Home > Work > رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر
41 " التقدم الغربي هو ثمرة نهب العالم الثالث و أن الحداثة الغربية لا يمكن فصلها عن عملية النهب هذه "
― عبد الوهاب المسيري , رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر
42 " ثمة هزيمة داخلية في الفكر العربي تجعل من الغرب المرجعية الوحيدة ومصدر المعرفة الأوحد. "
43 " أرفض كلا من المثالية الخالصة و المادية الخالصة ، فكلاهما بمفرده واحد اختزالي، ولكن حينما يتقاطعان فإننا ندخل عالما مركبة أبعاده، عالم الإنسان و الأسرار "
44 " إن أعياد الميلاد تحولت إلى هجمة سلعية حقيقية، وكذا عيد الأم، وبدأ المسوقون يخلقون مناسبات سلعية جديدة. "
45 " إيقاع الحياة السريع أمر يحدد سلوك كثير من الأفراد، إذ إنه في غياب متسع من الوقت يدوس الناس بعضهم بعضا "
46 " كانت الصلاة والزكاة جزءا من الحياة وليست مجرد "فروض" يؤديها الإنسان أو شعائر يقيمها. "
47 " حينما يتم محو الأمية وتحديث المجتمع: ما مقدار الثقافة والأشكال الحضارية التقليدية التي ستختفي؟ هل تكون الخسارة الفادحة لا تعوض، أو أن الثمن سيكون معقولا؟ يرى البعض أن الثمن في الواقع سيكون فادحا لأن المواد التي سيقرؤها من تعلموا القراءة والكتابة لن تكون بالضرورة الأعمال الكاملة لإسخيلوس أو الفارابي أو كونفوشيوس. فعدد مجلات الحوادث والجرائم وأخبار النجوم اللامعة لا يحصى، ومعدل توزيعها يفوق معدل أي جريدة محترمة أو شبه محترمة. هل ثمة طريقة يمكن من خلالها محو الأمية بطريقة لا تؤدي بالضرورة إلى حرمان الجماهير من قدر كبير من الثقافة التقليدية الشفوية التي تتناقلها وتتعلمها دون جهد كبير، لأنه جزء من خطابها الحضاري وحياتها اليومية؟ "
48 " لقد توصلت إلى أن الأيديولوجية قد تكون قناعا يختفي وراءه الإنسان بحيث يتحول إلى عقل محض، وقد يختفي الإنسان تماما إلى درجة أنه يموت قلبا لا قالبا (ولذا تجدني لا أومن بالزيجات الأيديولوجية، فهي مثل الزيجات المبنية على المصلحة أو الزيجات التي تجف ولا تتخللها أي عاطفة أو لحظات صفاء أو ذكريات وأساطير مشتركة، تتحول بعد فترة إلى ما يشبه اللجنة المنعقدة بشكل دائم. ومع هذا أرى أنه من الضروري أن يشترك الزوجان في نقط الانطلاق والمثاليات سلم الأولويات الأساسية، فالتعارض على هذا المستوى يولد توترات لا يمكن لمؤسسة الزواج تحملها) "
49 " لقد قررت الإمبريالية النفسية توسيع رقعة السوق لا عن طريق الانتشار الأفقي في الخارج (الذي يتطلب القوة العسكرية) وإنما عن طريق الانتشار الرأسي داخل النفس البشرية ذاتها، التي تتحول إلي سوق دائم الاتساع تسيطر عليها هذه الإمبريالية وتوجهها وتطرح فيها كما كبيرا من السلع، ثم تلقي في روع الفرد (الذي يقف عاريا ضعيفا وحيدا أمام وسائل الإعلام، والذي يتم تنميطه حتى يدخل الآلة الاستهلاكية) أن هذه السلع لا تحقق “منفعته” وحسب بل و”سعادته” (أى لذته) أيضا "
50 " إن رؤية المجتمع للنفس البشرية كانت رؤية مركبة تتجاوز الصور السطحية والتافهة التي تروج لها أجهزة الأعلام هذه الأيام. وجوهر هذه الرؤية الإعلامية الاختزالية هو الاستقطاب الحاد بين نوعين من البشر، فالإنسان إما أن يكون محبا مخلصا، متفانيا في حبه، لا يفكر إلا في محبوبته (بعد أن أحبها من أول نظرة بطبيعة الحال)، ولا يشهد منزله، أي عش الزوجية السعيد، سوى شهور عسل متتالية، وإما أن يكون رجلا شريرا يخون زوجته وأفراد أسرته وأصدقاءه، ولا يشهد منزله سوى شهور بصل وخناقات متتالية!! "
51 " الدولة الصهيونية تطرح نفسها على مستوى من المستويات على أنها الآلة الغربية التي تعمل دون تاريخ ودون أعباء أخلاقية ، هي المستقبل لمن يود أن يطرح عن كاهله تراثه أو قوميته "
52 " ..وكان هذا إشارة إلى أن ما يسود من تقاليع ربما لا يكون بالضرورة تعبير عن رغبات الناس وتطلعاتهم الحقيقية "
53 " كثيرا ما أقنعت الأساتذة -في الدراسات العليا- بأن يعطوني تقدير امتياز دون أن أقدم ورقة بحث، ولكني كنت أعطيهم كلمة شرف أنني سأقدم البحث فيما بعد، بعد كتابته في هدوء وسكينة. وكثيرا ما نجحت في إقناعهم، فكنت أقضي الصيف في كتابة البحوث المطلوبة، عندما يكون عندي متسع من الوقت. "وحاولت أن أطبق نفس السياسة مع إحدى طالبات الدراسات العليا في مصر، فما كان منها إلا أن تناست الموضوع تماما بعد أن أعطيتها تقديرا عاليا، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي حاولت فيها أن أفعل ذلك.) "
54 " حينما أقوم بكتابة عمل ما، أشعر بأن مثل هذا العمل له حدوده وفضائه، وحتى لا أقبع داخلهما محصورا بحدودهما فأنا عادة ما أقرأ كتبا لا علاقة لها بما أكتب، حتى يظل خيالي خصبا، وحتى تتفجر داخلي إشكاليات ربما لا يمكن أن أتوصل إليها إن ظللت داخل نطاق الموضوع الذي أكتب عنه وحسب "
55 " من أكبر آفات البحث العلمي في العالم العربي انفصاله عن المعجم الحضاري الإسلامي وافتراض أن ثمة معرفة عالمية علينا أن نحصلها متناسين تراثنا وهويتنا. ولن يمكننا أن نبدع طالما استنمنا لهذه المقولة، فهي تعني المحاولة الدائمة "للحاق بالغرب". فمثلا في أقسام اللغات الأوروبية في العالم العربي، ندرسها من وجهة نظر أصحابها وحسب، وهذا يعني سلباً كاملا للذات تسبب في أن ذكاءنا يتناقص، إذ إننا نحاول عن وعي أو غير وعي أن نستبعد هويتنا الحضارية ومعرفتنا العربية أو الإسلامية وأي أدوات تحليلية مرتبطة بهذه الهوية وبتلك المعرفة. وهذا الاستبعاد هو في جوهره عملية قمع هائلة للذات، تستهلك جزءا كبيرا من طاقة الإنسان لإنجازها، وإن نجح في إنجازها فإنه يستهلك ما تبقى عنده من طاقة "
56 " كانت الأجيال في دمنهور متقاربة. كنا كلنا نسمع الأغاني نفسها تقريبا، ونلبس الملابس نفسها، ونتحرك في الحيز نفسه، ونشارك في المناسبات نفسها، إذ كانت هناك مجموعة من القيم الأخلاقية والمعرفية والجمالية نؤمن بها جميعا، لا فرق في ذلك بين الغني والفقير أو بين الكبير والصغير. لم يكن هناك رداء شبابي أو أغاني شبابية أو أماكن يرتادها الشباب وحدهم، فكل الأجيال كانت متقاربة.ويقف هذا على طرف النقيض مما يحدث الآن، فالفجوة بين الأجيال آخذة في الاتساع، والصراع بينها يزداد حدة، ولم تعد أحلام الكبار تشبه أحلام الشباب، ولم تعد الأحزان هي نفس الأحزان. "
57 " دائماً أطرح هذا السؤال على المستعمرين والصهاينة الذين يتحدثون دائماً عن تخلف الشرق ويؤكدون أن هذا التخلف هو أحد مبررات الاستعمار، إذ سيصيبهم بالهم والغم ألا يعني تقدم الشرق انكماش رقعة السوق بالنسبة للغرب، وعمالة غير رخيصة ، ومواد خام مرتفعة الثمن ، ودولة صهيونية محاصرة ، لاتؤدي لخدمة الغرب؟ "
58 " كثير من المقولات العلمية هي في واقع الأمر مقولات فلسفية قبلية يؤمن بها العالم و علاقتها بالتجربية العلمية إما واهية أو منعدمة "
59 " كانت تجربتي "الماركسية" القصيرة لها جوانبها السلبية والمظلمة، فاستخدام الصراع الطبقي أو وسائل الإنتاج كمعيار نهائي، والبحث الدائب عن العمال والفلاحين بحسبانهم قوى فاعلة ستغير التاريخ (خصوصا العمال بطبيعة الحال) قد جعلا رؤيتي للفكر والأدب رؤية اختزالية إلى أقصى حد، وفي هذا الإطار قرأت أعمال توفيق الحكيم وطه حسين وهيكل قراءة طبقية مبتسرة للغاية لم توفهم حقهم. بل وقرأت بعض عيون الأدب العالمي مستخدما نفس المعايير، وأعتقد أن هذا عاق تطوري الثقافي بعض الوقت "
60 " إن ما يسود من تقاليع ربما لا يكون بالضرورة تعبيرا عن رغبات الناس وتطلعاتهم الحقيقية. وهذه حقيقة مهمة لابد من تذكرها في عصر الإعلام والموضات المتلاحقة. "