Home > Author > Ali Shariati >

" قد واجه الاستعماريون في آسيا و أفريقيا التقاليد القومية القوية ، و واجهوا في المجتمعات الإسلامية الإيمان الشديد و الوعى الذاتي الديني ، و هذان العاملان كانا يقاومان النفوذ الأجنبي و فرض شكل الإستعمار و محتواه و هو عبارة عن : تغيير الأسس الإجتماعية و الثقافية و الأخلاقية لأمة ما من أجل تبديلها إلى سوق و تحويل سكانها من شخصيات مستقلة إنسانية إلى مخلوقات خالية و مقلدة و مستهلكة و مستسلمة ، و أدخل الإستعمار فجأة كل ثقافته المضادة للكنيسة إلى المجتمعات الإسلامية ، و الآداب و الفلسفات التي قضت هناك على الإقطاع و الارستقراطية المتعفنة و النمطية و الكنيسة الرهيبة المستبدة الكاثوليكية و استبداد اليلاط و الخرافات و الأوهام و حركت أوروبا و غلبت عصر التنوير على ظلمة العصور الوسطى ، و وضعت المجتمع الغربي في طريق التقدم و القدرة و أوصلته إلى ما وصل إليه اليوم ، و بدأ مفكرونا الذين كانوا مفتونين بها حركة النضال ضد الدين و القديم و التاريخ و التقاليد و العادات و الطقوس و أشكال الحياه و الاستهلاك و هم يظنون أنهم يقومون بأدوار فولتير و ديدرو في المجتمعات الإسلامية ، و رأينا أن نتيجة نضالهم هى تماماً ما كان الإستعمار ينتظره ، و رأينا أنه بدل أن تحدث الثورة الفرنسية الكبرى و التقدم العلمي و النضج الإقتصادي .... أن مجتمعنا الذي كان على كل حال ذا شخصية و كان واقفاً على قدميه و كان يفكر بنفسه و يصنع بنفسه و يختار بنفسه كان هو بنفسه ، صار جسداً مكوناً من عناصر متنافرة.... و من هنا يقول المصلح الكبير الشيخ محمد عبده " لقد تخلصت أوروبا من الدين و تقدمت ، فتخلصنا نحن منه و تأخرنا "

Ali Shariati , العودة إلى الذات (الآثار الكاملة، #11(


Image for Quotes

Ali Shariati quote : قد واجه الاستعماريون في آسيا و أفريقيا التقاليد القومية القوية ، و واجهوا في المجتمعات الإسلامية الإيمان الشديد و الوعى الذاتي الديني ، و هذان العاملان كانا يقاومان النفوذ الأجنبي و فرض شكل الإستعمار و محتواه و هو عبارة عن : تغيير الأسس الإجتماعية و الثقافية و الأخلاقية لأمة ما من أجل تبديلها إلى سوق و تحويل سكانها من شخصيات مستقلة إنسانية إلى مخلوقات خالية و مقلدة و مستهلكة و مستسلمة ، و أدخل الإستعمار فجأة كل ثقافته المضادة للكنيسة إلى المجتمعات الإسلامية ، و الآداب و الفلسفات التي قضت هناك على الإقطاع و الارستقراطية المتعفنة و النمطية و الكنيسة الرهيبة المستبدة الكاثوليكية و استبداد اليلاط و الخرافات و الأوهام و حركت أوروبا و غلبت عصر التنوير على ظلمة العصور الوسطى ، و وضعت المجتمع الغربي في طريق التقدم و القدرة و أوصلته إلى ما وصل إليه اليوم ، و بدأ مفكرونا الذين كانوا مفتونين بها حركة النضال ضد الدين و القديم و التاريخ و التقاليد و العادات و الطقوس و أشكال الحياه و الاستهلاك و هم يظنون أنهم يقومون بأدوار فولتير و ديدرو في المجتمعات الإسلامية ، و رأينا أن نتيجة نضالهم هى تماماً ما كان الإستعمار ينتظره ، و رأينا أنه بدل أن تحدث الثورة الفرنسية الكبرى و التقدم العلمي و النضج الإقتصادي .... أن مجتمعنا الذي كان على كل حال ذا شخصية و كان واقفاً على قدميه و كان يفكر بنفسه و يصنع بنفسه و يختار بنفسه كان هو بنفسه ، صار جسداً مكوناً من عناصر متنافرة.... و من هنا يقول المصلح الكبير الشيخ محمد عبده