Home > Work > عبقرية محمد
21 " بل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكره ضرب النساء و يعيبه كما قال : <<أما يستحى أحدكم أن يضرب امراته كما يضرب العبد ؟ .. يضربها أول النهار ثم يجامعها أخره !! >> "
― عباس محمود العقاد , عبقرية محمد
22 " .وإذا ضاع العظيم بين أناس فكيف لايضيع بينهم الصغير؟ "
23 " ولكن القلب الذى لا يعرف قيمة المال لا فضل له فى الكرم، والقلب الذى لا يخاف لا فضل له فى الشجاعة، والقلب الذى لا يحزن لا فضل له فى الصبر. إنما الفضل فى الحزن والغلبة عليه، وفى الخوف والسمو عليه، وفى معرفةالمال والإيثار عليه "
24 " كان التاريخ شيئاً فأصبح شيئاً آخر ، توسط بينهما وليدٌ مستهل في مهده بتلك الصيحات التي سُمعت في المهود عداد من هبط من الأرحام إلى هذه الغبراء .. ما أضعفها يومئذٍ صيحاتٍ في الهواء .. ما أقواها أثراً في دوافع التاريخ .. ما أضخم المعجزة . وما أولانا أن نؤمن بها كلما مضت على ذلك المولد أجيالٌ وأجيال . "
25 " الذي اتفق في رسالة محمد قد كان أعجب أعاجيب الاتفاق، وكان المعجزة التي تفوق المعجزات؛ لأنها مع ضخامتها، وتعدد أجزائها، وتوافق تلك الأجزاء جميعها، مما يقبله العقل قبولا سائغا بغير عنت ولا استكاره..فكان محمد مستكملا للصفات التي لا غنى عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ.كانت له فصاحة اللسان واللغة..وكانت له القدرة على تأليف القلوب وجمع الثقة..وكانت له قوة الإيمان بدعوته وغيرته البالغة على نجاحها..وهذه صفات للرسول غير أحوال الرسول.. ولكنها هي التي عليها المدار في تبليغ الرسالة، ولو اتفقت فيما عداها جميع الأحوال "
26 " وليس فى سجل المودة الانسانية أجمل ولا أكرم من حنانه على مرضعته حليمة ومن حفاوته بها وهو تجاوز الاربعين , فيلقاها هاتفا بها : أمى ! أمى ! و يفرش لها رداءه "
27 " وأى ابوة انسانية تغنى عن أبوةاللحم و الدم كما تغنى أبوة النبى الذى بتكفل بتربية الارواح فى امته، وفى أمم لا يلقاها فى زمانه، وأمم لا تزال تستجد بعد زمانه الى اقصى الزمان؟ "
28 " وما من شئ غير الغرض الأعوج يذهل صاحبه عن هذه الأسباب الطبيعية البينة ، ثم يخيل اليه ان الدعوة الاسلامية كانت فضولاً غير مطلوب في هذه الدنيا ، وان نجاحها مصطنع لا سبب له غير الوعيد والوعود او غير الإرهاب بالسيف والإغراء بلذات النعيم ومتعة الخمر والحور العين .أي ارهاب وأي سيف ؟ ..إن الرجل حين يقاتل من حوله إنما يقاتلهم بالمئات والألوف وقد كان المئات والألوف الذين دخلوا في الدين الجديد يتعرضون لسيوف المشركين ولا يعرضون أحداً لسيوفهم ، وكانوا يلقون عنتاً ولا يصيبون أحداً بعنت ، وكانوا يخرجون من ديارهم لياذاً بأنفسهم وأبنائهم من كيد الكائدين ونقمة الناقمين ولا يخرجون أحداً من داره .فهم لم يسلموا على حد السيف خوفا من النبي الأعزل المفرد بين قومه الغاضبين عليه ، بل أسلموا على الرغم من سيوف المشركين ووعيد الأقوياء المتحكمين .. ولما تكاثروا وتناصروا حملوا السيف ليدفعوا الأذى ويبطلوا الإرهاب والوعيد ، ولم يحملوه ليبدأوا واحداً بعدوان أو يستطيلوا على الناس بالسلطان . فلم تكن حرب من الحروب النبوية كلها حرب هجوم ، ولم تكن كلها الا حروب دفاع وإمتناع .اما الإغراء بلذات النعيم ومتعة الخمر والحور العين .. فلو كان هو باعثاً للإيمان ، لكان أحرى الناس أن يستجيب إلى الدعوة المحمدية هم فسقة المشركين وفجرتهم و أصحاب الترف والثروة فيهم ، ولكان طغاة قريش هم أسبق الناس الى استدامة الحياة واستبقاء النعمة ، فإن حياة النعيم بعد الموت محببة الى المنعمين تحبيبها الى المحرومين ، بل لعلها اشهى الى الأولين وأدنى ولعلهم احرص عليها وأحنى لأن الحرمان بعد التذوق والإستمراء أصعب من حرمان من لم يذق ولم يتغير عليه حال .* "
29 " وكان أشد حياء من العذراء في خدرها . وأصبر الناس على أقدار الناس. "
30 " وحسبك من حب الضعفاء اياه ، ان فتى مستعبداً يفقد اباه و أسرته -كزيد بن حارثة- ثم يظهر له أبوه بعد طول غياب ، فيؤثر البقاء مع محمد على الذهاب مع ابيه .. "
31 " الحرمان بعد التذوق والاستمراء أصعب من حرمان من لم يذق ولم يتغير عليه حال. "
32 " لن تتحرك أمة الا اذا فتحت أمامها باب المستقبل , ولن تلتفت الى الماضى الا اذا كان فيه التقاء بالمستقبل , ولن تعيره الحياة الا هو وهو مبعوث من جديد فى صورة الخلق الجديد ليذكر هذا من يحاورن فى امر العالم اليوم وهو غارق فى دمائه , ضائق بحاضره , معرض عن ماضيه "
33 " كان النبي يكره أن تُقبَل يداه مخافة أن تجري العادة بهذا بين الناس فتحمل بينهم على محمل الذلّة و الخضوع .قال أبو هريرة رضي الله عنه : " دخلت للسوق مع النبيّ صلى الله عليه و سلّم فاشترى سراويل ، و قال للوزّان : زن و أرجح ، فوثب الوزان إلى يد رسول الله صلّى الله عليه و سلم يقبّلها ، فجذب يده و قال : هذا تفعله الأعاجم بملوكها ، و لستُ بملك ، و إنّما أنا رجل منكم ثم أخذ السراويل فذهبت لأحملها فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله " . "
34 " وحسبك من حب الاقوياء اياه أنه جمع على محبته أناساً بينهم من التفاوت في المزاج والخصال ما بين أبي بكر وعمر وعثمان وخالد وأبي عبيدة، وهم جميعاً من عظماء الرجال. "
35 " أمّا النفس المفطورة على العبادة فالصلاة عندها مناجاة حب و فرحة لقاء ، و مطاوعة لميل الضمير و ميل الجوارح على السواء . "
36 " قلمّا تزول أمة يقظى في أوان انتباهها "
37 " فالفصاحة صفة تجتمع للكلام ، وهيئة الكلام ،ولموضوع الكلام.. "
38 " أن العبرة بأخلاق الأمة لا بالنظم والأشكال التى تعلنها الحكومة، فلا سبيل إلى الاستبداد بأمة تعاف الاستبداد ولو لم يتقيد فيها الحاكم بقيود القوانين، ولا سبيل إلى حرية أمة تجهل الحرية ولو تقيد فيها الحاكم بألف قيد من النظم والأشكال. "
39 " وهو الفتى الذي تحدثت الفتيات في الخدور بوسامته وحيائه وودت مئات منهن لو نعمن منه بنعمة الزواج وهو الفتى الذي اقام مع عروسه ثلاثة أيام , ثم سافر ليتجر فإذا السفرة التي لا يؤوب منها الذاهبون .وهو الفتى الذي مات وهو غريب , وولد له نسله الكريم وهو دفين . وهكذا تتمثل البصائر الخاشعة آباء الانبياء والسلالة التي تصل بين الآخرة والدنيا وبين عالم البقاء وعالم الفناء. "
40 " إن الرجل حين يقاتل من حوله إ نما يقاتلهم بالمئات و الآلوف.. و قد كان المئات و الآلوف الذين دخلوا فى الدين يتعرضون لسيوف المشركين ولا يعرضون احدا لسيوفهم، وكانوا يلقون عنتا ولا يصيبون احدا بعنت، و كانوا يخرجون من ديارهم لياذا بأنفسهم و أبنائهم من كيد الكائدين، ونقمة الناقمين، و لا يخرجون أحدا من داره.فهم لم يسلموا بحد السيف خوفا من النبى الأعزل المفرد بين قومه الغاضبين عليه، بل أسلموا على الرغم من سيوف المشركين ووعيد الأقوياء المتحكمين.. و لما تكاثروا وتناصروا حملوا السيف ليدفعوا الأذى ويبطلوا الارهاب و الوعيد، ولم يبدأوا واحدا بعدوان أو يستطيلوا على الناس يالسلطان. "