Home > Author > Ali Shariati

Ali Shariati QUOTES

126 " من أجل النضال ضد التغرب علينا أن نعرف الغرب ، فنحن في العادة نطلق على البنات و الأولاد و الرجال و النساء الذين تدهورت شخصياتهم ، و بلغوا مرحلة الإبتذال و يقومون بتصرفات مثيرة للغثيان سخيفة كتقليد القردة ، و الدمى المزينة الخالية من كل محتوى ثقافي و معنوي و ليس لديها أى فن إلا فن الإستهلاك نطلق عليهم لقب "متفرنجين" أى يقلدون "الفرنجة و الأوروبيين" ، و هم أنفسهم ، نفس هؤلاء الضحايا الأشقياء للرأسمالية و صناعات الاستعمار الفاخرة ، الاستعمار الجديد أو القديم يرون هذا في أنفسهم ، إن الاستعمار لا يعرفنا بأنفسنا بصورة ممسوخة فحسب ، بل يبدي حقيقة حضارته و ثقافته أيضاً في نظرنا ممسوخة و فارغة و كاذبة. لأن كيفية معارف الإنسان هى التي تصنعه.
و هناك قول لهايدجر نصه : " كل ما نعرفه جزء من وجودنا" و من هنا فطريق الخلاص الحاضرة من داء التغرب و العصرية المثير للغثيان هو المعرفة الحقيقية لسمات الغرب و روحه ، إن الترياق من لدغة العقرب يستخرج من نفس سم العقرب. "

Ali Shariati , العودة إلى الذات (الآثار الكاملة، #11(

132 " الإيمان والوعي هو الذي يجعل الخيوط التي نسجها النساجون المسيطرون عبر التاريخ بالرغم من مجتمع ما أنكاثا ويحرقها ويجعلها رمادا .. ونموذج لكل أولئك الذين لايريدون أن يمكنوا لقالب من القوالب القديمة أو المستوردة من أوربا، ويريدون أن يفكروا بأنفسهم ويفهموا ويختاروا، ولايبقون مجبرين في مجتمع لا ملاذ له ولا قاعدة ولا موقف، ويبين لهم أن عليهم أن يأملوا في أنهم لو استقاموا وعملوا عملا عملا متواصلا، وصاروا جديرين يستطيعون أن يستردوا ماحرموا منه من قيم، او في كلمة واحدة يعيشون ويبنون حياتهم على أساس من الفكر ويتنفسون على أساس من إيمانهم، ويموتون على أساس من إيمانهم. ينبغي أن يأملوا في أن شرارة العشق والوعي تتألق في قلب هذا الجمود والنوم والفرقة فجأة، وفجأة أيضاُ تذيب جمود الشكل المكتئب الذي يجعل المفكر السطحي يائسا. ومن بين الانحطاط، وجهل عدم الأصالة وعدم المسئولية، يقوم فجأة مجتمع ذو جسد واحد وهدف واحد وحركة واحدة على أساس وعي مقترن بالعشق ولقوة. "

Ali Shariati , العودة إلى الذات (الآثار الكاملة، #11(

139 " قد واجه الاستعماريون في آسيا و أفريقيا التقاليد القومية القوية ، و واجهوا في المجتمعات الإسلامية الإيمان الشديد و الوعى الذاتي الديني ، و هذان العاملان كانا يقاومان النفوذ الأجنبي و فرض شكل الإستعمار و محتواه و هو عبارة عن : تغيير الأسس الإجتماعية و الثقافية و الأخلاقية لأمة ما من أجل تبديلها إلى سوق و تحويل سكانها من شخصيات مستقلة إنسانية إلى مخلوقات خالية و مقلدة و مستهلكة و مستسلمة ، و أدخل الإستعمار فجأة كل ثقافته المضادة للكنيسة إلى المجتمعات الإسلامية ، و الآداب و الفلسفات التي قضت هناك على الإقطاع و الارستقراطية المتعفنة و النمطية و الكنيسة الرهيبة المستبدة الكاثوليكية و استبداد اليلاط و الخرافات و الأوهام و حركت أوروبا و غلبت عصر التنوير على ظلمة العصور الوسطى ، و وضعت المجتمع الغربي في طريق التقدم و القدرة و أوصلته إلى ما وصل إليه اليوم ، و بدأ مفكرونا الذين كانوا مفتونين بها حركة النضال ضد الدين و القديم و التاريخ و التقاليد و العادات و الطقوس و أشكال الحياه و الاستهلاك و هم يظنون أنهم يقومون بأدوار فولتير و ديدرو في المجتمعات الإسلامية ، و رأينا أن نتيجة نضالهم هى تماماً ما كان الإستعمار ينتظره ، و رأينا أنه بدل أن تحدث الثورة الفرنسية الكبرى و التقدم العلمي و النضج الإقتصادي .... أن مجتمعنا الذي كان على كل حال ذا شخصية و كان واقفاً على قدميه و كان يفكر بنفسه و يصنع بنفسه و يختار بنفسه كان هو بنفسه ، صار جسداً مكوناً من عناصر متنافرة.... و من هنا يقول المصلح الكبير الشيخ محمد عبده " لقد تخلصت أوروبا من الدين و تقدمت ، فتخلصنا نحن منه و تأخرنا "

Ali Shariati , العودة إلى الذات (الآثار الكاملة، #11(