Home > Author > وديع سعادة
101 " في البدء كانت صفات، وكان علينا نحن أن نخترع أشياء تنطبق عليها. "
― وديع سعادة , محاولة وصل ضفتين بصوت
102 " الأسهم المشيرة إلى أمكنة ..توصل إلى أمكنة أخرى "
― وديع سعادة , من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟
103 " الأصواتُ أقفاص. "
― وديع سعادة , ليس للمساء إخوة
104 " طلعوا من تحتِ التراب , وعادوا .فقط ليرسموا ابتسامةً , نسوا أن يتركوها لنا . "
― وديع سعادة
105 " ضجيج .. ضجيج كأن شاحنة تتسلق جبالا ً في قلبه. "
106 " كانَ بيننا، ذاتَ يومٍ، قَسَمٌ ألاَّ نفترِقَشرَّعْنا الأبوابَ والنوافذَدَعَوْنا الجيرانَ والمارَّةَ والنسيمَورطوبةَ العُشْبِ كي تدخلَوتتدفَّأَ عندنا،كانَ بيننا قلبُ لَوْزٍاقتسمناهُ على الطريقودخلْنا. "
― وديع سعادة , بسبب غيمة على الأرجح
107 " وحينَ دخَلْنا البحرَنبتَتْ لبعضِنا حراشِفُوبعضُنا تشبَّثَ بالصخورِوصارَ صَدَفًا. "
108 " يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الحياةَ صديقٌ صامتٌ، وإذا تَكَلَّمَتْ يُصابُ أحدٌ بالسرطان. "
109 " السعادة هي أن ننظر إلى شجرة زرعناها، ثم نذهب إلى النوم "
― وديع سعادة , رَتْقُ الهواء
110 " أنا أنسى إذن أنا موجود "
― وديع سعادة , غبار
111 " المروحة لا تدور يا ألن غينسبرغكان ذاك هواءً يدور في رأسيحلْمَ هواءلا يحرِّك المروحة. "
112 " مَشَى خطوتيْن ولمسَ نبتةً زرعَها البارحةَ خرجَ نَسْغٌ من يديه إلى عروقِها خرجَتْ من عينيه أوراقٌ إلى غصونها وحينَ أرادَ العودة لم يَبْرَحْ مكانَهُ، كانت قدماهُ تحوَّلَتا جذورًا. "
113 " قال سيعيد تركيب حياته كي تُشْبه النسيموتتناسبَ مع الأشكال والأحجام كلّها،رمى أعضاءً وأفكاراً وأهلاً وأمكنةرمى جسداً وقمصاناًكرَّ خيطان نفسه وبكَّلَ حياتَهبِزِرِّ ريحودخلَ ثقوباًدخلَ ظلاماًوما عاد رأى كيف يعيدحياكةَ نفسه. "
― وديع سعادة ,
114 " أوقفوا نسلَ الاحلام. ما عاد العالم يسع. "
115 " أطير خفيفًا، منتصرًا على ثقل عناصري وثقل التاريخ وثقل المكان وثقل الأشياء. أطير بعناصر رغبتي: بغياب الرغبة وغياب العناصر. خفيفًا فوق أرضٍ لم تعدْ لي شراكة فيها. أرض غلبتُها بوهمي، بتغيير عناصرها، بتجريدها من جاذبيتها وجعْلها تدور في جاذبيتي. غلبتُ الأرضَ بجعلها كوكبًا في رأسي، لا في الأفلاك.أطير خفيفًا منتصرًا على التكوين.أسبحُ في الفضاء، فوق بلدانٍ اندثرتْ. فوق بشر لم أعدْ وريثهم ولا عادوا نسلي. أطير وأنظر إلى الصحراء تحتي. إلى غياب الأمكنة. إلى استحالة أن ينزل الطائرُ بَعد.أطير أطير، وأبتعد.أصير نقطةً ممحوَّة... وأختفي. "
― وديع سعادة , نصُّ الغياب
116 " على زجاج نافذتي أصدقاء، لكنهم يتموهون بسرعةٍ كمن يركضُ في الضباب، ثم يتلاشون. أرفعُ قدمي. أضعها على الأريكةِ أمامي، وأتأمّلُ أصابعها الملتوية. تبدو كشجرةِ صنوبر ضربتها الريح سنواتٍ، حتى تيبّست محدودبة. جمودها الآن وصمتها يذكرانني بعمرٍ طويل من الركض والصخب وراء مجهول مخيف. كانت رفيقتي الوحيدة. ولم أكافئها بشيءٍ غيرَ أن أحملها في آخر الليل وأضعها كيفما كان في الفراش، وغالباً ماحرمتها من هذه اللذة البائسة. قدمٌ غريبةُ الإخلاص إلى درجة أنها لم تفارقني ولا يوم. أعرف أقداماً كثيرة ملّت وغادرت أصحابها. انقطعت عنهم بحجة المرض،أو انفصلت فجأة على الطريق. كانت تلك الأقدام تستريح، سوى قدمي ظلّت وفيّة ومنهكة. وهي المتيبسة تقريباً الآن، لاتزال معي، وهذه علامةٌ من علامات القداسة.أٌمرر يدي على هذه القدم وأدغدغ وبرها الناعم. أربت عليها وألاطفها وأتأملها طويلاً. لم أكن صديقها في أي يوم. كنتُ دائماً مستعجلاً وكثير الإزدراء. الآن كأنني أشعرُ بها لأول مرّة. ماذا يفعلُ واحدٌ حين يكتشفُ فجأة أن عاشقة تبعته أربعين عاماً دون أن يدري؟ "
117 " تأخرتُ وزاحفٌ وأتبخَّر. كيف إذن سأُعيد شخصًا ذاب؟ أليس عليَّ بالأحرى أن أعيد أولاً نفسي؟ أن أعود على الأقل قطرةَ ماء كاملة، تنزل على ورقة، على عين، على ضلعٍ على ضفَّة؟ "
118 " وإن أردت رفيقًا، فأي رفيق أعزُ من وحدتك؟ "
― وديع سعادة , قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله
119 " الموت فسيح، يتَّسع لكل شيء. انسَ الأرضَ الكوكبَ الضيّق. وتَهادَ في فضائك الواسع، في عدمك. واضحكْ طويلاً.العدم فسيح. وتستطيع أن تمدَّ فيه ضحكتك إلى الأبد. "
120 " قد يحدث أي شيء بغتة. زيارة غريب، موت صديق، قشعريرة مفاجئة لرجل يمشي في الشارع. هكذا بمحض الصدفة. وحينئذٍ لن يتغير شيء. قد أخرج إلى الشرفة، أُلقي نظرة على حوض الزهور وأدخل من جديد. قد أبتسم وقد لا يتبدّل ملمحٌ في وجهي. وجهي مستدير وجامدٌ كشيء أخذ شكله نهائياً، وأنفي مستدّق قليلاً كمنقادِ طير مقصوص. عيناي سوداوان. وحين أفتح فمي يخرجُ منه لهاثٌ بسيط. ربما أيضاً كلمات قليلة. قليلة وخافتة حتى أنني أحياناً لا أسمعها أنا نفسي. في الواقع ليس عندي أبداً ما أقوله. "