Home > Work > رَتْقُ الهواء
1 " ليس العمى هو المتاهة بل الرؤية. الرؤية يا بورخيس، الرؤية. النظرات تقودنا من متاهة إلى متاهة. وكلُّ نظرة تقتل ما تراه، وتقود إلى شيء آخر تقتله نظرةٌ أخرى. الأشياء ضحايا النظرات يا بورخيس. "
― وديع سعادة , رَتْقُ الهواء
2 " سلامٌ سلام على الغيم هناك. على شجر قد يكون موجوداً فيه ولا أراه. على أوراق ربّما سقطت منه في أرض بعيدة. على نقاطه التي نزلت على نهر وغابت. سلامٌ سلام على البعيد.على دفتري المدرسيّ. على اللعبة التي لم أملكها. على قلب اللوز الذي سقط من يدي فهرسته الدواليب واختفى . . . . سلامٌ على الحياة. "
3 " السعادة هي أن ننظر إلى شجرة زرعناها، ثم نذهب إلى النوم "
4 " المرافق الغريب الذي لا نعرفهاقتلع خطواتنا من أقدامنا ورماها في النهرصارت أقدامنا في مكانوخطواتنا في مكان آخر يتقاذفها ماءلا نعرفه أيضاً.مَن جاء بالمرافق إلينا مَن قال نريد رفيقاً؟نَبَتَ هكذا فجأةً من تيهتيهِ الرحلة أو تيهِ سؤالٍ قد يكونخرج من فمِ واحدٍ يمشي بيننافقال "رفيقاً"ويقصد عطش المسافة، أو الاستراحة.لكنَّ ما حدث أنَّ الرفيق جاءرمى خطواتنا في النهرواختفى. "
5 " الحقيقة التي تُتعب أرواحنا تجعلنا عاجزين، أيضاً، عن الانتقال من غرفة إلى غرف "
6 " حين أراد القاعد أن يمشيواثبٌ من مكان إلى مكانحاملاً بندقيّةً ومحاولاًأن يحوّل حلمه إلى طيرإلى فراشة، ذبابة، صرصارحاملاً شبكةً، صفّاقةً، حذاءًلكي يقتله.يركض من مكان إلى مكان صافقاًُ هنا وهناكيقتل ذبابةً فتنبتُ فراشةيقتل فراشةً فينبت طير.قذفه حلمُه في الريحكان جالساً، فأراد مشياً وضاع حَلِمَ المسافاتففقد الأمكنة.واثبٌ حاملاً أيَّ شيء في طريقهكي يقتل الحلمويستعيد المكان. "
7 " إنّي ألعب الآن. ألعب مع الكلمات وأغشُّها لعلّي أربح شوطاً معها هذه التي خسرتُ معها في الماضي كلَّ الأشواط. ألعب معها وأضحك عليها وتضحك عليّ. ما بيني وبينها اليوم هو غير ما كان بالأمس. سقط وقارها وفقدت جدّيتها وصارت مجرّد لعبة. "