Home > Work > عبقرية محمد
101 " كن على يقين أن العالم يبحث عن عقيدة روحية! لأنه يضيق بالحاضر وينظر إلى المستقبل، وكل مستقبل فلا محل له من جوانح الصدور إن لم يكن موضع رجاء ومرجع إيمان، وغاية سعي يستحق الكفاح "
― عباس محمود العقاد , عبقرية محمد
102 " وروى أنس أن النبي أرسله في حاجة فانحرف إلى صبيان يلعبون في السوق: «وإذا رسول الله ﷺ قد قبض ثيابي من ورائي، فنظرت إليه ﷺ وهو يضحك، فقال: يا أنس! … اذهب حيث أمرتك!» "
103 " وشاع أن النبي عليه السلام قضى بقتله فتقدم ابنه، وقال له: «يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه. فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها من رجل أبر بوالده مني، وإني لأخشى أن تأمر به غيري فيقتله؛ فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله فأقتل رجلًا مؤمنًا بكافر فأدخل النار.» "
104 " إصلاح شئون النوع الإنساني ضريبة تغني عن ضريبة الذرية في بعض الاحوال "
105 " على أننا نستعظم الأحداث العظام في تاريخ بني الإنسان بمقدار ما فيها من فتوح الروح، لا بمقدار ما فيها من فتوح البلدان "
106 " أي إرهاب وأي سيف؟! إن الرجل حين يقاتل من حوله إنما يقاتلهم بالمئات والألوف… وقد كان المئات والألوف الذين دخلوا في الدين الجديد يتعرضون لسيوف المشركين ولا يُعرِّضون أحدًا لسيوفهم، وكانوا يلقون عنتًا ولا يصيبون أحدًا بعنت، وكانوا يَخرجون من ديارهم لِياذًا بأنفسهم وأبنائهم من كيد الكائدين، ونقمة الناقمين، ولا يُخرجون أحدًا من داره. فهم لم يسلموا على حد السيف خوفًا من النبي الأعزل المفرد بين قومه الغاضبين عليه، بل أسلموا على الرغم من سيوف المشركين ووعيد الأقوياء المتحكمين… ولما تكاثروا وتناصروا حملوا السيف؛ ليدفعوا الأذى ويُبطلوا الإرهاب والوعيد، ولم يحملوه ليبدأوا واحدًا بعدوان أو يستطيلوا على الناس بالسلطان. فلم تكن حرب من الحروب النبوية كلها حرب هجوم، ولم تكن كلها إلا حروب دفاع وامتناع. "
107 " القلبُ الذي لا يعرفُ قيمةُ المالِ لا فضل له في الكرم, والقلبُ الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة, والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر , إنما الفضل في معرفة المال والإيثار عليه, والخوف والسمو عليه, والحزن والغلبة عليه "
108 " فمحاربة السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة، ولا بد من التمييز بين العملين، لأنهما جد مختلفين. "
109 " أما الإغراء بلذات النعيم ومتعة الخمر والحور العين، فلو كان هو باعثًا للإيمان، لكان أحرى الناس أن يستجيب إلى الدعوة المحمدية؛ هم فسقة المشركين وفجرتهم وأصحاب الترف والثروة فيهم، ولكان طغاة قريش هم أسبق الناس إلى استدامة الحياة واستبقاء النعمة. فإن حياة النعيم بعد الموت محببة إلى المنعمين تحبيبها إلى المحرومين، بل لعلها أشهى إلى الأولين وأدنى، ولعلهم أحرص عليها وأحنى، لأن الحرمان بعد التذوق والاستمراء أصعب من حرمان من لم يذق ولم يتغير عليه حال. "
110 " فمحاربة السلطة بالقوة غير محاربة الفكرة بالقوة… ولا بد من التمييز بين العملين؛ لأنهما جد مختلفين. "
111 " كان نابليون يقول إن نسبة القوة المعنوية إلى الكثرة العددية كنسبة ثلاثة إلى واحد. "
112 " فهناك الحكم بسلطان الدنياوهناك الحكم بسلطان الآخرة.وهناك الحكم بسلطان الكفاءة والمهابة. "
113 " بأطول الفصول فيه الفصلان اللذان شرحنا فيهما موقف محمد من الحرب ومن الحياة الزوجية؛ لأنهما كانا مثار اللغط تلك الليلة على مقربة من ساحة المولد، وكانا مثار اللغط في كل ما ردده سفهاء الشانئين من الأصلاء والمقتدين في هذا الباب "
114 " «عبقرية محمد» عنوان يؤدي معناه في حدوده المقصودة، ولا يتعداها. فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة، تضاف إلى السير العربية والإفرنجية، التي حفلت بها «المكتبة المحمدية» حتى الآن؛ لأننا لم نقصد وقائع السيرة لذاتها في هذه الصفحات، على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار في هذا الموضوع، ثم لا يقال إنه استنفد كل الاستنفاد. "
115 " إنما الكتاب تقدير «لعبقرية محمد» بالمقدار الذي يدين به كل إنسان، ولا يدين به المسلم وكفى، وبالحق الذي يثبت له الحب في قلب كل إنسان، وليس في قلب كل مسلم وكفى. "
116 " فإن شيوع الحقوق العامة قد أغرى أناسًا من صغار النفوس بإنكار الحقوق الخاصة، حقوق العلية النادرين الذين ينصفهم التمييز، وتظلمهم المساواة … والمساواة هي شرعة السواد الغالبة في العصر الحديث. "
117 " فماذا يساوي إنسان لا يساوي الإنسان العظيم شيئًا لديه؟ … وأي معرفة بحق من الحقوق يناط بها الرجاء إذا كان حق العظمة بين الناس غير معروف؟ … وإذا ضاع العظيم بين أناس، فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟ "