Home > Work > النظرات
61 " إنّ الحياة في هذا العالم، كالحرارة لا تنتج إلاّ من التحاك بين جسمين مختلفين ، فمحاولة توحيد المذاهب والأديان محاولة القضاء على هذا العالم وسلبه روحه ونظامه "
― مصطفى لطفي المنفلوطي , النظرات
62 " الجمال هو التناسب بين اجزاء الهيئات المركبة, سواءا أكان ذلك في الماديات أم في المعقولات, وفي الحقائق أم في الخيالات.ما كان الوجه الجميل جميلا الا للتناسب بين اجزائه, وما كان الصوت الجميل جميلا الا للتناسب بين نغماته, ولو لا التناسب بين حبات العقد ما افتتنت به الحسناء, ولو لا التناسق في أزهار الروض ما هام به الشعراء. "
63 " أتدري لمَ عجز كتّاب هذه الأمة عن إصلاحها ؟ لأنهم يظنون أنهم لا يزالون حتى اليوم طلبة يتعلمون في مدراسهم، وأنهم جالسون بين يدي أستاذة اللغة، يتلقون عنهم دروس البيان ،فترى واحدًا منهم يكتب وهمّه المالئ قلبه أن يعجب اللغويين أو يروق المنشئين أو يطرب الأدباء أو يضحك الظرفاء "
64 " المستميت لا يموتوالمستقتل لا يقتلهاومن يهلك في الإدبار، أكثر ممن يهلك في الإقدام.فإن كنتم لابد تطلبون الحياة فانتزعوها من بين صانعي الموت. "
65 " الله يجعلك سعيدا في نفسك، كما جعلك سعيدا في مالك. "
66 " الأطفال الذين استطاعوا في هذا العالم أن يعيشوا سعداء معْنيًا بهم وبتربيتهم وتخريجهم على أيدي أمهاتهم بعد موت آبائهم، أضعاف الذين نالوا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم "
67 " والإسلام وإن كان دين العقل والفطرة, والإصلاح, إلّا أن الخطر كلَّ الخطر على المسلمين أن يكون في نظرهم تابعًا للعقل, وان يكون العقل الحَكَمُ بينهم وبينه, والخيرُ كلّ الخير في أن يكون الدين حاكمًا والعقل مفسرًا ومبيّنًا. "
68 " الكلام صلة بين متكلم يفهم، وسامع يفهم، فبمقدار تلك الصلة من الكلام، من القوة والضعف، تكون منزلة الكاتب من العلو والإسفاف ، فإن أردت أن تكون كاتبًا فأجعل هذه القاعدة في البيان قاعدتك "
69 " الوطنية لا تزال عملًا من الأعمال الشريفة المقدّسة حتى تخرج عن حدود الإنسانية, فإذا هي خيالات باطلة وأوهام كاذبة, والدين لا يزال غريزةً من غرائز الخير المؤثرة في صلاح النفوس وهداها حتى يتمرّد على الإنسانية وينابذها, فإذا هو شعبة من شعب الجنون. "
70 " لا مفرّ للأمم الضعيفة الجاهلة، من إحدى العبوديتين : إمّا العبودية لحملة التيجان، أو لحملة البيان "
71 " لا زال علماء الدين، يتشدّدون في الدين ويتنطعون ويقتطعون من هضبته الشماء صخورًا صماء، يضعونها عقبه في سبيل المدنية والحضارة، حتى صيّروه عبئًا ثقيلاً على كواهل الناس وعواتقهم، فملّه الكثير منهم وبرموا به، وأخذوا يطلبون لأنفسهم الحياة الطيبة من طريق غير طريقه ، ولو أنهم لا نوا مع الزمان وصروفه وتمشّوا بأوامره ونواهيه مع شؤون المجتمع وأحواله، لأستطاع الناس أن يجمعوا بين الاخذ بأسباب دينهم والأخذ بأسباب دنياهم . "
72 " ليست الحريّة في تاريخ الإنسان حادثًا جديدًا أو طارئًا غريبًا إنما هي فطرته التي فُطر عليها "
73 " الجهلاء مرضى، والعلماء أطباء، ولا يجمل بالطبيب أن يحجم عن العمل الجراحي فرار من ازعاج المريض أو خوفًا من صياحه وعويله أو اتقاء لسبه وشتمه "
74 " الدعاة في هذه الأمة كثيرون ملء الفضاء وكظة الأرض والسماء، ولكن لا يكاد يوجد بينهم داع واحد، لأنه لا يوجد بينهم شجاع واحد "
75 " قتل الشعوب، أكبر إثمًا وأعظمَ جريرة من قتل الأفراد "
76 " أطعم الجائع، واكسِ العاري، وعزِ المحزون، وفرج كربة المكروب، يكن لك من هذا المجموع البائس خير عزاء يعزيك عن همومك وأحزانك، ولا تعجب أن يأتيك النور من سواد الحلك، فالبدر لا يطلع الا اذا شق رداء الليل، والفجر لا يدرج الا من مهد الظلام "
77 " لا تطلب العظمة من طريق التشيع للعظماء والتلصق بهم، أو مناصبتهم العداء والوقوف في وجههم، فإن فعلت كنت التابع الذليل وكانوا الزعماء الأعزاء "
78 " إنّ الإنسان الذي يمدّ يده لطلب الحرية ليس بمتسولٍ ولا مستجد وإنّما هو يطلب حقًا من حقوقه التي سلبته إيّاها المطامع البشرية، فإن ظفر بها فلا منّة لمخلوق عليه، ولا يد لأحد عنده "
79 " وشقاء ذينك البائسين المنكوبين عروة بن حزام وعفراء بنت عقال ومناصبة الدهر لهما وانقاطاع سبيله بهما حتى أصبحت زوجاً لغيره .واصبح بعدها هائما مختبلا يرمي بنفسه المرامي ويقذف بها في فجاج الارض ومخارمها، حتى بلغ منزلها ذات يوم فتنكر حتى زارها، وهو يظن أن زوجها لا يعلم من أمره إلا أنه أحد الأضياف الغرباء، فلما علم أنه يعرف حقيقته، وأنه على ذلك لا يتهمه ولا يتنكر له،عزم على الإنصراف حياء منه وقال لها: ياعفراء، أنت حظي من الدنيا، وقد ذهبت فذهبت دنياي بذهابك فما قيمة العيش من بعدك، وقد أجمل هذا الرجل عشرتي واحتمل لي ما لا يحتمله أحد لأحد حتى أستحييت منه، وإني راحل من هذا المكان، واني عالم أني راحل إلى منيتي، ومازال يبكي وتبكي حتى انصرف، فلما رحل نكس بعد صلاحه وتماسكه وأصابه غشي وخفقان، فكان كلما أغمي عليه ألقي على وجهه خماراً لعفراء كانت زودته إياه فيفيق، حتى بلغ حيه وأمسك عاماً كاملاً لا يسمع منه سامع كلمة ولا أنة حتى بلغ منه اليأس فسقط مريضاً، فمر بعض الناس فرآه مطرحا بجانب خبائه، فسأله عما به، فوضع يده على صدره وقال:’’ كأن قطاة علقت بجناحها على كبدي من شدة الخفقان ’’ثم شهق شهقة كانت نفسه فيها، فلما بلغ عفراء خبره قامت إلى زوجها وقالت: لقد كان من خبر ابن عمي ماكان، وقد مات في وبسببي ولا بد أن أندبه وأقيم مأتماً عليه، فقال افعلي، فما زالت تندبه ثلاثاً حتى ماتت في اليوم الرابع. "
80 " لولا ان ستارًا من الجهل والعصبية يسلبه كلّ يومٍ غُلاة الوطنية والدين أو تجّارهما على قلوب الضعفاء السُّذَّج, لما عاش منكوب في هذه الحياة بلا راحمٍ ولا ضعيف بلا معين. "