Home > Work > أرض النفاق
21 " زعموا أن بلدة شاع فيها تناول الحشيش، وأدمن أهلها علي تعاطيه، وحدث ذات يوم أن ذهب القوم إلى الجامع لتأدية فريضة صلاة الجمعة..واحتشدوا في رحبة الجامع حتى أذن للصلاة، فاعتلى الخطيب المنبر وبدأ في إلقاء خطبته..وأخذ في وعظ القوم وإرشادهم، وحثهم على ترك الحشيش، مبيناً لهم أضراره، معدداً مساؤه وأخطاره.. ذاكراً مل أعده الله من عقاب لمدمنيه في الدنيا والآخرة..لاعناً كل من تعاطاه أو ساعد على تعاطيه.. محذراً كل من اتجر فيه أو حمله أو نقله..وهكذا استمر في وعظه حتى بح منه الصوت، ولم يكد ينتهي من خطبته حتى علا بين المستمعين صوت يسأله في تخابث و استعباط: الحشيش أنهوا يا سيدنا؟..حشيش الأرانب؟!ونظر إليه الخطيب في غيظ واستنكار، ثم مد يده إلى عمامته، فأخرج من بين طبقات الشال الأبيض فص حشيش، وأجاب السائل ببساطة متناهية:لا..الحشيش ده يا روح أمك! "
― يوسف السباعي , أرض النفاق
22 " السياسة في مصر هي الحرفة التي توصل إلى الحكم ، والأحزاب هي فرق تتبارى وتتسابق في الوصول إلى الحكم ، والحكم مفروض فيه أن يكون الوسيلة لقيادة البلد والنهوض به والعمل على رخاء الشعب ، ولكن الحكم في هذا البلد ليس وسيلة لشيء ، اللهم إلا رخاء هذه الفرق السياسية المسماة الأحزاب ، أما رخاء الشعب وقيادته وإصلاحه والنهوض به فتلك أشياء قد لا تأتي في أذهان الحاكمين إلا عرضاً، أولا تأتي أبداً. "
23 " يا أهل النفاق !! تلك هي أرضكم .. وذلك هو غرسكم .. ما فعلت سوى أن طفت بها وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها .. فإن رأيتموه قبيحاً مشوها، فلا تلوموني بل لوموا أنفسكم .. لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة .أيها المنافقون !! هذه قصتكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر. "
24 " أو تظن أن التقرب إلى الله لا يكون إلا بالخشوع و السجودو التسبيح وتسبيل العينين !! ألا تدري أن رب ضحكة تخرج من صدورنا حرة طليقة مخلصة تجعلنا أشد إيمانا بالله وأكثر حمدا له وقربا منه؟! ألا تدري أن رب أغنية جميلة أرهفت منا الحس ورققت المشاعر .. تطهر نفوسنا وترسب شوائبنا وتحلق بنا إلى السماوات وتقربنا إلى الله أكثر من ألف ركعة وسجدة؟! أن الإيمان في الصدور والحمد في الصدور .. ماذا يضيرنا لو أخرجناه في ضحكة راضية شاكرة حامدة. "
25 " ليس الذنب ذنبي ...إنه ذنب الذي سكب النفاق والغش والخديعة في النهر ... ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع في أرض النفاق ؟ "
26 " إن اليهود الذين فرقهم الله في الأرض شيعا .. قد فرقوكم شيعا إن اليهود الضالين قد أضلوكم، إن اليهود الجبناء قد جعلوا منكم جبناء .. يا أمة العرب . يا أمة الخطب. "
27 " إن الإنسان صنيعة الأوهام .. إنه يعيش على الأوهام وبالأوهام، سعادته وهم، شقاؤه وهم, فرحه وهم وحزنه وهم.. هو لا يهمه أن ينعدم الشر بقدر ما يهمه ألّا يرى الشر.. إنه يفضل أن يُخدَع مائة مرة على أن يعلم أنّه خُدِعَ مرة.. ولا أظن هناك فارق كبير عنده بين أن تزول خبائث الحياة أو تستر عنه. "
28 " أخلاق، شجاعة، نزاهة، إخلاص ... هذه كلها أشياء موجودة في نفوسكم ولكنها راقدة في غفوة لقد علاها الصدأ من طول الركود شيء واحد هو الذي يحركها وهو أن تتبعوا بإخلاص قول القائل: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. "
29 " إتمسوا بالخير...أنا رايح أموت! "
30 " هذا البطء المميت في الاعمال الحكومية وفي قضاء مصالح الشعب الذي يتناول الموظفون آجرهم من قوته إن أكثر ما يحز في النفس هو أن العلة لا علاج لها ولا أمل فالبرء منها لقد قال الشاعر لكل داء دواء يستطاب به.الا الحماقه اعيت من يداويها ولكن اعتقد ان الشاعر لو عاش ف زمننا هذا لاستبدل بالحماقه الحكومه وقال" الا الحكومه اعيت من يداويها "
31 " حيا الله الجبن فما رفع منارة الفضيلة غيره إن أفضل خلق الله أجبنهم. "
32 " ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع في أرض النفاق ؟ "
33 " هل هناك خير للبلد من أن يكون أهل الفكر فيها مخلصين أحرار ؟! "
34 " فإن الناس قد انطووا على الخبث والسفالة والدناءة، فليس أسهل على البشر من نسيان الإحسان وانكار الفضل واعتباره بمضي المدة حقُا لهم وواجبًا عليك نحوهم لا بد لك من تأديته فإذا أرغمتك الظروف على منعه عنهم ملأ نفوسهم السخط عليك والتبرم منك و اتهموك بانك ظالم قاس. "
35 " لو تبدد النفاق من النفوس لأفلحت هذه العصابات التي أنشئوها لحراسة الأمن وإقرار السلام .. هذه الهيئات الصورية التي تجمع قوما من المنافقين الفجرة الأشرار، الذين لا يرون الحق إلا في جانب القوى، أما الضعيف فصيحته لا تصل إلى آذانهم.. والذين يدينون القتيل لأنه اجهد القاتل في قتله، ويؤنبون المضروب لأنه أزعج الضارب بصياحه !لولا النفاق ما اعترف بالضيف ربا للبيت، وبرب البيت دخيلا متجهمالولا النفاق ما سلب من صاحب حق حقه، وما طرد شعب من أرضه ليحل بها الغريبلولا النفاق ما اتهم أصحاب القنبلة الذرية العرب المسالمين بأنهم خطر على الأمن وسلامتههذه يا سادة هي سخرية النفاق والمنافقين.. ويا لها من سخرية رائعة ! "
36 " النزاهة والعفة والمروءة والتضحية!!أتظن أن هذا هو ما يدفع بالمرء إلى مرتبة الزعماء في هذا الزمن؟ .. هل تظن أن زعماء هذا الزمن يجب أن تتوفر فيهم هذه المزايا والأخلاق؟!أنت أبله يا سيدي ولا تؤاخذني في الكلمة. "
37 " وأخيرا، انتهى به الأمر إلى أنه تعرّض للتهلكة، ووجد أنه لا يستطيع العيش بهذه الأخلاق .. وأن الفأر يجب عليه أن يكون لصاً، خبيثاً، جباناً وإلا كيف سيعيش !؟ أجل إن هذه هي الحياة تجبرنا على سوء الخُلُق. "
38 " أيها القراء المخدوعون إن هدف الصحيفة الأول إيه صحيفة ليست الوطنية ولا للثقافة ولا خدمه الشعب ولا حرية الرأي ولا رفع منار الفضيلة ولا شيء من كل هذه الخزعبلات أن هدف الصحيفة الأول هو بيع الصحيفة هو المكسب هو أكل العيش فهدفنا الربح.فإذا كانت الوطنية مربحه فلتحيا الوطنية وإذا كان الهزل والفكاهة أكثر ربحا فلتسقط الوطنية وليحيا الهزل والفكاهة وإذا كان ذكر الفضائح أشد ربحا فلتحيا الفضائح وإذا كانت محاربة الرذيلة وسيلة لانتشار الجريدة فلتحيا الفضيلة وإذا كانت الصورة الفاضحة والسيقان العارية والنهود البارزة وسيلة ربح فلتذهب الفضيلة إلى حيث ألقت. "
39 " لأني - إن كنت لا أخشى الموت في جملته ونتائجه - إلا أنني أخشى منه تفاصيله ومقدماته. "
40 " هذا الشعب لا بد أن يكون أحد اثنين إما شعب يكره نفسه لأنه رغم ما يشبعون عنه أنه مصدر السلطات يلبي أن يصلح حاله ويعالج مصابه ويزيل عن نفسه ذلك القيد الثقيل من الفقر والجهل والمرض وأما أنه شعب زاهد قد تعود ذلك البؤس الذي يرتع فيه والحرمان الذي يأخذ بخناقه أو من يدري ربما يكون من فرط حبه لأولي الأمر وولعه بأسياده قد أبى إلا أن يحرم نفسه العيش ليأكلهم الفطائر فيجوع ليتخموا ويموتوا ليحيوا. "