Home > Author > Abd al-Rahman al-Kawakibi
81 " إن خوف المستبدِ من نقمة رعيته أكثرُ من خوفهم بأسَهُ, لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحقه منهم؛ و خوفهم ناشئ عن جهل؛ و خوفه عن عجز حقيقي فيه, و خوفهم عن توهم التخاذل فقط؛ و خوفه على فقد حياته و سلطانه, و خوفهم على لقيمات من النبات على وطن يألفون غيرَه في أيام؛ و خوفه على كل شئ تحت سماء ملكه, و خوفهم على حياة تعيسة فقط. "
― Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
82 " يعرف عبد الرحمن الكواكبي في كتابه 'طبائع الاستبداد' العوام بأنهم: أولئك الذين إذا جهلوا خافوا وإذا خافوا استسلموا. وهم الذين متى علموا قالوا, ومتى قالوا فعلوا. فأين نقع نحن اليوم؟ "
83 " التّربية تربية الجسم وحده إلى سنتين، هي وظيفة الأمّ أو الحاضنة، ثمّ تُضاف إليها تربية النّفس إلى السّابعة، وهي وظيفة الأبوين والعائلة معًا، ثمّ تُضاف إليها تربية العقل إلى البلوغ، وهي وظيفة المعلّمين والمدارس؛ ثمّ تأتي تربية القدوة بالأقربين والخلطاء إلى الزّواج، وهي وظيفة الصّدفة؛ ثمّ تأتي تربية المقارنة، وهي وظيفة الزّوجين إلى الموتِ أو الفراق. "
84 " قرّر الحكماء أنّ الحرّيّة الّتي تنفع الأمّة هي الّتي تحصل عليها بعد الاستعداد لقبولها، وأمّا الّتي تحصل على أثر ثورةٍ حمقاء فقلّما تفيد شيئًا، لأنّ الثّورة غالبًا تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى ممّا كانت أوّلاً. "
85 " المستبدون لا تهمهم الأخلاق إنما يهمهم المال "
86 " و من طبائع الاستبداد أن الأغنياء أعداؤه فكرا و أوتاده عملا , فهم ربائط المستبد يذلهم فيئنون و يستدرهم فيحنون و لهذا يرسخ الذل في الأمم التي يكثر أغنياؤها "
87 " اجمع الاخلاقيون على ان المتلبس بشائبة من اصول القبائح الخلقية لا يمكنه ان يقطع بسلامة غيره منها ؛ و هذا معنى : " اذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه ". فالمرائي مثلا ليس من شأنه ان يظن البراءة في غيره من شائبة الرياء ، الا اذا بعد تشابه النشأة بينهما بعداً كبيراً ؛ كأن يكون بينهما مغايرة في الجنس او الدين او تفاوت في مهم في المنزلة كصعلوك و أمير كبير. و مثال ذلك الشرقي الخائن يأمن الإفرنجي في معاملته و يثق بوزنه و حسابه و لا يأمن و يثق في ابن جلدته. "
88 " الاستبداد لو كان رجلا واراد ان يحتسب وينتسب لقال "انا الشر وابي الظلم وامي الاساءه واخي الغدر واختي المسكنه وعمي الضر وخالي الذل وابني الفقر وبنتي البطالة وعشيرتي الجهالة ووطني الخراب اما ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال "
89 " أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية. وكلما قل وصف من هذه الأوصاف خف الاستبداد إلى أن ينتهي بالحاكم المنتخب الموقت المسئول فعلا. "
90 " يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدل به الاستبداد "
91 " الاستبداد اشد وطأة من الوباء ,اكثر هولا من الحريق ,اعظم تخريبا من السيل ,أذل للنفوس من السؤال ,واذا نزل بقوم سمعت ارواحهم هاتف السماء ينادى القضاء والارض تناجى ربها بكشف البلاء .الاستبداد عهد اشقى الناس فيه العقلاء والاغنياء واسعدهم بمحياه الجهلاء والعقلاء بل اسعدهم اولئك الذين يتعجلهم الموت فيحسدهم الاحياء . "
92 " إن جرثومة دائنا هي خروج ديننا عن كونه دين الفطرة والحكمة ،دين النظام والنشاط ،دين القرآن الصريح البيان ;إلى صيغة أننا جعلناه دين الخيال والخبال ،دين الخلل والتشويش ،دين البدع والتشديد ،دين الإجهاد "
93 " يا قوم: أُعيذكم بالله من فساد الرأي، و ضياع الحزم، و فقد الثقة بالنفس، و ترك الإرادة للغير، فهل ترون أثراً للرُّشد في أن يوكَّل الإنسان عنه وكيلاً و يُطلق له التصرُّف في ماله و أهله، و التحكَّم في حياته و شرفه و التأثير على دينه و فكره، مع تسليف هذا الوكيل العفو عن كلَّ عبثٍ و خيانة و إسرافٍ و إتلاف؟ أم ترون أنَّ هذا النوع من الجنة به يظلم الإنسان نفسه؟ هل خلق الله لكم عقلاً لتفهموا به كلَّ شيء؟ أم لتهملوه كأنَّه لا شيء؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِم النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "
94 " بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفك ، متى وجد أحدهما في أمة جرّ الآخر إليه ، أو متى زالَ زالَ رفيقه ، وإن صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني "
95 " والشّرقيّون ما داموا على حاضر حالهم بعيدين عن الجدّ والعزم، مرتاخين للّهو والهزل تسكينًا لآلام إسارة النّفس وإخلادًا إلى الخمول والتّسفّل، طلبًا لراحة الفكر المضغوط عليه من كلّ جانب، يتألّمون من تذكيرهم بالحقائق، ومطالبتهم بالوظائف، ينتظرون زوال العناد بالتّواكل، أو مجرّد التّمنّي والدّعاء، أو يتربّصون صدفةً مثل الّتي نالتها بعض الأمم، فليتوقّعوا إذن أن يفقدوا الدّين كلّيًّا فيمسوا، وما مساؤهم ببعيد، دهريّين لا يدرون أيّ الحياتين أشقى؛ فلينظروا ما حاق بالآشوريّين والفينيقيّين وغيرهم من الأمم المنقرضة المندمجة في غيرها خدمًا وخَوَلاً. "
96 " المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً. "
97 " الأُمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الإستبداد لا تستحق الحرية "
98 " لا يخاف المستبدُّ من العلوم الدينية المتعلِّقة بالمعاد، المختصة ما بين الإنسان وربه، لاعتقاده أنّها لا ترفع غباوةً ولا تزيل غشاوة، إنما يتلهّى بها المتهوِّسون للعلم، حتى إذا ضاع فيها عمرهم، وامتلأتها أدمغتهم، وأخذ منهم الغرور، فصاروا لا يرون علماً غير علمهم، فحينئذٍ يأمن المستبدُّ منهم كما يُؤمن شرُّ السّكران إذا خمر. على أنّه إذا نبغ منهم البعض ونالوا حرمة بين العوام لا يعدم المستبدّ وسيلة لاستخدامها في تأييد أمره ومجاراة هواه في مقابلة أنّه يضحك عليهم بشيء من التعظيم، ويسدُّ أفواههم بلقيماتٍ من مائدة الاستبداد.وكذلك لا يخاف من العلوم الصناعية محضاً؛ لأنّ أهلها يكونون مسالمين صغار النّفوس، صغار الهمم، يشتريها المستبدُّ بقليل من المال والإعزاز، ولا يخاف من الماديين، لأنّ أكثرهم مبتلون بإيثار النّفس، ولا من الرياضيين؛ لأنّ غالبهم قصار النظر.ترتعد فرائص المستبدُّ من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصّل، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تُكبر النفوس، وتوسّع العقول، وتعرّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطلب، وكيف النّوال، وكيف الحفظ. وأخوف ما يخاف المستبدّ من أصحاب هذه العلوم، المندفعين منهم لتعليم النّاس بالخطابة أو الكتابة "
99 " يقول المادي: الداء القوة والدواء المقاومة.. ويقول السياسي: الداء استعباد البرية والدواء استرداد الحريةويقول الحكيم: الداء القدرة على الاعتساف والدواء الإقتدار على الاستنصاف، ويقول الحقوقي: الداء تغلٌّب السلطة على الشريعة والدواء تغليب الشريعة على السلطةويقول الرَّبَّاني: الَّداء مشاركة الله في الجبروت والدواء توحيد الله حقاً. "
100 " التمجد هو أن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها شرف المساواة فى الانسانية. "
― Abd al-Rahman al-Kawakibi