Home > Author > Abd al-Rahman al-Kawakibi >

" العوامّ لا يثور غضبهم على المستبدّ غالبًا إلّا عقب أحوال مخصوصة مهيّجة فوريّة، منها:
عقب مشهدٍ دمويّ مؤلمٍ يوقعه المستبدّ على مظلوم يريد الانتقام لناموسه.
عقب حربٍ يخرج منها المستبدّ مغلوبًا، ولا يتمكّن من إلصاق عار الغلب بخيانة القوّاد.
عقب تظاهر المستبدّ بإهانة الدّين إهانة مصحوبًة باستهزاء يستلزم حِدَّة العوامّ.
عقب تضييق شديد عامَ مقاضاة لمالٍ كثير لا يتيسّر إعطاؤه حتّى على أواسط النّاس.
في حالة مجاعة أو مصيبة عامّة لا يرى النّاس فيها مواساة من المستبدّ.
عقب عمل للمستبدّ يستفزّ الغضب الفوريّ، كتعرّضه لناموس العرض، أو حرمة الجنائز في الشّرق، وتحقيره القانون أو الشّرف الموروث في الغرب.
عقب حادث تضييق يوجب تظاهر قسمٍ كبير من النّساء في النّصرة والاستنصار.
عقب ظهور موالاة شديدة من المستبدّ لمن تعتبره الأمّة عدوًّا لشرفها.
إلى غير ذلك من الأمور المماثلة لهذه الأحوال الّتي عندها يموج النّاس في الشّوارع والسّاحات، وتملأ أصواتهم الفضاء، وترتفع فتبلغ عنان السّماء، ينادون الحقّ الحقّ، الانتصار للحقّ، الموت أو بلوغ الحقّ. "

Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد


Image for Quotes

Abd al-Rahman al-Kawakibi quote : العوامّ لا يثور غضبهم على المستبدّ غالبًا إلّا عقب أحوال مخصوصة مهيّجة فوريّة، منها:<br />عقب مشهدٍ دمويّ مؤلمٍ يوقعه المستبدّ على مظلوم يريد الانتقام لناموسه.<br />عقب حربٍ يخرج منها المستبدّ مغلوبًا، ولا يتمكّن من إلصاق عار الغلب بخيانة القوّاد.<br />عقب تظاهر المستبدّ بإهانة الدّين إهانة مصحوبًة باستهزاء يستلزم حِدَّة العوامّ.<br />عقب تضييق شديد عامَ مقاضاة لمالٍ كثير لا يتيسّر إعطاؤه حتّى على أواسط النّاس.<br />في حالة مجاعة أو مصيبة عامّة لا يرى النّاس فيها مواساة من المستبدّ.<br />عقب عمل للمستبدّ يستفزّ الغضب الفوريّ، كتعرّضه لناموس العرض، أو حرمة الجنائز في الشّرق، وتحقيره القانون أو الشّرف الموروث في الغرب.<br />عقب حادث تضييق يوجب تظاهر قسمٍ كبير من النّساء في النّصرة والاستنصار.<br />عقب ظهور موالاة شديدة من المستبدّ لمن تعتبره الأمّة عدوًّا لشرفها.<br />إلى غير ذلك من الأمور المماثلة لهذه الأحوال الّتي عندها يموج النّاس في الشّوارع والسّاحات، وتملأ أصواتهم الفضاء، وترتفع فتبلغ عنان السّماء، ينادون الحقّ الحقّ، الانتصار للحقّ، الموت أو بلوغ الحقّ.