Home > Author >

 QUOTES

55 " كان هذا التساؤل حول الأهداف النهائية منذ بداية الإنسانية هو من عمل الأديان, التي جاءت لتلبي حاجة أساسية للبشر. ليس للحيوانات الموجهة بغرائزها الثابتة أن تطرح مشكلة النهايات والمعاني. ولد مع الإنسان الشك حول المستقبل, معنى الحياة, الموت, وما بعد الموت.
إذا كان هذا التساؤل حول النهايات هو خاصية الأديان, فلماذا لم تستطع الأديان الكبرى الحالية, خصوصا تلك الأكثر إنتشارا في الغرب المسيطر, المسيحية, وبصفة خاصة الكاثوليكية, أن تطرح هذه الأسئلة وتساعد على الإجابة عنها؟
لأنها متصلة بثقافة وحيدة, حرفتها وأفسدتها. التصور المنغلق على فكر أرسطو, ثم التصور المنغلق للإله العلي القدير في الكتاب المقدس, ثم التصور المنغلق للنهضة-الذي أفسد حتى معنى الإنسان- التصور الذي قُبل في صمت فترة طويلة, لكنه أُدمج أخيرا, في "الحداثة", بمعنى أولية العلوم والتقنيات من أجل معايرة الحضارات الأخرى, وتلك هي الإسهامات "المسيحية" في "أخطاء التوجه" للغرب الذي أصبحت تنتسب إليه.
لم تستطع المسيحية إذن أن تُعيد تشكيل الحضارة الغربية التي تعتبر نفسها كـ "نموذج الحداثة". "

, حفارو القبور: الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها