Home > Author > صلاح عبد الصبور
21 " مايولد في الظلمــات ، يفاجئــه النـــور فيعرِّيــه "
― صلاح عبد الصبور , أقول لكم
22 " فكيف اذا نصفى قلبنا المعتم؟ليستقبل وجه الله يستجلى جمالاتهنصلى نقرأ القرآننقصد بيته ونصوم فى رمضان؟نعم لكن هذى اول الخطوات نحو اللهخطى تصنعها الابدان وربى قصده للقلب ولا يرضى بغير الحب "
― صلاح عبد الصبور , مأساة الحلاج
23 " يا صاحبي، إني حزينطلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباحفي غرفتي دلف المساءوالحزن يولد في المساء لأنه حزن ضريرحزن طويل كالطريق من الجحيم الى الجحيمحزن صموتْوالصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموتوبأن أياماً تفوتوبأن مرفقنا وَهَنْوبأن ريحاً من عَفَنْمس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيتحزن تمدد في المدينهكاللص في جوف السكينهكالأفعوان بلا فحيحالحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوزوأقام حكاماً طغاهالحزن قد سمل العيونالحزن قد عقد الجباهليقيم حكاماً طغاهيا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديقمغرى بتزويق الكلام:«سنعيش رغم الحزن، نقهره، ونضع في الصباحأفراحنا البيضاء، افراح الذين لهم صباح»..ورنا إليَّ...ولم تكن بشراه مما قد يصدقه الحزينْيا صاحبي!زوِّق حديثك، كل شيء قد خلا من كل ذوقأما أنا، فلقد عرفت نهاية الحدر العميقالحزن يفترش الطريق... "
― صلاح عبد الصبور , الناس في بلادي
24 " صَفُّونا .. صفّاً .. صفّاًالأجهرُ صوتاً والأطول وضعوه فى الصَّفِّ الأولذو الصوت الخافت والمتوانى وضعوه فى الصف الثانىأعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قانى برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبلقالوا : صيحوا .. زنديقٌ كافرصحنا : زنديقٌ .. كافرقالوا : صيحوا ، فليُقتل أنَّا نحمل دمه فى رقبتنافليُقتل أنا نحمل دمه فى رقبتناقالوا : امضو فمضيناالأجهرُ صوتاً والأطول يمضى فى الصَّفِّ الأولذو الصوت الخافت والمتوانىيمضى فى الصَّفِّ الثانى "
25 " يوميات نبى مهزوم يحمل قلماينتظر نبى يحمل سيفاهذه يوميتُه الأولىيأتي من بعدي مَن يعطي الألفاظَ معانيهايأتي من بعدي من لا يتحدث بالأمثالإذ تتأبَّى أجنحة الأقوالأن تسكن في تابوت الرمز الميتيأتي من بعدي مَن يبري فاصلةَ الجملةيأتي من بعدي مَن يغمس مدَّاتِ الأحرف في الناريأتي من بعدي مَن ينعي لي نفسييأتي من بعدي مَن يضع الفأسَ برأسييأتي من بعدي مَن يتمنطق بالكلمةو يغنِّي بالسيفهذا ما خطَّ مساء اليوم الثانيكهان الكلمات الكتبةجُهَّال الأروقة الكذَبةو فلاسفة الطلَّسماتو البلدان الشعراءجرذان الأحياءو تماسيح الأمواتوقعوا_في صحن المعبد_مثل الدببةحكُّوا أقفيتهمو, و تلاغوا كذباب الحاناتلا يعرف أحدهمو من أمر الكلماتإلا غمغمةً أو همهمةً أو هسهسةً أو تأتأةً أو فأفأةًأو شقشقةً أو سفسفةً أو ما شابه ذلك من أصواتو تسلّوا بترامي الفقاعاتلما سكروا سُكرَ الضفدع بالطينضربوا بنعيق الأصوات المجنونحتى ثقلت أجفانهمو, و اجتاحتهم شهوة عربدةٍ فظَّةفانطلقوا في نبراتٍ مكتظةينتزعون ثياب الأفكارِ المومس و الأفكارِ الحرةو تلوك الأشداق الفارغة القذرةلحمَ الكلمات المطعونحتى ألقوا ببقايا قيئهمُ العِنِّينفي رحم الحقفي رحم الخيرفي رحم الحريةهذا ما خطَّ مساء اليوم الثالثلا أملك أن أتكلمفلتتكلم عني الريحلا يمسكها إلا جدرانُ الكونلا أملكُ أن أتكلمفليتكلم عني موجُ البحرلا يمسكه إلا الموتُ على حبات الرمللا أملكُ أن أتكلمفلتتكلم عني قمم الأشجارلا يحني هامتَها إلا ميلادُ الأثمارلا أملك أن أتكلمفليتكلم عني صمتي المفهمهذا ما خطَّ مساء اليوم الرابعلا...لا...لا أملك إلا أن أتكلميا أهلَ مدينتنايا أهل مدينتناهذا قوليانفجروا أو موتوارعبٌ أكبرُ من هذا سوف يجيءلن ينجيَكم أن تعتصموا منهُ بأعالي جبل الصمت...أو ببطون الغاباتلن ينجيَكم أن تختبئوا في حجراتكموأو تحت وسائدِكم...أو في بالوعات الحمَّاماتلن ينجيَكم أن تلتصقوا بالجدرانإلى أن يصبح كل منكم ظلا مشبوحا عانقَ ظلالن ينجيَكم أن ترتدُّوا أطفالالن ينجيَكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرضأو أن تنكمشوا حتى يدخل أحدكمو في سَمِّ الإبرةلن ينجيَكم أن تضعوا أقتعة القِرَدةلن ينجيَكم أن تندمجوا أو تندغمواحتى تتكون من أجسادكمُ المرتعدةكومةُ قاذوراتفانفجروا أو موتواانفجروا أو موتواهذا ما خطَّ مساء اليوم الخامس- يا سيدنا القادم من بعديأصففتَ لتُنزل فينا أجنادك؟- لا..إني أنزل وحدي- يا سيدنا القادمَ من بعديهل ألجمتَ جوادك؟- لا...ما زال جوادي مرخىً بعد- يا سيدنا, هل أشرعتَ "
― صلاح عبد الصبور , ليلى والمجنون
26 " احبكلا لا تنطق الكلمهدعها بجوف الصدر منبهمهدعها مغمغمة على الحلقدعها ممزقة على الشدقدعها مقطعة الاوصال مرميهلا تجمع الكلمهدعها رماديهفاللون فى الكلمات ضيعنادعها غماميهفالخصب شردنا وجوعنادعها سديميهفالشكل فى الكلمات توهنادعها ترابيهلاتلق نبض الروح فى كلمه "
― صلاح عبد الصبور
27 " انحسر البحر ولم يبق سوى ملح القاع . أبيض بلورياً مقروراً انحسر الحب ولم يبق سوى الشعر هرماً وحكيماً مقهورا . "
― صلاح عبد الصبور , الإبحار في الذاكرة
28 " الناس في بلادي جارحون كالصقورغناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة المطروضحكهم يئز كاللهب في الحطبخطاهم تريد أن تسوخ في الترابويقتلون,يسرقون, يشربون يجشأونلكنهم بشروطيبون حين يملكون قبضتي نقودومؤمنون بالقدر "
― صلاح عبد الصبور ,
29 " الحلاج: قد خبت إذن ، لكن كلماتي ما خابت. فستأتي آذان تتأمل إذ تسمع. "
30 " إن الكلمات إذا رفعت سيفاً ، فهي السيف . "
31 " مرضت أمى ، قعدت ، عجزت ، ماتتهل ماتت جوعا لا ، هذا تبسيط ساذجيتللذ به الشعراء الحمقى والوعاظ الأوغادحتى يخفوا بمبالغة ممقوتةوجه الصدق القاسىأمى ما ماتت جوعا ، أمى عاشت جوعانةولذا مرضت صبحا ، عجزت ظهرا ، ماتت قبل الليل "
32 " لا يا أصحابيلا تلقوا بالاً ليأستودعكم كلماتي "
33 " الشر قديم في الكونالشر أريدَ بمن في الكونكي يعرف ربي من ينجو ممن يتردَّيوعلينا أن يتدبر كل منا درب خلاصهفإذا صادفتَ الدرب فسرْ فيهواجعله سراً, لا تفضح سرك "
34 " من لي بالسيف المبصر؟!من لي بالسيف المبصر؟! "
35 " الحلاج: يا ولدي كم أخطأت الفهم! لا أطلب من ربي أن يصنع معجزة ، بل أن يعطيني جلدا كي أدرك أصحابي عنده. "
36 " لو كان لي بعض يقينك لكنت منصوباً إلى يمينك "
37 " سالت الشيوخ , فقيل تقرب الى الله , صل ليرفع عنك الضلالصل لتسعدو كنت نسيت الصلاة , فصليت لله رب المنونو رب الحياة و رب القدرو كان هواء المخافة يفصر في عظمي و يئزكريح الفلا ... و انا ساجد راكع اتعبدفأدركت اني اعبد خوفي , لا الله كنت به مشركا لا موحداو كان الهي خوفيوصليت اطمع في جنتهليختال في مقلتي خيال القصور ذوات القبابو اسمع وسوسةالحلى , همس حرير الثياباني ابيع صلاتي لله فلو اتقنت صنعة الصلوات لزاد الثمنو كنت به مشركا لا موحداو كان الهي طمعيو حير قلبي سؤالترى قدر الشرك للكائناتوالا, فكيف اصلي له وحده و أخلى فؤادي مما عداهلكي انزع الخوف عن خاطريلكي اطمئن... "
38 " ما الفقر ؟ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل والعري إلى الكسوة الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح الفقر هو استخدام الفقر لقتل الحب وزرع البغضاءالفقر يقول _ لأهل الثروة _ اكره جمع الفقراءفهمُ يتمنون زوال النعمة عنكويقول لأهل الفقر إن جعت فكل لحم أخيكالله يقول لنا : كونوا أحباباً محبوبينوالفقر يقول لنا : كونوا بغضاء بغاضيناكره ... اكره ... اكرههذا قول الفقر ! "
39 " فالوالى العادل قبس من نور الله ينور بعضا من أرضه..أما الوالى الظالم فستار يحجب نور الله عن الناس كى يفرخ تحت عباءته الشر.. "
40 " إن الله لا يعذبنا بالحياة، و لكنه يعطينا ما نستحقه، لأنه قد أسلمنا الكون بريئاً مادة عمياء نحن عقلها فماذا صنعنا به على مدى عشرات القرون، لقد لوثناه بالفقر و الاستعباد و الطغيان "ـ "