Home > Work > هموم داعية
81 " ولست أرمى بالتبعة على أعداء الإسلام ٬ فإن القانون لا يحمى المغفلين ٬ وإنما أَلفت النظر إلى هذا الهوس الفكرى وحملته فى كلمكان..لقد أصبح هناك متخصصون فى إثارة الخلافات الغريبة وشحن القلوب بالغضب من أجلها ٬فلحساب من يقع هذا؟ !أعرف متعصبين ذوى قلوب طيبة لبعض وجهات النظر الخفيفة الوزن ٬ وهؤلاء صيد سهل لأعداء الإسلام ٬ وينبغي تفتيح أعينهم على مغبة سلوكهم حتى لا ينكبوا دينهم وأمتهم.ولقد سمعت فى ...إحدى المحافظات شكوى من أن هؤلاء تجيئهمالكتب بسهولة من وراء الحدود وتبذل لهم بالمجان وآخر ما شغلوا الأذهان به قضية `خلق القرآن` التى ماتت من اثنى عشر قرنا ولم يعد أحد يحسها ٬إن هؤلاء الملتاثين رأوا إحياءها أو رئى لهم ذلك!!.وتوجد قوى محلية وعالمية تعين على ذلك حتى تنتكس النهضة المعاصرة ٬ ويتدحرج المسلمون من العالم الثالث إلى عالم الفناء والتلاشى!!!!!! "
― محمد الغزالي , هموم داعية
82 " والدين الذى نزل أمين الوحى لتوضيحه هو الإسلام إن نظرنا إلى السلوك الظاهر، والعمل البين.وهو الإيمان إن نظرنا إلى اليقين الباعث والعقيدة الدافعة.وهو الإحسان إن نظرنا إلى كمال الأداء والوفاء على الغاية عند اقتران الإيمان الواضح بالعمل الصالح...بل هو جملة هذه المعانى، لا ينفصل أحدها عن الآخر عند التصور الكامل، كالشجرة الحية.قد تنظر إلى جذعها الذى يحمل الغذاء للغصون الدانية والذوائب العالية.وقد تنظر إلى الأثمار المطعومة والأوراق المظللة.وقد تنظر إلى ينع الشجرة وحفولها وازدهارها. "
83 " فى عالم يبحث عن الحرية نصور الاسلام دين استبداد، وفى عالم يحترم التجربة، ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا فلابأس ان يتناسوا أمورا ليست ذات بال، فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجتون افكارا بشرية باعدت بين المسلمين من الف عام ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!!ان الثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة، وان الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب ان يغربلوا لنعدم السقط، وننفى الغلط.. "
84 " ليس هناك جهد اسلامى واضح لخدمة الرسالة الخاتمة وتبصرة الناس بما فيها من حق وخير بل الذى يقع داخل الأرض الإسلامية يثير الريب حول القيمة الانسانية لرسالة الاسلام ومدى انتفاع أهل الارض منها، وتلك مصيبة طامة ،ان يعمل الانسان ضد نفسه وسمعته!! وسواء درى ام لم يدر فتلك نتيجة تسود لها الوجوه.,..! "
85 " كان الساسة أعنى ساستنا يريحونهم من أعباء المعارك ويهيئون لهم الغنائم الباردة! ثم يقال بعد ذلك فى افتراء صفيق: إن الجيش اليهودى لا يقهر..!كانوا يأبون أن يكون للدين أعنى الإسلام أى أثر فى المعركة!وهذا المسلك قرة عين إسرائيل ٬فهى ببواعث دينية باطنة وظاهرة تحرك أجهزتها المدنية والعسكرية ٬ وتجند الرجال والنساء والشباب والشيوخ ٬ وتستجيش أحقاد الصليبيين على العرب ٬وتستجمع كل متاح من الأقلام والأفكار وفنون الدعاية كى تنتصر!آما ساستنا فكانوا أمام هذا التحدى الدينى الصارخ ٬ يقولون لشعوبهم: لا دخل للدين فى السياسة ٬ ولا صلة للدين بالحكم ولا بالحرب!بل يصبون الويلات على رأس من يتحدث عن الإسلام وضرورة الولاء له..ماذا تنشد إسرائيل أكثر من هذا لتلتقى برجال خواء فتحصدهم حصدا؟ "
86 " على الدعاة أن يدرسوا كتاب الله وسنة رسوله ببصر مفتوح ٬ وأن يعرفوا علاقة النصوص بعضها ببعض..إن البناء الإسلامى شامخ ٬ ومن المضحك أن يجىء أحدهم بهيكل نافذة ليضعه فى فتحة باب أو ليضعه فى كوة جانبية.. لابد من فقه ٬ لابد منذوق ٬ وإلا حرفنا الكلام عن مواضعه وأسأنا قيادة المجتمع باسم الله "
87 " ما يكلف العباد به لا تلغى إرادتهم بإزائه! فحريتهم النفسية والفكرية قائمة وعلى أساسها تتم محاسبتهم! وإذا حدث لأمر ما أن صودرت هذه الحرية فإن التكليف الأعلى يقل بنسبة ما يصادر! ويمتنع عقلا وشرعا أن يؤاخذ الله عبدا ليس له كسب أو اكتساب.. وكل أثر يفيد أن الجنة والنار مصادفات ٬ وأن الناس يقادون إلى مصائرهم وفقمخطط لا دخل لهم فيه ٬ فهو مرفوض!.إن النصوص القطعية والقواعد الثابتة تأبى ذلك كل الإباء.. "
88 " والسؤال الذى أطرحه على نفسى وعلى غيرى: ماذا كان موقف الفقهاء من الحكام الذين جلبوا هذه الهزائم وأحلوا قومهم دار البوار؟لا أعنى محاكمة ناس جيفوا ٬وانتقلوا إلى دار أخرى يلقون فيها جزاءهم! إنما أعنى: كيف بلى المسلمون بأولئك الرؤساء؟كيف وصلوا إلى مناصبهم؟ هل ناقش الفقهاء الطرق التى وصلوا بها إلى الحكم؟ هل كانتهناك أجهزة تشير عليهم وتضبط أعمالهم؟ وإذا فقدت الدولة هذه الأجهزة ٬ فهل اقترحوجودها وضمن بقاؤها؟هناك حكام ارتدوا بتعاونهم مع الصليبيين ٬ فهل أعلن ارتدادهم؟وكيف تمر خيانة عظمى بهذه السهولة؟؟ وهناك حكام أضعفوا الجبهة الداخلية بمظالمهم ومآثمهم فكيف تركوا يمهدون لسقوط البلاد بين أيدى أعدائها؟ "
89 " وما المستقبل إذا كان اليهود لا يتحدثون إلا عن حدودهم التوارتية ومواريثهم الدينية!، هل الانتماء اليهودي تقدمية والانتماء الإسلامي رجعية؟! يجب أن نتوب عن هذه الغفلة وإلا كان ضياع الأبد..! "
90 " والانتماء النظري إلى الإسلام لا يكفي، لابد من الارتفاع إلى مستوى الدين في جميع المجالات العلمية والعملية، إن الحكومة جسم روحه الشعب، وفي أقطار الدنيا ترى الروح والجسم مقترنين في كيان الدولة وكأنهما قلب وقالب!. أما في كثير من أجزاء أمتنا المترامية الأطراف، فالحكم جسد بلا روح، لأن ولاء الشعوب للإسلام واتجاه بعض الحكومات إلى قبلة أخرى، وهذا في ميدان الحياة الخاصة والعامة معناه الموت!!. "
91 " واليهود والنصارى معا يؤمنون بالعهد القديم ٬ ويرون أن إسرائيل حقيقة دينية لا تقاوم ولا يجوز تركها!!. فإذا تحدد موقف أعداء الإسلام على ما رسموا هم فما هو موقفنا؟ أنستسلم للفناء. وندع ديننا ورسالتنا للجزارين الجدد أم ماذا؟ "
92 " زادت أعداد المسلمين في هذا العصر زيادة محسوسة ٬ ومع ذلك لم يفرح بهم صديق أو يخف منهم عدو! وما ظهر لهم نتاج حضاري في بر أو بحر أو جو ٬ كأن الدنيا لغيرهم خلقت ٬ أو كأن القدر لم يكلفهم بعمل..! الحق أن كثيرين ينتمون إلى الإسلام ولا علاقة لهم به ٬ ولا اكتراث عندهم لحقائقه ومطالبه ٬ بل إن هناك من يطعن الإسلام فى صميمه ولا يرى أنه فعل شيئا..! أرأيت هذا الذى يبيع أرض الإسلام ...لليهود والنصارى ويعقد معهم أخوة وثيقة وموالاة سافرة ٬ فإذا حاولت مراجعته قال لك ولمن معك: ما أريكم إلا ما أرى... وتركك مستخفا بقولك ٬ ومقبلا على خصمك..!.نماذج محسوبة على الإسلام كيف يعد ذلك فى جماعة المسلمين؟! ٬ مع أن الله يصف هذا السلوك وأصحابه فيقول: “ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء "
93 " الحق أن التوقف فى هذا المجال(يقصد الفقه) ليس إلا امتدادا للكسل العقلى الذى سيطر على مسيرة الإسلام التاريخية أمدا ليس بالقصير..!! "
94 " سمعت إلى مغموصين أنكروا السنة كلها فما وجدت في سيرتهم أو منطقهم ما يستحق الاحترام، ولو ادعوا الإسلام، وكانوا من الحكام..! ولكن تراث السنة نفسه تعرض لمتاعب من مسلمين مخلصين لم يحسنوا تناوله، ولم يلتزموا الضوابط التي وضعها أئمة السنة الأولون، فكانوا للأسف بلاء على السنة وفتَّانين عن الإسلام كله، ولو لزموا موقف الأئمة الأوائل لكانوا أهدى سبيلا.. "
95 " مهزلة الفصل بين العروبة والإسلام :حتى جاءت هذه الأيام النحسات، فإذا ناس من العرب ينسون عمر، والإسلام، والتاريخ كله، ويقولون: نحن أبناء كنعان!! مسحورين بالاستعمار العالمي الذي ألغى الدين وجعل مكانه الوطنية أو القومية!! وبقي أن يقول العرب في جنوب الجزيرة: نحن أبناء عاد، وأن يقول العرب في شمال الجزيرة: ونحن أبناء ثمود!وفي الوقت الذي يتعرى العرب فيه عن دينهم ويحيون مكشوفي السوأة، يتسربل اليهود بعقيدتهم ويصرخون بحماس هائل: نحن أبناء التوراة وأولاد الأنبياء، نحن بنو إسرائيل..!!..''هموم داعية_ للإمام محمد الغزالي "
96 " الذين يبعدون الإسلام عن معركة فلسطين، يشاركون في تحقيق هذه الغاية، لأن فلسطين من غير الدفع الإسلامي زائلة، والعرب من بعدها زائلون، والمسلمون بعد زوال العرب منتهون! وهذه هي الخطة! "
97 " إن النصرانية تؤيد قيام اسرائيل ، وترى عودة اليهود إلى فلسطين معجزة الكتاب المقدس وآية تشهد بصدقه، "
98 " العرب فتنهم الغزو الثقافى وحسبوا أن الوطنيات أو القوميات الحديثة تخلت عن عقائدها الأولى ، فتزحزحوا عن قواعدهم ، وفرطوا فى دينهم ، على حين بقى خصومهم بمشاعر القرون الأولى ...!ولو حدث بالفعل أن غيرنا نسى دينه أو تناساه فهل ذلك عذر للكفر والفسوق والعصيان؟ "
99 " إن العدوان اليهودى المدعوم بقوى الصليبية العالمية له غاية مرسومة معلومة ، هى ابادة وإزالة أمة وإزالة دين ، هى الاجهاز على الأمةالعربية التى حملت الاسلام عشر قرنا ، وتريد أن تظل عليه شكلا ان تركته موضوعا...والذين يبعدون الاسلام عن معركة فلسطين ، يشاركون فى تحقيق هذه الغاية ، لأن فلسطين من غير الدفع الاسلامى زائلة ، والعرب من بعدها زائلون ، والمسلمون بعد زوال العرب منتهون! وهذه هى الخطة "
100 " أن علاقة العلم الإلهى بأعمال الناس علاقة انكشاف وإحاطة ٬ وليست علاقة سلب وإيجاب ٬ أو إيجاد وإعدام أو ضغط وإكراه.. "