Home > Work > اعتراف منتصف الليل
1 " أنا لا أحب أن يُرثى لحالي، وخصوصًا إذا كنت لا أستحق غير الرثاء "
― Georges Duhamel , اعتراف منتصف الليل
2 " أمضيت الليل وقبضتاي على فكي، أمضيته في احتقار نفسي وكراهة ذاتي "
3 " من العسير أن تُعبر بالتحديد عما تريده. فأنا حين أتحدث عن النشاط الذى كان يميز تفكيرى ألاحظ أنى لا أترجم الحقيقة بتَّة، فالقول إنى كنت أفكر بنشاط قد يوهم أنى كنت عتكف ‘لى التفكير عكوفًا إراديًا ظافرًا. مع أن الأمر خلاف ذلك. فالواقع أن الشئ الذى يسترعى النظر هو - على الأرجح - السلبية التى كنت افكر بها فقد كانت تساورنى وتنتابنى وتنغضنى وتأسرنى ألف فكرة أخضع لها ولا أبتعثها أنا بوجه ما. فهل أستطيع القول إنى كنت افكر؟ هل أستطيع ان أدعى هذه الصفة؟ أليس الأصح أنى كنت ساحة المعمعة التى حاق بها الدمار؟ بلى. الحق أنى ما كنت أفكر، وما كنت أفعل شيئًا لأفكر، وإنما كان التفكير يدور فىًّ، وخلالى، وتجاهى، وضدى. كان التفكير يدور بلا مشقة على حسابى، كما يقام معسكر فى قطر مغزوًّ "
4 " إن سرور الإنسان، يا سيدى، شعور غريب، غير محض. فهو يحتاج دائمًا إلى أن يعتمد على أشياء مادية ندخلها فى المعدة؛ حتى حين يبدو السرور منقطع الصلة بكل هذه التوافه لابد له - إن أراد البقاء - من أن يستعين بقضايا هضمية. قلمًَا يعترف بأن هذه القضايا هى السبب الجوهرى فى وجوده، ولكنه يلتمس فيها تأكيدات وترشيحات ونتائج . وقد لا يكون فى هذا مدعاة للخجل، فهو طبيعى من كائنت شرهة مثلنا. انبش ذكرياتك وانظر. ألم تشعر بالحاجة إلى أن تؤكد أحسن لحظاتك بربط سعادتك بمتعة حارة من متع اللسان أو المعدة؟ هكذا نحن! "
5 " إن أمي امرأة جديرة بالإعجاب، إنها الشخص الوحيد في العالم الذي يجعلني أرغب أحيانًا في أن أركع على ركبتَي "
6 " همت بخطى النائم فى باريس مظلمة وجافة. وكانت تنفح فى الشوارع رائحة خانقة من التراب والروث المحموس. وكان ك مصباح يمسك ظلى وأنا مار به، ويديره ثم يسلمه إلى المصباح التالى، حتى كاد ذلك يغثى نفسى "
7 " الذين يسببون لنا أشد الآلام قلما يشعرون بقسوتهم "