Home > Author > محمد كامل حسين
81 " وما كانت دعوة المسيح إلا أن يحتكم الناس إلي ضميرهم في كل ما يعملون وما يفكرون، فلما عزموا أن يصلبوه لم يكن عزمهم إلا أن يقتلوا الضمير الإنساني ويطفئوا نوره. "
― محمد كامل حسين , قرية ظالمة
82 " لا يؤيسنك من نفسك أنك لا تستطيع أن تجعل حياتك كلها موفقة ميسرة للخير، وأنك لا تستطيع أن تتغلب في كل وقت على مافيك من ضعف، وعلى مافي نظم الحياة حولك من سوء لا تقدر على إصلاحه، هذا اليأس خطأ ..إذ ليس عليك أن تقيم في الوادي المقدس حياتك كلها، وليس عليك ألا يقع الشر منك أبداً، إنما يقاس الخير فيك بما تحققه من ترفع عن ضرورات القوانين الحيوية الغالبة حين تستطيع أن تترفع عنها بل قد يقاس الخير فيك بما تبذله من جهد في هذا السبيل، وإن لم تبلغ الغاية التي تطمح إليها "
― محمد كامل حسين , الوادي المقدس
83 " أليس معنى ذلك ان المشكلة من سياسة الدين وليست من الدين نفسه، وإذا عملت السياسة على حماية الدين فالغنم كله للسياسة والغرم كله على الدين "
― محمد كامل حسين , قوم لا يتطهرون
84 " من وجد خارج حدود بلاده فهو المعتدي مهما يكن سبب هذا الخروج "
85 " الإيمان والحب والخير تؤدي إلى الطهر، كما قد تكون نتيجة له "
86 " ومن الخطأ ان تظن أن العقائد هي الايمان, وقد تتعارض العقائد وقد تتناقض وتكون مع ذلك دليلا على الايمان العميق. كذلك يكون النور واحدا وتختلف ظلال الاجسام التي يقع عليها النور كذلك يكون الايمان واحدا وتختلف العقائد بإختلاف العقول التي يقع عليها النور "
87 " كل ذلك جدير أن يثير فيك الشك في قوة العبادات ولكن هل أنت على يقين انها لا اثر لها في نفس المتعبد ؟وهل أنت على ثقة أن الصلاة لا تزيد في ظهر المتطهرين ؟وانها لاتنهى المرتكب عن بعض مايفكر في اقترافه من ذنوبت؟أم تحسب انك بلغت من الطهر غايته فليس للصلاة أن تزيد في طهرك شيئا "
88 " إني لم أخنكم ولم أخن أحدا، ولكني خنت الظلم والعدوان وإستغلال الأقوياء للضعفاء أمثالنا ليزيدوا قوتهم قوة وطغيانهم طغيانا "
89 " الظلم نوعان: ظلم التعسف و ظلم الحرمان. و الظلم الذى اصله العنف و القسوة قد يكون من بواعث انتفاض الجماعات و ثورتهم و تخلصهم من عوامل الفناء التى تحيط بالبلاد المظلومة، و لكن الظلم بالحرمان يترك الجماعة كالمشلولة، لا حول لها و لا قوة، لا يحفزها شىء إلى الخروج مما هى فيه. فمن أمثلة الظلم بالعسف- و هو لا يقضى على الأمم- النظام الذى كان قائما فى فرنسا قبل الثورة الفرنسية. و من أمثلة الظلم بالحرمان الدولة العثمانية، فقد عانت أمراض الحرمان حتى ماتت.. "
90 " يجب أن تكون دوافعكم خالصه من كل شائبه والدوافع تكون حسنه أو قبيحه حين تتفق و الضمير او تختلف وإياه، وقد سمعت منكم ان حبكم للمسيح هو الذي يدفعكم الي الإنتقام من ظالميه والواقع ان الذي يدفعكم إلي الإنتقام من ظالميه إنما هو بغضكم لأعدائه لا حبكم له "
91 " سيصلبونه اليوم على أنه كفر بالله، وما كفر إلا برأيهم فى الله "
92 " وقد تشبه أعمال الناس بعضها بعضاً ثم تكون الحياة مختلفات، كما تتشابه الحجارة وتكون القصور متباينة عظمة وجمالاً "
93 " إن كان هذا الرجل كاذباً فموته حلال لا غبار عليه، بل نُثاب عليه جميعاً وإن كان صادقاً وكان قتله ظلماً وكنتم تخافون عذاب الله فاعلموا أني حسبت لذلك حساباً طويلاً .. هب قتله جريمة كبرى يعاقب عليها الله فنحن في منجاة من هذا العقاب، إنني أعلم ما سيُفعل بالحديد ولكني لا أصنعه بل أبيعه وأشتريه .. والله لا يعاقب على البيع والشراء ،فليس ذلك في التوراة .. وأنت تصنع الحديد ولا شأن لك بما سيُعمل به ما دمت لا تعلم عنه شيئا .. ثم إني لن أمسه بيدي .. سأرسله للرومان مع طفل لا يدري شيئا ولا يُعاقب على ما يعمل ..أفهمت؟؟ إن أكبر الجرائم إذا وُزعت على عدد من الناس أصبح من المستحيل أن يعاقب الله أحداً من مرتكبيها فنحن نُحاجه بالتوراة وهو لا يجوز أن يخالف ما جاء بكتابه "
94 " ثم إن شعوري بالعدل وهو أعز شيء على نفسي يأبى أن أترك هذا الاتهام يلصق به ظلماً ..إنهم أخذوا عليه أرقى ما في دعوته من مباديء .. اتهموه أنه يدعو إلى التوكل والبر وحب الأعداء .. وقالوا إن ذلك يقضي على فضائل شعب إسرائيل ونظام حياتهم واتهموه بالسحر وما هو بساحر واتهموه بالدعوة إلى مخالفة كتاب الله وقالوا إن ذلك كفر به وهو إنما ذهب بالإيمان خطوة أبعد مما ذهب إليه موسى في شريعته وما أرى في ذلك كفرا بل هي سنة الله في الرقي "
95 " إن النفس البشرية لا مناص لها من أن تؤمن بشيء، والذين لا يؤمنون بشيء أصلُا قليلون وهم المشوهون نفسًا الذين يعرضهم إلحادهم إلى اضطراب نفسي عنيف، وعدم الإيمان مصدر أكثر الأمراض النفسية، وضعف الإيمان أكبر أسباب القلق النفسي. "
96 " وأشد من هذا خطأ أنكم لا تريدون أن يؤمن الناس بالله حتى يفهموا صفاته عقلاً ، ولا تريدون أن يهتدى الناس بشىء حتى يتبينوا ماهية هذه الهداية وهذا منكم عجيب كأنكم تريدون ألا يستخدم الناس النار للدفء حتى يعلموا طبيعتها وألا يهتدوا بالنور حتى يفهموا حقيقته والأ يستخدموا السفن حتى يعرفوا قوانين (أرشميدس) اليس ذلك يكون خبالاً أترى أن البحّار الذى ينظر إلى السماء فيقول هذا يوم نوء لا أخرج فيه يعد مخطئا لأن قوله ليس عليه برهان ، إنه يبنى حياته على خبرته ، والخبرة الإنسانية برهان صدق فى الأمور الإنسانية البحته ونحن المؤمنين نقول للعقليين دعوا الناس يهتدوا بالله ولا تقفوا بهم دون هذه الهدايه حتى يفهموا عقلاً كنه الصلة بين الله والناس ، ولا تشككوهم فى المعنويات إلى حين يتبين الناس عقلاً ما بين المعنويات والماديات من علاقة ، ولا تحرموهم مزايا الأخلاق إلى أن يفهموا كنه العلاقة بينها وبين قوانين الحياة كما نراها فى الحيوان. "
97 " ألا يزال النجاح معبودكم الأكبر، إنه ليفترسكم ويقضي على فضائلكم كلها "
98 " نسيت ذلك كله كما يفعل العطش الصدى حين يأتي العين الصغيرة فيفرح بها و ينعم ، ثم يجد النهر الخضم فينسى تلك العين و فضلها عليه "
99 " الجماعة تقدم على الشر في يسر بالغ لأن أفرادها يقتسمون وزر الأثم فلا يشعر أحد منهم أنه أثم حقا. ويعفيه من الندم أن له شركاء وأن نصيبه من الذنب ضئيل، وأنه لو لم يشترك فيه لوقع على كل حال.و الجماعة تقدم على الخير في صعوبة لأن كل فرد منها يؤثر أن ينسب اليه الفضل. والجماعة تحجم عن الخير فلا يعفي ذلك أحدا من أفرادها من الندم و تأنيب الضمير، و يظل كل فرد منها يعد نفسه أثما اذ لم يقم بواجبه وحده ولو كره غيره أن يتعرض للخطر.لهذا كان الإقدام على الشر أسهل للجماعة والاقدام على الخير أصعب، أما الإحجام عن الخير فهو مجلبة للندم سواء أكان الانسان وحده أم كان له فيه شركاء "
100 " وإنما الخطر كل الخطر في الشرك المقنّع الذي لا يحسبه الناس شركا. وذلك حين يضعون نصب أعينهم أمورا تخرج بهم عن صراطهم المستقيم. وقد تكون هذه الأمور مبادئ سامية جدا. وقد تكون تحقيقا لفضائل لا نزاع فيها. وقد تكون اتباعا لرجال صالحين أتقياء. ثم لا يمنع ذلك أن يضل بها الناس. هذا هو الضلال الذي يشبه الهدى وهو أشد الضلال خطرا. "