Home > Author > محمد قطب
81 " أن المعرفة "الذهنية" ليست هي المعرفة التي يريدها أو يعترف بها الإسلام. فإنها معرفة سطحية وميتة، لا تفعل شيئًا في واقع الحياة، ولا تؤثر شيئًا في سلوك الإنسان. وإذن فوجودها كعدم وجودها سواء. بل ينبغي أن تنتزع البذرة الفاسدة كلها بما بقي فيها من أجزاء سليمة، وتستنبت البذرة السوية كلها من جديد. "
― محمد قطب , منهج التربية الإسلامية
82 " إن هذه الأجيال الأولى -وخاصة الجيل الأول الفريد- قد لا تتكرر مرة أخرى في واقع الأرض. ولكنها تبقى مع ذلك رصيدا واقعيا لهذه الأمة في جميع أجيالها، يحفزها على محاولة العودة إلى التطبيق المثالي للإسلام. وهذه المحاولة ذاتها عمل إيجابي مثمر، ولو لم يصل إلى كل النتيجة المطلوبة.تصور إنسانا عند سفح الجبل، يعلم يقينا أن هناك من صعد هذا الجبل إلى قمته، فهو يحاول أن يصعد مثله، وقد يصل إلى منتصفه وقد يصل إلى ربعه، وقد يفلس جهده بعد أن يرقى بضع درجات..وتصور إنسانا آخر واقفا عند السفح يتطلع إلى القمة وهو يقول في نفسه: إن هذا مستحيل! مستحيل أن يفكر إنسان في صعود هذا الجبل الشاهق، فلنكف عن التطلع، ولنرض بالبقاء في السفح!أيهما انفع للبشرية؟ وأيهما أفضل في ذات نفسه؟إنه دور ضخم في عالم الواقع..ولهذا نحتفي حفاوة بالغة بذلك الجيل الفريد، وبتلك القرون المفضلة، لأنها المدد الحي الذي يدفع الأجيال كلها إلى محاولة الصعود، بدلا من أن تنتكس إلى الأسفل، وتخلد إلى الأرض عند السفح! "
― محمد قطب , كيف نكتب التاريخ الإسلامي
83 " وفي البيئة المتأخرة تُهمَل التربية، لأنها تبدو في وسط الجهل ترفاً لا تتطلع إليه العيون. والتربية هي الوسيلة الوحيدة التي تجعل من الإنسان إنساناً وترفعه عن مستوى الحيوان "
― محمد قطب , شبهات حول الإسلام
84 " يقول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى، مجتمعه وثقافته": "إننا في كل بلد إسلامي دخلناه، نبشنا الأرض لاستخراج حضارات ما قبل الإسلام. ولسنا نطمع بطبيعة الحال أن يرتد المسلم إلى عقائد ما قبل الإسلام، ولكن يكفينا تذبذب ولائه بين الإسلام وبين تلك الحضارات"!ولعل من الأمثلة الواضحة على ذلك قول "شاعر النيل" حافظ إبراهي:أنا مصري بناني من بنى هرم الدهر الذي أعيا الفنا!ذلك مع أن له شعرا كثيرا في "الإسلاميات"!والمستشرق -الصريح- يكتفي منه بهذا التذبذب بين الفرعونية وبين الإسلام! كما يكتفي من غيره بالتذبذب بين الإسلام والآشورية أو الفينيقية أو البربريو أو الجاهلية العربية أو غيرها من الجاهليات! "
85 " لقد كانت الجهاله هى التى تحرك أوروبا فى القرنين الماضيين فى صميم الوقت الذى خيل للناس ان العلم هو الذى يوجّه الحياه ! "
― محمد قطب , معركة التقاليد
86 " المقلد لا يستطيع شيئا في عظائم الأمور، إنما يستطيع كثيرا في سفاسفها! لأن لأن عظائم الأمور تحتاج إلى جلد وعزيمة، والعبد المقلد لا جلد له ولا عزيمة، بينما السفاسف لا تحتاج إلى أكثر من فك الرباط، وما أيسر فك الرباط. "
― محمد قطب
87 " إن المعرفة وحدها لا تكفى، وإن كانت هى البداية التى لابد من البدء بها قبل كل شئ، وقد كانت الكلمة الأولى التى بدأ بها الوحى هى كلمة((اقرأ))( )، ثم نزل على رسول الله بعد فترة قوله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله))( ). والعلم- كما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم- ليس مجرد المعرفة، إنما هو المعرفة التى تؤدى إلى العمل، ومن ثم انتقلت المعرفة من طور التعرف على الحقيقة إلى طور العمل بمقتضاها. "
― محمد قطب , كيف ندعو الناس؟
88 " الرأسمالية التي تقوم اليوم في العالم الإسلامي بأبشع مظاهرها، فليست من الإسلام، وليس الإسلام مسئولاً عنها. لأن الناس لا يحكمون بالإسلام في حياتهم في قليل ولا كثير ! "
89 " أن كيان الأنسان كيان واسع شامل لاتحده الخطوط الضئيلة التي يهتدي إليها العلم التجريبي، أو تدركها الملاحظة المحدودة. وأن البيئة الخارجية تتفاعل مع بعض عناصر هذا الكيان فتبرزها اكثر من غيرها، أو تخفي بعضها لأنه غير لازم في فترة معينة.....للبشر جميعاً كياناً مشتركاً هو (الأنسان) وأن البيئة قد تبرز بعض جوانب هذا الكيان أو تهملها، ولكنها لا تنشئها من العدم، ولا تقتلها أو تزيلها من مكانها... "
― محمد قطب , في النفس والمجتمع
90 " كانت الحركة العلمية في الأندلس سائرة في طريقها إلى اختراع الآلة، ولكن الظروف السياسية التي طردت المسلمين من هناك أخرت التقدم العلمي عن موعده بضعة قرون حتى أفاقت أوربا من غشيتها، وتسلمت علوم المسلمين، وعلوم الإعريق التي كانت هي الأخرى في رعاية الجامعات الإسلامية، وانطلقت - من ثم - تشق طريقها في ميدان الاختراع. "
91 " وهل يطيب المقام بغير ضحكة هنا أو هناك .. الضحك يا حاج مسقي القلوب ، نحن في زمان يا حاج نحتاج فيه إلى نهر من الضحك يغسل أحزان النفوس "
92 " لقد صارت المرأة في الغرب "صديقة" صالحة، تصادق الرجل، وتتلقى مغازلاته وضروراته الجنسية، وتشترك معه في بعض مشكلاته، ولكنها لم تعد تستطيع أن تكون زوجة صالحة وأما صالحة. "
93 " لقد صحا المسلمون على الغزوة الصليبية الحديثة بعد أن تخاذلوا وتكاسلوا وقعدوا عن اتخاذ الأسباب وعن السعي في مناكب الأرض، ففقدوا روحهم العلمية العالية وروحهم الحضارية الشاملة، وفقدوا من ثم تفوقهم العسكري والسياسي والصناعي والتجاري.. "
― محمد قطب , الصراع بين الفكر الغربي والفكر الإسلامي
94 " الجبًارون اليوم كثيرون ، بعضهم مُلوك ، و بعضهم أباطرة ، و بعضهم رأسماليون يمتصون دماء الكادحين و يقهرونهم بذل الفقر و الحاجة ، و بعضهم دكتاتوريون يحكمون بالحديد و النار و التجسس ، ويقولون إنهم ينفذون إرادة الشعوب أو إرادة البروليتاريا !و الإسلام ينقذ الناس من الجبابرة في عالم الواقع لا في عالم الأحلام. "
95 " الشخص الذي ينهمك في عالم الواقع يُنتج فيه ولاشك إنتاجًا ظاهرًا، ويزداد قوة في حساب المادة. ولكنه يضيق أفقه إلى أقصى مدى حين ينحصر اهتمامه في هذا الواقع الضيق المحصور. والخيال هو الذي يوازن الواقع ويوسع آفاقه، فلن يحسّن الإنسان نظمه ومشاعره إلا إذا تخيل ماهو خير منها. "
― محمد قطب , دراسات في النفس الإنسانية
96 " ولكن الأمة الإسلامية تمر اليوم بظروف خاصة، ربما لم تمر بها من قبل، فقد هبطت معرفتها بالإسلام إلى أدنى حد وصلت إليه فى تاريخها كله، وأما ممارستها للإسلام فهى أدنى من ذلك بكثير! ولذلك فإن مهمة الدعوة اليوم أخطر بكثير من مهمتها فى الظروف السابقة، فلم تعد مجرد التذكير، بل أوشكت أن تكون إعادة البناء، الذى تهاوت أسسه وأوشكت أن تنهار، فى الوقت الذى تداعت فيه الأمم على الأمة الإسلامية من كل جانب، كما أخبر الرسول: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها)). قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن)). قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)). "
97 " العقيدة التي لا تقوم على النفع القريب، والتي لا تستمد غذاءها من السخائم والأحقاد، والتي تستهدف الحب النبيل والإخاء الحق، والتي تحارب الشر لأنها تحب للناس الخير.. هذه العقيدة وحدها هي التي تنفع الناس، وتدفع بهم إلى الأمام في ركب المدنية. "
98 " والرسول يحارب في سبيل الله ويسالم في سبيل اللهويدعو الناس إلى سبيل اللهويأكل باسم الله ويتزوج على سنة اللهويهدم ويبني ويحطم ويُنشئ ويهاجر ويتوطن كل ذلك في سبيل الله واليوم الآخر يوم يلقى اللهفكل عمل إذن عبادة يتوجه بها إلى اللهوالطريق أمامه طريق واحد هو الطريق إلى اللهإلى آخر لحظة من حياته صلى الله عليه وسلم كان يسير في الطريق كان يعمل في الدنيا وهو يبغي الآخرةويعمل للآخرة بالعمل في الأرض "
― محمد قطب , قبسات من الرسول
99 " وما أحوج الإسلام اليوم لينقذهم من الطغاة والجبارين كما كان ينقذهم منهم قبل ألف وثلاثماءة عام! "
100 " ومزية الإسلام في مسايرته للفطرة أنه لايترك وتراً من أوتار النفس لا يُوقع عليه، ثم هو لا يوقع على وترٍ أكثر من طاقته ، أو يبخسه قدره فلا يوقع عليه مايستحق من نغمات.وبذلك يشمل الكيان الإنساني كله ، وفوق ذلك يحدث التوازن في داخل النفس بشدها إلى أوتارها جميعاً فلا تميل من هنا ولا تميل من هناك ، والتوقيع على أوتارها جميعاً فلاتنطق من جانب وتظل في الجانب الآخر صماء .طريقة معالجة الإسلام للخطوط المتقابلة للنفس البشرية 'كتاب منهج التربية الإسلامية لـمحمد قطبونقل هذا الإقتباس ايضاً في كتابه دراسات في النفس الإنسانية ..() "