Home > Work > أرض النفاق
1 " لا أظن هناك فارقا كبيرا بين الإنسان في حالة الجنون أو في حالة العقل ولا أظن هناك حدودا معروفة فاصلة بين الجنون وحالة العقل إذ ليس هناك مقاييس للعقل تجعلها مستوى للمقارنة .. فالمسألة .. كلها مسألة نسبية ، والعاقل في قوم مجانين يتساوى مع المجنون في قوم عقلاء ، ومن منتهى العقل منتهى الجنون .. فأعقل الناس أشدهم نبوغا ، وأشدهم نبوغا أكثرهم جنونا. "
― يوسف السباعي , أرض النفاق
2 " إن هناك الملايين ممن يستحقون العون ولا يجسرون على أن يمدوا أيديهم للسؤال . أولئك الذين فقدوا كل شيء ... إلا ماء وجوههم والذين أضاعوا كل ما يملكون إلا كرامتهم .أولئك الذي يستحقون أن تهب لهم مروءتك ، كل ما استطعت ، وتعطيهم من إحسانك فيضاً غزيراً. "
3 " ما أحمق الإنسان ! يجعل من حياته سلسلة مسببات للحزن. يحزن لأوهي الاسباب وأتفه العلات .. في دنيا ليس بها ما يستحق الحزن .. إنسان تافه في دنيا تافهة .. يحزن المرء لأن بقعة حبر قد سقطت علي ثوبه الأبيض فأتلفته، ولو تذكر عندما أصابه الحزن علي ثوبه أنه ليس أسهل من أن يطوي هو وثوبه الأبيض تحت عجلات الترام، ليغرق ثوبه بالحبر وهو هانىء سعيد.يحزن المرء لأنه غلب في صفقة أو أن البائع قد خدعه في بضعة قروش، ولو علم ان جرثومة صغيرة قد تسلبه عشرات الجنيهات لكي ينجو من مرضها لما أحزنته قروشه الضائعة. يحزن المرء إذا فقد متعة من المتع ، ولو دري أنه في غمضة عين قد يفقد نفسه .. لما أسف علي متعة زالت. "
4 " نحن شعب يحب الموتى، ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض. "
5 " أيها الناس .. لا تحزنوا .. لا تحزنوا .. كيف تحزنون علي شيء .. وأنتم لا شيء .. فيم حزنكم .. وبعد لحظة أو لحظات ستضحون رمة لا تستطيع حتى أن تحزن ؟ أيها الناس، لا تحزنوا على ما ضاع فأنت أنفسكم ضائعون.. كيف يحزن ضائع علي ضائع ؟.. وهالك علي هالك ؟.. وزائل علي زائل؟ "
6 " إن الإنسان .. هو الإنسان .. غشاش .. مخادع .. كذاب منافق .. في كل أمة .. في كل جيل. لا تقولوا: رحم الله آباءنا وأجدادنا .. لأنهم كانوا خيراً منا، وأفضل خلقاً .. لا تقولوا ذلك .. فما كانوا يقلون عنا رداءة وسفالة. "
7 " تلك هي العلة في هذا البلد... ان الذي يحس بالمصاب لا يملك منعه.. والذي يملك منعه.. لا يكاد يحس به. "
8 " إن شر ما في النفس البشرية هي أنها تعتاد الفضل من صاحب الفضل, فلا تعود تراه فضلا ! "
9 " هذا الشعب لا بد ان يكون أحد اثنين .. إما شعب يكره نفسه لأنه -رغم ما يشيعون عنه من أنه مصدر السلطات- يأبى أن يصلح حاله ويعالج مصابه ويزيل عن نفسه ذلك القيد الثقيل من الفقر .. والجهل .. والمرض وإما أنه شعب زاهد ،قد تعود ذلك البؤس الذي يرتع فيه والحرمان الذي يأخذ بخناقه. "
10 " أيها الناس .. إذا أمكنكم أن يعامل بعضكم بعضاً كما تعاملون أنفسكم فكفى بهذا ديناً .. إن الدين عند الله المعاملة. "
11 " لا تقبل النعمة الطارئة قط .. لا تفرح بالكثير المنقطع، فسيجعلك تكفر بالقليل المقيم .. الذي وطنت نفسك على قبوله والرضا به .. إذا كنت تسير على قدميك فإياك أن تركب برهة، وإلا ذاقت قدماك نعمة الركوب والراحة وكرهت السير الذي طالما اعتدته. "
12 " إن هؤلاء البشر كلاب مسعورة، وأفاع رقط .. فإذا دفعتك مروءتك إلي أن تعطيهم إحسانا فاقذف به إليهم ثم اجر من أمامهم .. أعطهم الفضل وفر منهم .. لا تنتظر حتى مجرد الشكر .. انج بنفسك .. واذكر المثل .. اتق شر من أحسنت إليه. "
13 " إن مبعث شقائنا في الحياة هو المقارنة بين النعم. "
14 " ما حاجتي إلى تقدير الأحياء .. وأنا بين الأموات؟ .. ما حاجتي إلى أن يذكروني في الدنيا وأنا في الآخرة !! ويمجدوني في الأرض وأنا في السماء ! أنا أبغي المديح الآن .. والتقدير الآن .. وأنا أسمع وأحس .. فما أمتعني شيء كسماع المديح والتقدير .. قولوا عن مخلصين .. وأنا بينكم .. إني كاتب كبير قدير شهير .. وإني عبقري .. ألمعي .. لوذعي. فإذا ما مت، فشيعوني بألف لعنة، واحملوا كتبي فأحرقوها فوق قبري، واكتبوا عليه : ((هنا يرقد أكبر حمار .. أضاع عمره في لغو هذر )). إني لاشك رابح كاسب .. لقد سمعت مديحكم وأنا حي محتاج إليكم .. وصممت أذني عن سبابكم وأنا ميت، أغناني الله عنكم وعن دنياكم. "
15 " أمة ثلاثة أرباعها عبيد، لا يملكون من أمرهم شيئا، ومع ذلك فهي أمة ديمقراطية، بها برلمان والسلطة فيها هي سلطة الشعب.يا للنفاق !! ويا للرياء !!تصوروا أن السلطة في هذا البلد هي سلطة الشعب. "
16 " لقد جعلنا من العبادة غاية وهي الوسيلة إلى الغاية فاسغنينا عن الغاية بالوسيلة وعن الغرض بمجرد التسكع في لطريق فما وصلنا إلى الغرض وما اهتدينا إلى غاية. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ما قيمة الصلاة إذا ركعتا وسجدوا وبسملنا وبعد كل ذلك ارتكبنا الفحشاء واتبعنا المنكر؟!ما فائدة أن نُحشد فالمساجد فنمسح بأرضها جباهنا ونخشع ونتذلل ونستغفر ونحني الهمات ونسمع الخطب الزاجرة ثم ننطلق بعد ذلك في ربوع الأرض فنعيث فيها فسادا ونرتكب الآثام ونطغي ونتكبر ونتجبر ما فائدة أن نفعل الوسيلة ولا نصل إلى الغاية؟! "
17 " ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر. "
18 " أيها القراء المخدوعون..إن هدف الصحيفة الأول..أية صحيفة..ليست الوطنية..ولا الثقافة, ولا خدمة الشعب ,ولا حرية الرأي ,ولا رفع منار الفضيلة..ولا..ولا..ولا شيء من كل هذه الخزعبلات..إن هدف الصحيفة الأول هو بيع الصحيفة..هو المكسب..هو أكل المعيش! "
19 " يا أمة التعاسة... يا أمة الهزل... يا أمة الجهل. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. "
20 " ولست أعني بالصيام.. هذا الصيام الذي نصومه في رمضان، فعلم الله أننا قد أصبحنا نباشره -لو باشرناه- بطريقة أخرجته عن كل معاني الصيام، فنحن لا نحرم أنفسنا خلاله أي شيء.. على العكس نحن نعطيها كل ما تشتهيه من المأكولات الشهية التي أضحت من خصائص رمضان......... ويزيد على ذلك أننا نظل طوال اليوم مستلقين بلا عمل ولا فائدة كأننا جثث هامدة.. يضيق خلقنا ونغضب لأقل سبب.. بحجة أننا صائمون.. ويسب أحدنا الآخر! لأنه صائم وكفران. "