Home > Work > طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد QUOTES

162 " يستعمل المستبد أيضا مع الأصلاء سياسة الشد والأرخاء ، والمنع والعطاء والألتفات والذين والأغضاء كي لايبطروا ، وسياسة القاء الفساد واثارة الشحناء فيما بينهم كي لايتفقوا عليه ؛ وتارة يعاقب عقابا شديدا بأسم العدالة أرضاء للعوام ، وأخرى يقرنهم بأفراد كانوا يقبلون أذيالهم استكبارا فيجعلهم سادة عليهم يفركون آذانهم استحقارا ، يقصد بذلك كسر شوكتهم امام الناس وعصر أنوافهم أمام عظمته . والحاصل أن المستبد يذلل الأصلاء بكل وسيلة حتى يجعلهم مترامين دائما بين رجليه كي يتخذهم لجاما لتذليل الرعية ، ويستعمل عين هذه السياسة مع العلماء ورؤساء الأديان الذين متى شم من أحدهم رائحة الغرور بعقله أو علمه ينكل به أو يستبدله بالأحمق الجاهل ايقاظا له ولأمثاله من كل ظان من أن ادارة الظلم محتاجة الى شيئ من العقل أو الأقتدار فوق مشيئة المستبد . وبهذه السياسة ونحوها يخلو الجو لهذا المستبد فيعصف وينسف ويتصرف في الرعية كريش يقلبه الصرصر في جو محرق "

Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

170 " الغربيون يستحلفون أميرهم على الصداقة في خدمته لهم و إلتزام القانون. و السلطان الشرقي يستحلف الرعية على الإنقياد و الطاعة! الغربيون يَمنّون على ملوكهم بما يرتزقون من فضلاتهم، و الأمراء الشرقيون يتكرَّمون على من شاؤوا بإجراء أموالهم عليهم صدقات! الغربي يعتبر نفسه ملكاً لجزٍء مشاع من وطنه، و الشرقيّ يعتبر نفسه و أولاده و ما في يديه ملكاً لأميره! الغربي له على أميره حقوق، و ليس عليه حقوق؛ و الشرقي عليه لأميره حقوق و ليس له حقوق! الغربيون يضعون قانوناً لأميرهم يسري عليه، و الشرقيون يسيرون على قانون مشيئة أمرائهم! الغربيون قضاؤهم و قدرهم من الله؛ و الشرقيون قضاؤهم و قدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبدين! الشرقي سريع التصديق، و الغربي ينفي ولا يثبت حتى يرى و يلمس. الشرقي أكثر ما يغار على الفروج و كأنَّ شرفه كلّه مستوجَعٌ فيها، و الغربي أكثر ما يغار على حريته و إستقلاله! الشرقي حريص على الدين و الرياء فيه، و الغربي حريصٌ على القوة و العزّ و المزيد فيهما! و الخلاصة: أنَّ الشرقي أبن الماضي و الخيال، و الغربي أبن المستقبل و الجد!.. "

Abd al-Rahman al-Kawakibi , طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد