفت عينا ذلك الرجل العظيم الذي لم يبك في يوم من أيام حياته لضربة سيف، أو طعنة رمح، أو رشقة سهم، وعلا صوت نحيبه ونشيجه كما يفعل النساءالضعيفات في مواقف حزنهن وثُكلهن، وما كان مثله أن يبكي أو يذرف دمعة واحدة من دموعه لو أن الذي كُتب له في صحيفة الغيب من الشقاء، كان الوقوف بين السيف والنطع....ولكنه الشرف، شديدٌ جدّا على صاحبه أن تنزل به نازلةُ مذلةٍ، أو أن يتصل به ظفر جارح من أظفار الهوان، فإذا شعر بشيء من ذلك هاله وراعه، وخارت عزيمته ووهنت قوّته، فبكى بكاء الضعفاء، وأعول إعوال النساء. "
8 " إننا ما أُصبنا بما آصبنا به من هذه النكبة الشعواء والداهية الدهياء التي نزلت بنا....إلا من ناحية كبريائنا وخيلائنا واعتدادنا بأنفسنا في جميع شؤوننا وأعمالنا، واحتقار غنينا لفقيرنا، وقوينا لضعيفنا، وسيدنا لمسودنا، فسلط الله علينا ذلك العدوّ القاهر الذي لا يعتمد في جميع شؤونه ومواقعه إلا على قوته وأيدِه، لأننا لم نعتد في يوم من أيام حياتنا في جميعِ صلاتنا وعلائقنا إلا على قوتنا وأيدينا، والجزاء من جنس العمل، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. "
9 " أهكذا قضى على الانسان في هذه الجياه الا تخلص نفسه من شوائب الرذيله و الشر حتى يسلب منه عقله و ادراكه قبل ذلك, و الا يمنح مقدارا من الصدق و الشرفحتى يحرم في مقابله مقدارا من الفطنه و الذكاء فليت شعري هل عجزت الطبيعه عن ان تجمع للمرء بين هاتين المزيتين , مزيع العقل الذي يعيش به, و الخلق الذي يتحلى بحليته , او ان لله في ذلك حكمه لا نعلمها و لا ندرك كنهها؟ "
10 " إننا الآن في حرب مع عدوّ قاهر جبار ننقم منه جوره وظلمه واستضعافه إيانا واستطالته علينا بقوته وكثرته، فجدير بنا ألا نفعل ما ننقمه منه ونأخذه به، عسى أن يرحمنا الله وينظر إلينا بعين عدله وإحسانه وينتصفَ لضعفنا من قوّته، وقلتنا من كثرته. "
11 " لم يبقى ساهراً إلا عينا القائد برانكومير، يقلبهما أحياناً في صفحة السماء فيرى عيون النجوم محدّقةً فيه، فيخيّل إليه أنها عيون الله ناظرةً إليه نظرات الوعيد و التهديد، وكأن صائحاً يصيح به من جوانب الملأ الأعلى: اصنع ما تشاء أيها الرجل الخائن، واكتم عملك عن عيون الناس جميعاً، فإني ناظر إليك ومسجل عليك هذه الجناية العظمى على وطنك. "
12 " إن الرجل لا يخاف إلا ذنبه "
13 " * ان الامي يا ابت عظيمه جدا لا تحتملها نفس بشريه في العالم , و لكن يهونها علي انني اموت من اجلك و في سبيل مجدك و شرفك.* اجرمت الى الوطن فانتقمت له منك, و اجرمت الى الطبيعه فمن العدل ان تنتقم لنفسها مني , فما ظلم احد منا صاحبه و لا اعتدى عليه.*الحب شقاء كله , و اشقى المحبين جميعا اولئك الذين يحبون بلا امل و لا رجاء.* من اداب الحكماء و اقوالهم:ان كواكب السماء و نجومها تشهد بين يدي الله على جميع جرائم البشر التي ليس لها شهود "
14 " وأن الأمة التي ترضى بضياع حريتها واستقلالها، وتقبل أن تضع يدها في يد غاصبها إنما هي أحطُّ الأمم وأدناها وأحقها بالزوال والفناء؟ "
15 " إن الله لم يخلق الضعفاء و المساكين ليكونوا ترابًا لنا تدوسه أقدامنا، و تطؤه نعالنا كلما وجدنا إلى ذلك سبيلًا، و لم يمنحنا القوة و العزة لنتخذ منها أسواط عذاب نمزق بها أجسامهم، و نستنزف بها دماءهم، و كل ذنوبهم عندنا أنهم أذلاء مستضعفون لا يملكون من القوة و العزة مثل ما نملك و لا يذودون عن أنفسهم بمثل ما نذود.و أحسب أنهم لو كانوا أقوياء أو أعزاء مثلنا أو أعز و أقوى منا لخفناهم، و اتقينا جانبهم، و نظرنا إليهم بعين غير العين التي ننظر بها إليهم اليوم، لأن القوي الذي يتنمر على الضعفاء لا بد أن يكون جبانًا ذليلًا أمام الأقوياء. "
16 " لأن الناس مراءُون مخادعون يزعمون لأنفسهم من الفضائل والمزايا ما تنكره نفوسهم عليهم، فهم يحتقرون المذنب ويزدرونه؛ لا لأنهم أطهارٌ أبرياءٌ كما يزعمون، بل ليوهموا الناس أنهم غير مذنبين، ولو أنهم تكاشفوا وتصارحوا، وصدَق كلٌّ منهم صاحبه الحديث عن نفسه لتتاركوا وتهادنوا، ولما آخذ أحدٌ منهم أحدًا بذنبٍ ولا جريرة! "
17 " ضحي أباه في سبيل إنقاذ وطنه, ثم ضحي نفسه في سبيل إنقاذ شرف أبيه "