Home > Author > Abd al-Rahman al-Kawakibi
41 " وقد أجمع الكتاب السياسيون المدققون , بالاستناد علي التاريخ و الاستقراء , من أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطّع في الدين ,أي تشدد فيه, إلا و اختل نظام دنياه وخسر أولاه وعقباه. "
― Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
42 " ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية , والفلسفة العقلية ,وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع , والسياسه المدنيه ,والتاريخ المفصل والخطابة الأدبية ونحو ذلك من العلوم التي تكبر النفوس و توسع العقول وتعرف الانسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها و كيف الطلب وكيف النوال و كيف الحفظ. "
43 " بين الإستبداد والعلم حرباً دائمةً وطراداً مستمراً: يسعى العلماء في تنوير العقول، ويجتهد المستبدُّ في إطفاء نورها، والطرفان يتجاذبان العوام. ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، كما أنَّهم هم الذين متى علموا قالوا، ومتى قالوا فعلوا "
44 " نحن ألفنا الأدبمع الكبير و لو داس رقابنا ، ألفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق ، ألفنا الانقياد و لو إلى المهالك.ألفنا أن نعتبر التصاغر أدبا ، و التذلل لطفا ، و التملق فصاحة ، و اللكنة رزانة ، و ترك الحقوق سماحة ، و قبول الإهانة تواضعا ، و الرضا بالظلم طاعة ، و الحمية حماقة ، و الشهامة شراسة ، و حرية القول وقاحة ، و حرية الفكر كفرا ، و حب الوطن جنونا "
45 " وقد أجمع علماء الاجتماع والأخلاق والتّربية على أنّ الإقناع خيرٌ من التّرغيب فضلاً عن التّرهيب، وأنّ التّعليم مع الحرّيّة بين المُعلّم والمتعلّم، أفضل من التّعليم مع الوقار، وأنّ التّعليم عن رغبة في التّكمّل أرسخُ من العلم الحاصل طمعًا في المكافأة، أو غيرةً من الأقران. "
46 " الحرّيّة هي شجرة الخلد وسقياها قطرات من الّدم الأحمر المسفوح، والأسارة هي شجرة الزّقوم، وسقياها أنهر من الدّم الأبيض أي الدّموع، ولو كبرت نفوسكم لتفاخرتم بتزيين صدوركم بورد الجروح لا بوسامات الظّالمين. "
47 " مبحث السعي في رفع الاستبداد 1- الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية .2- الاستبداد لا يُقاوم بالشدة إنما يقاوم باللين والتدرج .3- يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدل به الاستبداد . "
48 " الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم , والاستبداد قلب الموضوع , فجعل الرعية خادمة للرعاة , فقبلوا و قنعوا. "
49 " الصدق لا يدخل قصور الملوك. "
50 " فالشرقي مثلا يهتم في شأن ظالمه إلي أن يزول عنه ظلمه , ثم لا يفكر في من يخلفه أو يراقبة , فيقع في الظلم ثانية , فيعيد الكرة و يعود الظلم إلا ما لا نهاية .... أما الغربي إذا أخذ علي يد ظالمه فلا يفلته حتي يشلها بل حتي يقطعها و يكوي مقطعها "
51 " كل المدققين السياسيين يرون أن السياية والدين يمشون متكاتفين، ويعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل وأقوى وأقرب طريق للإصلاح السياسي "
52 " المجد : هو إحراز المرء مقام حب واحترام في القلوب , وهو مطلب طبيعي شريف لكل إنسان "
53 " مبنى قاعدة كون الأمة التي لا يشعر أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية هو:أن الأمة إذا ضربت عليها الذلة والمسكنة وتوالت على ذلك القرون والبطونتصير تلك الأمة سافلة الطباع حسبما سبق تفصيله في الأبحاث السالفة، حتىإنها تصير كالبهائم، أو دون البهائم، لا تسأل عن الحرية، ولا تلتمس العدالة،ولا تعرف للاستقلال قيمة، أو للنظام مزية، ولا ترى لها في الحياة وظيفة غيرالتابعية للغالب عليها، أحسن أو أساء على حد سواء، وقد تنقم على المستبد نادرًاولكن طلبًا للانتقام من شخصه لا طلبًا للخلاص من الاستبداد. فلا تستفيد شيئًاإنما تستبدل مرضًا بمرض كمغص بصداع.وقد تقاوم المستبد بسوق مستبد آخر تتوسم فيه أنه أقوى شوكة من المستبدالأول، فإذا نجحت لا يغسل هذا السائق يديه إلا بماء الاستبداد فلا تستفيد أيضًاشيئًا، إنما تستبدل مرضًا مزمنًا بمرض حدّ، وربما تنال الحرية عفوًا فكذلك لاتستفيد منها شيئًا لأنها لا تعرف طعمها فلا تهتم بحفظها، فلا تلبث الحرية أنتنقلب إلى فوضى، وهي إلى استبداد مشوش أشد وطأة كالمريض إذا انتكس. ولهذاقرر الحكماء أن الحرية التي تنفع الأمة هي التي تحصل عليها بعد الاستعدادلقبولها، وأما التي تحصل على أثر ثورة حمقاء فقلما تفيد شيئًا، لأن الثورة غالبًاتكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعودأقوى مما كانت أولا. "
54 " الثورة الحمقاء هي الثورة التي غالباً ما تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى مما كانت أولاً. ص 150 "
55 " الاستبداد ينبغي أن لا يُقاوم بالعنف، كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصداً. ص 153 "
56 " القوة كانت للعصبية ثم صارت للعلم ثم صارت للمال "
― Abd al-Rahman al-Kawakibi
57 " العوامّ لا يثور غضبهم على المستبدّ غالبًا إلّا عقب أحوال مخصوصة مهيّجة فوريّة، منها:عقب مشهدٍ دمويّ مؤلمٍ يوقعه المستبدّ على مظلوم يريد الانتقام لناموسه.عقب حربٍ يخرج منها المستبدّ مغلوبًا، ولا يتمكّن من إلصاق عار الغلب بخيانة القوّاد.عقب تظاهر المستبدّ بإهانة الدّين إهانة مصحوبًة باستهزاء يستلزم حِدَّة العوامّ.عقب تضييق شديد عامَ مقاضاة لمالٍ كثير لا يتيسّر إعطاؤه حتّى على أواسط النّاس.في حالة مجاعة أو مصيبة عامّة لا يرى النّاس فيها مواساة من المستبدّ.عقب عمل للمستبدّ يستفزّ الغضب الفوريّ، كتعرّضه لناموس العرض، أو حرمة الجنائز في الشّرق، وتحقيره القانون أو الشّرف الموروث في الغرب.عقب حادث تضييق يوجب تظاهر قسمٍ كبير من النّساء في النّصرة والاستنصار.عقب ظهور موالاة شديدة من المستبدّ لمن تعتبره الأمّة عدوًّا لشرفها.إلى غير ذلك من الأمور المماثلة لهذه الأحوال الّتي عندها يموج النّاس في الشّوارع والسّاحات، وتملأ أصواتهم الفضاء، وترتفع فتبلغ عنان السّماء، ينادون الحقّ الحقّ، الانتصار للحقّ، الموت أو بلوغ الحقّ. "
58 " ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لاتنفك متى وجد أحدهما في أمة جر الآخر اليه أو متى زال زال رفيقه ، وان صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني . ويقولون أن شواهد ذلك كثيرة جداً لايخلو منها زمان ولا مكان . ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيراً من السياسة إصلاحا وإفسادا "
59 " يظهر أنه الزم خصمه الحجة وأسكته بالبراهين، والحقيقة أن كلا منهم قد سكت تععباً وكلالاً من المشاغبة! "
60 " و أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوَّذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق , الوارث للعرش , القائد للجيش , الحائز علي سلطة دينية. "