Home > Work > الطنطورية
81 " كيف احتملت ؟ كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون أن نشنق بها ونختنق ؟ وما جدوى استحضار ما تحملناه واعادته بالكلام ؟ عند موت من نحب نكفنه. نلفه برحمة ونحفر في الأرض عميقا .نبكي.نعرف أننا ندفنه لنمضي إلى مواصلة الحياة . أي عاقل ينبش قبور أحبابه ؟ ما المنطق في أن أركض وراء الذاكرة وهي شاردة تسعى إلى الهروب من نفسها "
― رضوى عاشور , الطنطورية
82 " مبهج ان انقل اغنيه فيتردد فى اذنى تلاوين الصوت و الايقاعات..ثم اتوقف , اتسأل..كيف تكون اغنيه و هى مسجونه فى الورق عاريه من لحنها الا لمن يعرفها و سمعها و غناها من قبل "
83 " كيف يحتمل كتاب صغير أو كبير آلاف الجثث . قدر الدم . كم الأنقاض . الفزع "
84 " أنظر من بعيد : امرأة في الخامسة والثلاثين تمشي كأنها تركض أو تركض ركضاً غريباً مشتتاً على غير الركض ولا يقصد أي مكان. لماذا؟ تريد الهروب من حكايتها؟ من مشاهد أطلّت من مكامنها على غير توقّع "
85 " أنظر من بعيد. أتأمل المرأة. في السابعة والثلاثين. تأخَّرَت في التقاط الدرس. تأخَّرَت. [...] موقع الدرس: الجنازة، موضوع الدرس: الحياة. تُسلِّم بالجنازة. تُسلِم للحياة. "
86 " تُعلمك الحرب أشياء كثيرة. أولها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدر الجهة التى يأتى منها إطلاق النيران، كأنما صار جسمك أذنا كبيرة فيها بوصلة تحدد الجهة المعينة بين الجهات الاربع، أو الخمس لأن السماء غدت جهة يأتيك منها أيضاً الهلاك. ثانيها أن تسلم قليلا وألا تخاف إلا بمقدار. القدر الضرورى فقط. لو زاد خوفك مقدار ذرة ،غادرت بيتك بلا داع لأن القصف فى الناحية الأخرى من المدينة، يتحول خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك كل يوم حتى يأتى عليه .فتوفرك القذيفة ويقتلك الخوف. ولو قل خوفك مقدار ذرة، ولم تسارع إلى هبوط الدرج إلى الملجأ أو الجلوس على السلم بعيدا عن النوافذ والشرفات، تقتلك القذيفه هكذا فى غمضة عين، لأن القصف يقصد الشارع الذى تسكنه، وربما البناية التى تقيم فيها، وتعلمك الحرب ثالثا أن تنتبه حين تضطر لمغادرة البيت أن تأخذ الأهم فالمهم. مثلا زجاجة ماء أو السيدة العجوز التي قد تضيع منك وأنت تُتَمّم على صغيرتك وأعضاء جسمك. و المؤكد ان هناك رابعاً و خامساً و سادساً تتعلمه من الحرب، لكن دائما تتعلم و إن ورد هذا في الأول أو في الختام، أن تتحمل. تنتظر و تتحمل لأن البديل أن يختل توازنك، باختصار تجن "
87 " لملوك والرؤساءالعرب ،لا يرحمون ولا يتركون إلى رحمة الله سبيلاً "
88 " يفصل بين الوليمتين ثلاثة حروب ومجزرة "
89 " ركضنا طلباً للحياة ونحن نتمنى الموت "
90 " صحت أطلب أبي. صحت باسمه عالياً حتى بدا أن صيدا كلها تسمع الاسم فتأتي به إلي فيكفّ الفأس عني و يحمل لي الخلاص. "
91 " هل يمكن أن تقع طفلة في الخامسة في الحب؟ أقول ترى أين هو الآن؟ هل ترك المخيم وحملته الدنيا إلى منفى جديد أم بقي في مكانه، مطموراً تحت الأنقاض منذ خريف سنة ٨٢؟ أتأمل بنورته فأرى أشياءً وأرى نفسي وربما أرى الماضي أو المستقبل. أغلق يدي عليها بحرص وأعيدها إلى مكانها. "
92 " النيل . كبير كـأنه بحر .هادئ. لا صوت .لا موج . لا هواء مشبعاً بروائحه يعلن عن وجوده قبل أن تراه . لا يحتاجها على ما يبدو .هيبته فى ذاته وتكفى "
93 " و فِى بحرِنَا بِئر سُكَّر "
94 " ليس هكذا الانتظار فهو ملازم للحياة لا بديلٌ لها ! "
95 " اختياران لا ثالث لهما ، إما أن يجتاحها حس عارم بالعبث ،لا فرق ، تعيش اللحظة كما تكون وليكن ما يكون ما دام المعنى غائبا والمنطق لا وجود له والضرورة وهم من بدع الخيال ؛أو تغدو ،وهذا هو الأختيار الآخر ،وقد وفّرها الزلزال ،كأنها الإنسان الأخير على هذه الأرض ، كأن من ذهبوا أورثوها حكايتهم لتعمر الأرض باسمهم وباسم حكايتهم ، أو كأنها تسعى فى الدنيا وهم نصب عينيها ليرضوا عنها وعن البستان الصغير الذى حلموا ربما أن يزرعوه "
96 " تعقدت علاقتي بالسماء , تعقدت الى حد الفساد منذ تلك اللحظة التى رأيتهم فيها على الكوم ، ولم تكن "لماذا؟" مهما علت وصعدت وألحت لتجد رداً مقبولا ولا معقولاً . . "
97 " رسوم ناجي العلي تُعرّفنا بأنفسنا .وعندما نعرف نستطيع .ربما لذلك اغتالوه ! "
98 " تنتظر على محطة القطار، وتركب فى الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا والى الشمال والى الجنوب.تخلف أطفالا وتكبرهم وتتعلم وتنتقل الى الوظيفة، تعشق أو تدفن موتاك ، تعيد بناء بيت تهدم على رأسك ، أو تعمر بيتا جديدا تأخذك ألف تفصيلة وانت وهذا هو العجيب واقف على المحطة تنتظر.ماذا تنتظر؟ "
99 " انه التمنى يخلق الوهم "
100 " ما موقع الخوف من وقفة الإنتظار؟! "