Home > Work > هموم داعية
41 " فنحن خلال تاريخنا الطويل لم نكسب معاركنا الكبرى بكثرة العدد ورجحانالسلاح ٬ بل كسبناها بالاستناد إلى الله وبذل كل ما لدينا من طاقة.. وجميع المعارك التى كسبها اليهود فى عدوانهم علينا فى السنين الأخيرة لم تكن لبسالة المقاتل اليهودى أو لعظمة أسلحته ٬ بل كانت ونقولها محزونين مكسورين لتفاهة القيادات وسذاجة الخطط وعربدة الشهوات فى صفوف العرب..!!ولو كان العرب بهذه الخصال يقاتلون جيشا من القردة لانهزموا ٬ فأنى لهم النصر ٬ وبعضهم يأكل بعضا ويتربص به الدوائر ٬ والكل بعيد عن الإسلاممنسلخ من تعاليمه...؟ "
― محمد الغزالي , هموم داعية
42 " يا حسرتنا على العباد!، يفتخر اليهود بأسلافهم ويستحيون تاريخهم، وننأى نحن عن أسلافنا ونستحي من قرآننا وتاريخنا. إن أي رجل في أي موقع ينسى الإسلام، ويرخص رسالته ويريد الالتحاق بأي جهة أخرى في الشرق أو في الغرب، لا يمكن أن يتم على يديه نصر، بل سيجر علينا العار والنار: (إِنَّ هَذِهِ تَذكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىَ رَبِّهِ سَبِيلاً) (المزمل:19) "
43 " ولا أريد أن أقول: لا تذموا الإسلام بأمر هو فى كتابكم المقدس ٬ وإنما أريد أن أتساءل: ماذا كسبتم من جحد القصاص وإلغاء عقوبة الإعدام؟ إنكم خدمتم المجرمين وأشعتم العدوان فى أقبح صوره "
44 " وكان الجنود العرب قادرين على محو الدويلة الوليدة ٬ ولكن الساسة العرب وفق خطة موضوعة توقفوا ٬ فاشتغلت مصر بضرب الحركة الإسلامية ٬ وأبى العراق إصدار أوامر لجيشه بالتحرك نحو `تل أبيب` وكان قريبا منها! وأعان الجنرال `جلوب` القائد الإنجليزي فى الجبهة الأردنية على تسليم `اللد` و `الرملة` لليهود. وانطلقت الصيحات فى كل مكان: انهزمالعرب "
45 " المطلوب من الدعاة الراشدين أن يدركوا الأمة من الداخل ٬ ويقفوا حركة التمزيق الفكرى والروحى الوافدة من الخارج.وذلك يفرض علينا إحياء الإخاء الدينى ٬ وتنشيط عواطف الحب فى الله ٬ واختصار المسافات أو ردم الفجوات التى تفصل بين المنتسبين إلى الإسلام. ولكى لا يكون ذلك خيالا أو خطابة منبرية نرى صب الأمة كلها فى تجمعات ذات أهداف حقيقية ٬ "
46 " إن المسلمين كانوا وما زالوا يرون الربا من أخبث المعاصى ٬ والضمير الديني عندنا برغم ما أصاب الإسلام من هزائم باق على رفضه للربا ٬ قل أو كثر.. لكن الموقف السلبى فى عالم متحرك لا يجدى فتيلا ٬ وسيقع الناس فى الحرام إن لم نيسر لهم الحلال ٬ وندفعهم فى طريقه دفعا.. وقد كان حقا على المسلمين أن يقدموا المعاملات البديلة عن الربويات ٬ ويقيموا لها مؤسسات شامخة. وأيا كان الأمر فقد استفاقوا متأخرين ٬ وبدأت مصارف إسلامية تعمل عملها هنا وهناك. وبعض الناس يتصور أن التجربة سوف تولد عملاقة ٬ وهذا خطأ ٬ فبين النظرية والتطبيق مسافة لا يطويها إلا الزمن. وبعض آخر يريد الارتباط بكل قول ورد ٬ وهذا أيضا خطأ ٬ فإن الإسلام فى ميدان العبادات منشئ مبدع كما قال ابن القيم أما فى ميدان المعاملات فهو مصلح لا مخترع وحسبه أن يقى الناس رذائل الغبن والتغرير والاستغلال الردىء. "
47 " كيف يسلك في عداد المسلمين امرؤ خالي الذهن عن الله؟ يسمع من بعيد عن اسمه وصفاته، ويسمع من بعيد أنه لابد بعد الموت من لقائه، ومع ذلك يبتسم في بلاهة ويمضي في طريقه مشغولا عن ذلك بعمل يدر عليه ربحًا ويضمن له طعامًا أو شهوة؟؟ فإذا أوقفته لتعيد إليه رشده ظنك عابثًا وتركك وهو ثائر أو بارد حتى لا تعطله عن شأنه. "
48 " والغريب أن مفاوضات`فض الاشتباك` كانت تجرى أحيانا أثناء صلاة الجمعة والمفاوضون العرب ذاهلون عن معنى ذلك ومغزاه ٬ أما المفاوضون اليهود فيستحيل أن يقبلوا أى حراك يوم السبت؟! "
49 " إننا مكلفون بالإخلاص لديننا ٬ سواء كفر الناس بأديانهم أم أصروا عليها. فإذا استمسك كل ذى عقيدة بعقيدته ٬ فكيف نكلف وحدنا بترك الإسلام واطراح شعائره واستدبار توجيهاته؟؟ "
50 " إن التقدم والتأخر ليس حظوظا عمياء!. إن ما نزل بنا هو نتائج لمقدمات طال عليها الأمد.. وعلل هدت قوانا جيلا بعد جيل!وبعض الأجسام يصيبها فى سن مبكرة مرض شديد ولكن عافية الشباب تهزمه.. فتكمن الجرثومة متربصة الفرص السوانح لتثبت عندما تريد ملحقة بالجسم ما تشاء من عطب.! "
51 " كان السلف الذين يحملون الإسلام قديما واقعيين يعرفون مراد الله بذكاء وينفذونه بدقة ٬ والإسلام كما نعرفه من كتاب ربنا وسنة نبينا فطرة سليمة لا فطرة ملتاثة ٬ وتعاليم يعيها أولو الألباب لا أولو الثقافة القاصرة والأحكام البلهاء.وقد أحس ورثة المدنيات القديمة أنهم أمام عقل أذكى من عقولهم ٬ وخلق أنبل من أخلاقهم ٬ وبر بالشعوب أوسع من برهم ٬ وأدركوا أن صفحتهم يوم تطوى ٬ فلكى يرى العالم صفحة جديدة أملا بالرحمة والعدل يخطها أولئك الذين رباهم محمد صلى الله عليه وسلم. فهل كذلك الداعون إلى الإسلام فى يوم الناس هذا؟! "
52 " إن التفكير الواقعى فى معالجة شئون الناس هو الذى أنجح الإسلام قديما ٬ وجعل الناس يدخلون فى دين الله ٬ أما معظم مسلمى اليوم فأبعد شىء عن قضايا الشعوب المصيرية الشاملة! "
53 " أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ٬ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ٬ ولإقامة دينه ٬ فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم`. إن بعض الذين ضاقوا بالانحرافات المعاصرة فى العالم الإسلامى فكروا فى العودة إلى الأمس القريب ٬ أو إلى بضعة قرون مضت! فقلت لهم: لا. مثلنا الأعلى فى القرن الأول وحده ٬ففى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ٬ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها ٬ وعضوا عليها بالنواجذ "
54 " إن للإسلام أخلاقًا لا يمكن أن تنفك عن المسلم، إنها تصبغ سريرته، وتحد مسيرته، وتجعله يتوكل على الله، ويفوّض إليه أمره، ويتعلق برفده، ويؤجل من غضبه، ويتشبث بحبله، ويثق بما عنده، ويحب ويبغض فيه، ويعطي من أجله ويمنع، ويخاصم ويسالم ويختلط ويعتزل.. "
55 " إن محمدًا بشر له منهاجه المرسوم من وحي الله، فنحن نتبعه لنرضي ربنا ولنقف في محراب عبادته راغبين راهبين..وستبوء بالفشل جميع المحاولات لإبعادنا عن محمد وصرفنا عن رسالته.. "
56 " تفرست في بدائل كثيرة قدمها الاستعماريون لنا كي تصرفنا عن دين محمد، إنها بدائل في ميادين السياسة والاقتصاد والقانون والأخلاق والأدب والسلوك...إلخ. قالوا: الولاء للتراب الوطني..قلنا: فنحن نحب أوطاننا ولكن ولاءنا لرب الأرض والسماء!. قالوا: الولاء للدم والجنس..قلنا: نحن نحب قومنا ولكن حبنا لربنا أوقى وأوثق، ولا تناقض بين حبنا لربنا وحبنا لأهلنا..! وبدأت غارات اليهود على فلسطين يؤازرها الحق الاستعماري القديم! وإذا يهود اليمن والعراق ينضمون إلى يهود بولندا وروسيا في ضربنا.. أين الوطنية المزعومة؟ !!سبحان الله كأن الوطنية استجلبت لتمزيق الإسلام وحده "
57 " إن أسلافنا سادوا الدنيا في العصور الوسطى لأنهم كانوا أعلم وأعدل، فلم يكن رجحان كفتهم مصادفة أو شذوذًا، فإذا استوحشت المعرفة والعدالة في بلادنا فالمصير معروف. "
58 " وعجبت لمتحدثين فى الإسلام يسكتون عن هذه القضايا ويستمرئون الثرثرة فى قضايا أخرى لا تمس الحاضر ولا المستقبل. وإنما تشغل الفراغ وتقتل الوقت وحسب. كل شىء يمر بأذهانهم إلا قضايا الحرية الفكرية والسياسية وحقوق الأفراد والشعوب!!مع أن هناك من الحاكمين من يرفض علانية الولاء للإسلام ٬ ومن يطوح بنصف أصوله العلمية فى التراب ٬ ومن يأبى باستهانة تنفيذ شرائعه ٬ ومن يفخر بتحلله من روابط العقيدة ٬ ومن لا يرى بأسا بتحليل الحرام وتحريم الحلال ٬ ومن لا يبالى بقتل الألوف المؤلفة من الناس توطيدا لسلطانه.. كيف يصح الرضا عن هؤلاء؟ "
59 " فى عصرنا الحاضر توجد أنواع من الإعلام تخدم بذكاء ودهاء ألوانا شتى من الإلحاد والانحراف. والأجهزة الخادمة للشيوعية والصهيونية والصليبية ٬ بلغت من النجاح حدا كاد يقلب الحق باطلا ويجعل النهار ليلاأما الإسلام.. فإن الجهود الفردية التى بلغت رسالته من قديم لا تزال تواصل عملها بكلال وقصوروأكاد أوقن بأنه لولا عناية عليا ما بقى للإسلام اسم ولا كتابفإن أجهزة الدعاية الإسلامية وهم كبير.. حتى بعد قيام جامعات كبرى على الاهتمام بعلوم الدعوة وطرائق نشرها "
60 " عندما كان تاريخ الإسلام سنين عددا ٬ كان الصحابة يروون لأولادهم مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم ٬ وعلاقة هذه الأمة بغيرها. فلما طال التاريخ وجد نفر من الرجال قد يروون الجد والهزل ٬ وقد يعقبون بعبرقليلة أو لا يعقبون.ثم عجز التاريخ عن ملاحقة التحرك الإسلامى ٬ ثم عجز أقبح العجز عنلفت الأنظار إلى غارات العدو على هذه الأمة. فإذا “الفليبين” مثلا تضيع منا فى صمت وهذا العنوان جلبته الصليبية الغازية ل...شرق العالم الإسلامى ٬ ووضعته على مجموعة الجزر القريبة من إندونيسيا. وكانت هذه الجزر إسلامية مائة فى المائة ٬ ثم أخذ الغزو النصرانى يلح عليها ٬ ويتغلغل فيها قرنا بعد قرن حتى وضع عليها اسم `فيليب الثانى` ملك إسبانيا فأصبحت ` الفليبينومضى التنصير فى طريقه الدامى.. ومنذ قرن كان المسلمون نصف السكان وهم الآن خمس السكانوالمراد الإجهاز عليهم واستئصال بقيتهم.ماذا كان يصنع الترك والعرب خلال هذه الحقب المشئومة؟ أين كتاب التاريخ والمعلقون على أحداثه الكبرى؟!لقد سكتوا كما سكت إخوان لهم من قبل وبعد كارثة الأندلس.. كأن ضياع الأندلس سقوط بضعة دريهمات من جيب ثرى متلاف..! "