Home > Work > خوارق اللاشعور
101 " إن واقع الحياة أقوى من أية خطة يضعها عقل محدود.فالإنسان ينجرف في كثير من الأحيان بتيار الحياة ويسير كما تملي عليه ضرورات الساعة. "
― علي الوردي Ali Al-Wardi , خوارق اللاشعور
102 " إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل. وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وحق آخر.* "
103 " كأن الملكات التي تنبعث من أغوار العقل الباطن تضعف إذا خالطهـا العقل الظاهر ووقفـت في طريقهـا قواعـد التفكـير "
104 " إن الباحث كلما تعمّق في علمه وتغلغل في دراسته لأسرار الكون ، ظهرت له منها مشاكل وغوامض أعوص من ذي قبل . "
105 " معظم الناس يعتقدون بأن هواجس النفس وخوالجها لا تؤثر في الأشياء الخارجية تأثيراً مادياً محسوساً. فهم يتشاءمون ويتفاءلون، ويحزنون ويفرحون، غير مدركين بأن هذه الانفعالات النفسية قد تأثر في الأحياء والجمادات المحيطة بهم قليلاً أو كثيراً وقد تؤدي أحياناً إلى نتائج عملية في غاية الأهمية. "
106 " ان العبقرية فيها شيء من الخروج عن الذات والدخول في عالم آخر لا نعرف مداه الآن معرفةً تامة. فهي تعتبر نوعاً من أنواع الجنون أحيانا لأنها تخرج بصاحبها عن حالته الاعتيادية وتجعله ينظر إلى الحياة بمنظار ثاقب نفّاذ لم يعهده الناس من قبل. والواقع أن المنغمس في اطاره الفكري والذي يجمد على ما اعتاد عليه من مألوفات اجتماعية وحضارية يصعب عليه أن يكون مبدعاً أو عبقرياً. ان الاطار الفكري مؤلف من العقد النفسية والعادات الاجتماعية والقيم الحضارية وهذه تعتبر بمثابة العراقيل التي تقف في طريق الابداع الحر. إن العبقري كثيراً ما يضحك على نفسه وعلى جماعته وهو لا يكاد يعرف الخجل أحياناً. ان نفسه قد تحررت من القيود التي يتقيد بها غيره عادةً فهو منطلق يطير في الأجواء حيث يستطيع أن يرى ما لا يراه المتحذلقون والمتكلفون. "
107 " ليس أضر في سير التاريخ من أولئك اللئام الذين يحرفون صرخات المظلومين عن أهدافها الحقيقية؛ فيقولون للناس عند اشتداد البلاء عليهم:"إن هذا من انحطاط أخلاقكم أو ضعف تدينكم أو سوء نيتكم..." وهم بذلك يبعثرون القوى النفسية في المظلومين فيتركون الظالم راتعاً في نعيمه تكنفه نفحات"المؤمنين" من أمثاله. وبهذا يتوقف التاريخ عن حركته زماناً غير يسير. "
108 " يعتقد المتصوفة أن هذه الخوارق التي يقومون بها آتية من صحة عقيدتهم، والواقع أنها آتية من قوتها وتغلغلها في اللاشعور "
109 " إننا لا نستطيع أن نعلم الإنسان على اتخاذ سلوك معين بأن نحشو دماغه بالنصائح الفارغة والمعلومات "العاجية". إن صلاح الإنسان في مختلف نواحيه لا يتم بالتحفيظ والتلقين- كما نفعل الآن في مدارسنا. فهو "تصيّر" نفسي واجتماعي، كما يدعوه علماء الاجتماع. وهو لا ينمو إذن إلا بتوفر عوامله النفسية والاجتماعية الضرورية له. "
110 " إننا لا نستطيع أن نعلم الإنسان على اتخاذ سلوك معين بأن نحشو دماغه بالنصائح الفارغة والمعلومات العاجية "
111 " • إن النجاح في الحقيقة أمرٌ نادر, لا يستطيع أن يناله إلا القليل من الناس مهما كان نوع النظام الذي يعيشون فيه, فلو نجح جميع الناس وبرعوا كلهم على درجة واحدة لوقف التطور الاجتماعي ولأصبح البشر مثل أسراب النحل التي تصنع الخلية وتجمع العسل, كل نحلة بارعة في وظيفتها منهمكة فيها بحيث لا يتطرق الخلل أو النقص إلى شيء مما تعمل. ص "
112 " لقد كان علماء القرن التاسع عشر لا يؤمنون إلا بما هو محسوس على اعتبار أن الحس هو المقياس الوحيد الذي يفرق بين الحق والباطل من الأمور . أما علماء هذا القرن فقد بدأون يشكون من مقياس الحس سيما حين علموا بما وراء الحس من عالم خفي جبار لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق المعادلات الرياضية والفرضيات الوهمية "
113 " أما الفاشل فنحن نميل عادة إلى احتقاره وذم أعماله. وهو كلما أقسم لنا بأغلظ الأيمان على أنه أراد وسعى ويكافح ولكن التوفيق خانه استهزأنا به وبصق نشا عليه وأهم لنا أقواله "
114 " إن القانون لا يستطيع أن يعاقب كلباً له صلة غير مباشرة بجلوازٍ من الجلاوزة، فماذا يستطيع القانون أن يفعل -ليت شعري- تجاه الجلواز نفسه؟ "
115 " لقد كان القدماء يعتقدون بأن الإنسان حيوان عاقل. والواقع أنه حيوان متحذلق. فهو متعاقل لا عاقل. يتظاهر بالتعقل وهو في الحقيقة مجنون... على وجه من الوجوه. "
116 " إن تطور البشر ناشئ من هذه المنافسة الحادة التي تدفع كل فرد أن يبرع وأن يتفوق على غيره. فالتطور قائمٌ إذن على أكوامٍ من أبدان الضحايا, أبدان أولئك الذين فشلوا في الحياة فصعد على أكتافهم الناجحون. ص 16 "
117 " إن الخطابة الارتجالية أو المحاضرة أو المناظرة أو ما أشبه تحتاج إلى استلهام اللاشعور أكثر مما تحتاج إلى أي شيء آخر. وطالما أدى الاستعداد والتحضير في مثل هذه الأمور إلى التكلف والخيبة. والخطيب البارع قد يستعد قبل إلقاء خطبته وقد يجمع له بعض المعلومات يكتبها في ورقة صغيرة، ولكنه حين يقف موقف الخطابة لا يتقيد بشيء مما فكر به أو استعد له. إنه قد يلجأ إلى ما أعد في ورقته من معلومات موجزة حين يرتج عليه أثناء الخطابة. فذهن الخطيب قد يقف فجأة عن العمل، كما يقف المذياع. وهو محتاج في مثل هذه الآونة الحرجة إلى وسيلة يتراجع بها ويتملص. ص 102 "
118 " إن الناس في حياتهم العملية بعيدون عن المنطق. فهم لا يتبعون مقياس الحق والعدل في أعمالهم اليومية، وإنما تجرفهم في ذلك البهارج والاندفاعات والتقاليد والمظاهر. "
119 " إن الاعتقاد الجازم ينفع الإنسان في نواح كثيرة. ولا نكران أنه يضره في نواح أخرى. ومشكلة هذه الحياة أنك لا تستطيع أن تجد فيها شيئًا ينفع من غير ضرر أو يضر من غير نفع في كل حين. "
120 " إن أي عصر من العصور التاريخية هو ذهبي لمن يتنعم به و فحمي لمن يبتئس به. و ما عليك إلا أن توازن بين عدد المتنعمين و المبتئسين فتحكم بما يمليه عليك رجحان الميزان. "