Home > Author >

 QUOTES

11 " وإن الأصولية, إذ تدعي أنها مالكة الإسلام, إنما تحصر في العلماء والفقهاء, تفسير القرآن والسنة, وتنزع إلى إقامة نظام إكليركي, أو ثيوقراطية مفوضة ومرتهنة ترفض حق الشعوب في أية مشاركة حقيقية لبناء المستقبل.
ليس الإسلام خزانا لحلول جاهزة. إذ في إمكان مبادئه أن توجه تفكيرا وبحثا دؤوبين, طالما دعا القرآن إليهما, وفي إمكانها أيضا أن تشق دروبا جديدة للخروج من الاتحطاطات المفروضة.
لقد كسب إسلام العصر الأول, العالم من الأطلسي إلى بحر الصين, اكتسبه من جهة بثورة اجتماعية قطعت مع التصور الروماتي للملكية بوصفها "حق استعمال وإفراط", وحالت دون تكديس الثروة في قطب من المجتمع وتكديس الفقر في قطبه الآخر, واكتسبه من جهة ثانية بوحي إلهي كنس المذاهب المغلقة وامتيازات إمبراطوريتي فارس وبيزنطة المتحجرتين. لم يكن ذلك فتحا عسكريا, بل كان انفتاحا واستقبالا لكل الثقافات الكبرى, واعترافا بكل الأنبياء السابقين وبكل الروحانيات السالفة. "

, الأصوليات المعاصرة: أسبابها ومظاهرها

20 " مفهوم "التقدم" كما عبر عنه في القرن الثامن عشر كوندورسيه، وكما عبر عنه في القرن التاسع عشر أوجست كونت في "قانون الحالات الثلاث"، وكما تم التعبير عنه في القرن العشرين بمفاهيم "النمو" و "التنمية" التي هي وريثة المفاهيم السابقة، كل ذلك وُلِدَ من ثقافة عرفتها النهضة [الأوربية] من خلال ثلاثة فروض أساسية:

(1) الفرض الأساسي لـ "ديكارت" : "جعلنا أسيادا وملاكا للطبيعة" الطبيعة المنتقصة المختزلة في شكلها الميكانيكي. إذن هي علاقة سيطرة على طبيعة مجردة من كل غاية [عليا].

(2) الفرض الأساسي لـ "هوبز": عرف العلاقات بين البشر: "الإنسان ذئب للإنسان"؛ علاقات تنافس على الأسواق، مواجهات الغابة بين الأفراد والجماعات، أيضا، علاقات السيد والعبيد."

(3) الفرض الأساسي لـ "مارلو": في كتابه فاوست، الذي أعلن فيه مسبقا وفاة الإله: "أيها الإنسان، عن طريق عقلك القوي، تصبح إلها، المالك والسيد لكل العناصر."

هكذا تم تكريس القضاء على الأبعاد السامية للإنسان، والرفض لكل القيم المطلقة [الدينية والأخلاقية]. "

, حفارو القبور: الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها