Home > Author > يوسف زيدان
1 " الديانة دين فادح، لا يمكن لأحد أن يوفي به، ديانتنا تديننا، تدين من دان بها بأكثر من غير المؤمنين و تدين أيضا غير المؤمنين الكل و الأب السماوي أقنوم مفارق محتجب خلف هذه الاعتقادات كلها. وهو لا يظهر لنا بتمامه لأننا لا نقدر على الإحاطة بظهوره التام هو فوق إدراكنا و هو بعيد عنا و نحن بعيدون عن بعضنا لأننا جميعا مرهونون بأوهامنا... الأقنوم ذاته وهم غامض اخترعناه و ضدقناه و اختلفنا فيه و لسوف نحارب بعضنا دوما من أجله و قد يأتي يوم يكون فيه لكل إنسان اعتقاده الخاص المختلف عن اعتقاد غيره فتنمحي الديانة من أساسها و تزول الشريعة... الأقنوم: الذات الإلهيةمن رواية عزازيل و حديث الراهب الفريسي لبطل الرواية حول الاختلاف في وحدانية الرب بين الطوائف المسيحيةمدان الكل ضال "
― يوسف زيدان
2 " البقاء مع الجماعة يبدد الفزع و لا شيء يثير الخوف مثل الانفراد... أم أذهب لكوخ مرتا القريب و أصلح ما انكسر بيننا ثم أتوسد الأرض تحت سريرها... أنا لا أعرف الكثير عنها... لم أرها من الداخل ولم أر أي شيء من داخله، أنا أطوّف دوما بظاهر الأشياء ولا أغوص فيها. بل إني أخشى أخشى الغوص في باطني، لكني أعرف حقيقة ذاتي الملتبسة,,, كل ما فيّملتبس... عمادي رهبنتي إيماني أشعاري معارفي الطبيّة محبتي لمرتا... أنا التباس في التباس! و الالتباس نقيض الإيمان، مثلما إبليس نقيض اللهالراهب هيبا في تأملاته "
3 " فاللغة لا تنطق بذاتها، وإنما ينطق بها أهلها، لفان تغيروا تغيرت. "
― يوسف زيدان , عزازيل
4 " ها قد امتلأ الرق، وما انتهت الذكريات التي صيرتها الكتابة حاضرا يعاش مرتين، غير أنني أراها على نحو جديد كلما مضت السنون، وكلما استرجعتني من الماضي البعيد...وها هو عقد التذكر ينفرط مني، ويكاد خيط التدبر ينقطع. "
5 " لن أنصحك بشيء، فلا شيء أثقل على النفس الحرّة، من تلقي النصح. وإنما سأرجوك، أن تسأليني. اسأليني يا ابنتي، لأن السؤال هو الإنسان. الإنسان سؤال لا إجابة. وكل وجود إنساني احتشدت فيه الإجابات، فهو وجود ميت! وما الأسئلة إلا روح الوجود.. بالسؤال بدأت المعرفة، وبه عرف الإنسان هويته. فالكائنات غير الإنسانية لا تسأل، بل تقبل كل ما في حاضرها، وكل ما يحاصرها. الإجابة حاضر يحاصر الكائن، والسؤال جناح يحلًق بالإنسان إلى الأفق الأعلى من كيانه المحسوس.السؤال جرأة على الحاضر، وتمرد المحاصَر على المحاصِر..فلا تحاصرك يا ابنتي الإجابات، فتذهلك عنك، وتسلب هويتك. "
― يوسف زيدان , ظل الأفعى
6 " الإيمان لا يكون إيماناً إلا إذا كان يناقض العقل والمنطق وإلا فهو فكر وفلسفة. "
7 " هي مغامرة خطيرة أن نأمن، مثلما هي مغامرة كبرى أن نؤمن. "
8 " على شاطئه ِ الحبيب ُ..، أبـْــيَــضْيغرِف ُ لى بـكـفَّــيه ِ ، فأشربْو بــشـَـفتىَّ أمـِـسُّ راحـتـَيْــه ِ ، الأطيبصار الحبيبُ بعد حين ٍ ..حليباً، و الحليبُ حـنيـناًو الحنين ُ شمساً... تـُـسلّينى كــدموع ِ الشموع أذوبُ...فـأشربو أقتربُ ، فأغرَقصرنا معاً ، حليباً يسيلُ و ينسَرِبفى البحر المحيط الحانىفما نحن فيه إلاّ قطرتان ِبل هى قطرة ٌ واحدة ، و سحابة ٌ شاردة فى أفق ٍ حليبى ٍّ ، يقــطِّــرُ فى البحر ِ السماءحتى إذا ذاب َ السحاب ، و ناب ََ الحضورُ عن الغيابخـَـلُــصَ الهواءُ إلى الهواء. "
― يوسف زيدان , النبطي
9 " ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول: ما هي إلا محضُ أوهامٍ نعتقدها, فالبداية والنهاية, إنما تكونان فقط في الخط المستقيم,ولا خطوط مستقيمة إلا في أوهامنا, أو في الوريقات التي نسطر فيها ما نتوهمه. أما في الحياة وفي الكون كله, فكل شيء دائري يعود إلى ما منه بدأ, ويتداخل مع ما به اتصل. فليس ثمة بداية ولا نهاية على الحقيقة, وما ثم إلا التداخل الذي لا ينقطع, فل ينقطع في الكون الاتصال, ولا ينفصم التداخل, ولا يكف التفريع, ولا الملء ولا التفريغ. "
10 " وَوُصِفَ النبيُّ مُحمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم في القرآن مرتين، بأنّه "النبيُ الأُميَّ" (الأعراف: الآيتان 157،158) فظنّ الأكثرية من المسلمين أنّه أُميّ، بمعنى الجهل بالقراءة والكتابة! وثبت هذا الوهم في أذهانهم طيلة تاريخهم، وصار الذي ينفي عن النبي صفة الجهل بالقراءة والكتابة كافِراً. مع أن المُقارنة بين الآيات القُرآنيّة، تُظهِر بوضوح أنه، صلى اللهُ عليه وسلّم، أُميِّ بمعنى الانتساب إلى الأُمم (غير اليهودية) والانتساب إلى مكّة التي وصفها القُرآن بأنها أُمُّ القُرى. "
― يوسف زيدان , اللاهوت العربي وأصول العنف الديني
11 " فسألته بنبرة حائرة : هل يأتى الحب فجأة ؟ فأجاب واثقا : هو لا يأتى إلا فجأة ، وأجمل ما فى الحب المفاجأة المدهشة "
12 " النوم هبة إلهية لولاها لأجتاح العالم الجنون كل ما في الكون ينام ويصحو وينام إلا آثامنا وذكرياتنا التي لم تنم قط ، و لن تهدأ أبداً "
13 " للمحبة في النفس أحوال شداد، وأهوال لا قِبَل لي بها، ولا صبر لي عليها ولا احتمال! وكيف لإنسان أن يحتمل تقلّب القلب ما بين أودية الجحيم اللاهبة وروض الجنان العطرة.. أي قلب ذاك الذي لن يذوب، إذا توالت عليه نسمات الوله الفوّاحة، ثم رياح الشوق اللافحة، ثم أريج الأزهار، ثم فيح الناس، ثم أرق الليل وقلق النهار. ماذا أفعل مع محبتي بعدما هبّ إعصارها، فعصف بي من حيث لم أتوقع؟ "
14 " والكلمة قد تفعل في الإنسان ما لا تفعله الأدوية القوية , فهي حياة خالدة لا تفنى بموت قائلها. "
15 " و سلك سبيل سفره من آخر العالم إلى آخر العالم ، وهو موقن بأن العوالم كلها بلغت أواخرها "
16 " لا ينبغي أن نخجل من أمر فُرض علينا , ما دمنا لم نقترفه. "
17 " راح نسطور يعيد عليّ، ما كنت أعرفه من اعتقاده بأنّه لا يجوز تسمية العذراء مريم ثيوتوكوس، فهي امرأة قديسة، وليست أمًا للإله. ولا يجوز لنا الاعتقاد بأن الله كان طفلا يخرج من بطن أمه بالمخاض، ويبول في فراشه فيحتاج للقماط، ويجوع فيصرخ طالبًا ثدي والدته.. فال: هل يعقل أن الله كان يرضع من ثدي العذراء، ويكبر يوما بعد يوم، فيكون عمره شهرين ثم ثلاثة أشهر ثم أربعة! الربّ كامل، كما هو مكتوب، فكيف له أن يتخذ ولدًا، سبحانه، ومريم العذراء إنسانة أنجبت من رحمها الطاهر، بمعجزة إلهية، وصار ابنها بعد ذلك مجلّى للإله ومخلّصًا للإنسان.. صار كمثل كوّة ظهرت لنا أنوار الله من خلالها، أو هو مثل خاتم ظهر عليه النقش الإلهيّ، وظهور الشمس من كوّة لا يجعل الكوّة شمسًا، كما أن ظهور النقش على خاتم، لا يجعل من الخاتم نقشًا.. يا هيبا، لقد جنّ هؤلاء تمامًا، وجعلوا الله واحدًا من ثلاثة! "
18 " النومُ هبةٌ إلهيةٌ .. لولاها لا جتاح العالم الجنونكل ما في الكون ينام , إلا آثامنا وذكرياتنا التي لم تنم قط , ولن تهدأ أبداً. "
19 " كنت مسرعاً نحو غاية لا أعرفها، في لحظة ما أدركت أنني لا أعرفني! وأن ما مضى من عمري لم يعد موجوداً.كانت الأفكار والصور تمر علي خاطري ولا تثبت، تماما كما تمر قدماي على الأرض، فلا تقف. شعرت أن كل ما جرى معي، وكل ما بدا أمامي في أيامي وسنواتي الماضية، لا يخصني..أنا آخر، غير هذا الذي كان، ثم بان! "
20 " أنا يا هيبا أنت ، وأنا هم. تراني حاضراً حيثما أردت ، أو أرادوا. فأنا حاضر دوماً لرفع الوزر ، ودفع الإصر ، وتبرئة كل مدان. أنا الإرادة والمريد والمراد ، وأنا خادم العباد ، ومثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم. "