Home > Author > وديع سعادة
41 " لديّ نهارٌ واحد بعد، ماذا أفعل؟استيقظتُ باكراً جدّاً. على الراحلين أن يستيقظوا باكراً جدّاً ليملأوا نهاراتهم. "
― وديع سعادة , محاولة وصل ضفتين بصوت
42 " كيف للسابح أن يصل والبحر يغرق؟ "
― وديع سعادة , قل للعابر أن يعود نسي هنا ظله
43 " ليس ممكنًا، بعد، أن تكون حاضرًا مع آخرين، لا بينهم ولا فيهم. لم يعد لديك كلام لهم ولم يعد لديهم كلام لك. إذا تكلّمتَ لا تتكلم إلا مع ذاتك ولو ظننتهم يصغون. وإن تكلّموا لا تسمع إلا صوتك ولو اعتقدوا أنك تصغي. لا تكون إلا فيك ولو كنت في جمهرة. ولا يكونون معك ولو كنت بينهم... لستَ إلا منفيًا وليسوا إلا منفيين. "
― وديع سعادة , غبار
44 " حينَ كُنَّا صغارًا كانَ المطرُ لعبتَنا المفضَّلة. أبي، الفلاَّحُ الفقيرُ، لم يكن معه ثمنُ ألعابٍ، فكُنَّا نلعبُ بأغراضِ الطبيعة. الماءُ والثلجُ والفراشاتُ والغصونُ كانت أغراضَنا. ولم تكن بينَ الأرضِ و بيننا قِسْمَة. "
― وديع سعادة , بسبب غيمة على الأرجح
45 " هكذا يكون للفرد حضور.هكذا لا يكون للفرد حضور إلا بغيابه! "
46 " رصف حجراً فوق حجر تاركاً فراغاًكي تتنفَّس الأحجارفي الحجر روحٌ، قالوقد تكون بين حجر وحجرعشبة تريد أن تنبت. "
― وديع سعادة , من أخذ النظرة التي تركتها أمام الباب؟
47 " أجري بطيئًا، مثل آخر نقطة ماء نزلتْ، وتأخرتْ عن السيل.أجري بطيئًا زاحفًا للالتحاق بالجريان، وأتبخَّر رويدًا رويدًا.لن أصل. بعضي سيصير في الفضاء. وبعضي سيغرق في الأرض.تأخرتُ عن رفاقي ولن أصل. أزحف لكني لن أصل.قطَعٌ مني أفقدها، وقطعٌ ترافقني منهَكَة، وقطع تصير هباء.حتى إذا وصلتُ، أيُّ شيء مني سيصل؟! "
48 " بينما كنتَ تعبر أمكنةً واسعةكان ثمّةَ شيء يشبه الحُبّيتذكّركَأمّا الآنوقد قطعتَ شوارعَ غير مدثَّرةوودّعتَ أرصفةً كثيرةفالأملالذي أراد التحدّثَ إليكَ عند كلّ خطوةيكفّ عن النداء.أنتَيا من حسبَ أنَّه عبرَ كلّ الاشياءجلستَ وقتًا أطولفي مقهى الماضي. "
― وديع سعادة , ليس للمساء إخوة
49 " وحدث أني في أحد الأياماكتشفتُ الصبر تحت شجرة "
― وديع سعادة ,
50 " أَعدِ الماء إلى النبع ولا تُزعج الغيمولا تُصلِّ، لا تُقلق الموتىدعْهم في ترابهم يستريحون "
51 " الحياة ليست سوى تمرينِ دخولٍ إليها. غير أنها تنتهي هناك، ولا ندخل "
52 " كان لا يخرج إلاَّ في الأيام المشمسة ليكون له رفيق:ظلُّه الذي يتبعه دائمًا.ينظر وراءه ليتحدَّث إليه، ليبتسم له.يلتفت بخفَّةٍ لئلا يغافله على دَرَج ويتسلَّل إلى بيتيخبره حكايات مشوِّقة لئلا يضجر منه هذاالظلّ ويهرب،في الصباح يُعِدُّ كوبين من الحليب، على الغداء يُعِدُّ صحنين،وكان يعود إلى بيته عند غياب الشمسيقعد على حجرويبكي حتى الصباح. "
― وديع سعادة
53 " لا تدقَّ على البابامشِمَن في الداخل يدقُّ على الباب أيضاًولا أحد يفتح له "
54 " على زُجاجِ نافذتي أصدقاءُ، لكنَّهُمْ يتموَّهونَ بسُرْعَةٍ كَمَنْ يركضُ في الضبابِ، ثم يتلاشون. "
55 " يمشونَوحينَ يتعبون يفرشون نظرةًوينامون. "
56 " الافتراض، هذا ربما، على الأرجح، ما نسمّيه حياتنا.… واليقين الوحيد، على الأرجح، وداعها. "
57 " إنني ميتٌ كفاية، ومعي الوقت كي أنسج الأحلام. ميت كفاية كي أخترع الحياة التي كنت أريدها. "
58 " أزقّةُ أيّامي مليئةٌ بالزجاجومثل صبيّ يركضُ عمري حافيًا في عمري. "
59 " شَعري طويلٌ، وكَكُلِّ الذين ينامونَ يتشعَّثُ في الليل، غير أنِّي أُمَرِّرُ يدي عليه دائمًا ليبقى صديقي. يصبحُ العالمُ أجملَ هكذا، حين يكونُ الشَّعْرُ صديقًا. العالمُ قريبٌ من القلبِ مع الأعضاءِ الصديقة. حينَ تُحِبُّكَ أعضاؤكَ ينقصُ عددُ الأعداء. "
60 " نقّبوا عن ظلال رؤوسكموتفيّأواالزمن جفّف القلوبولا بئر غير عيونناندفن فيها وجوهَ من نُحبّ. "