Home > Work > علم نفس قرآني جديد
1 " هل تعلمون ما معني أن الله موجود؟ معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم ومغفرة الغفار.. ألا يقول لنا ربنا (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) وأن الضيق يأتي وفي طياته الفرج فأي بشري أبعث للاطمئنان من هذه البشري. ولأن الله سبحانه.. واحد .. فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده ولن ننقسم علي أنفسنا ولن تتوزعنا الجهات ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء لليسار وتزلف للشرق وتزلف للغرب وتوسل للأغنياء وارتماء علي أعتاب الأقوياء.. فكل القوة عنده وكل الغني عنده وكل العلم عنده وكل ما نطمح إليه بين يديه.. والهرب ليس منه بل إليه.. فهو الوطن والحمي والملجأ والمستند والرصيد والباب والرحاب. "
― مصطفى محمود , علم نفس قرآني جديد
2 " هل تعلمون ما معني أن الله موجود؟ معناه أن العدل موجود والرحمة موجودة والمغفرة موجودة. معناه أن يطمئن القلب وترتاح النفس ويسكن الفؤاد ويزول القلق فالحق لابد واصل لأصحابه. معناه.. لن تذهب الدموع سدي ولن يمضي الصبر بلا ثمرة ولن يكون الخير بلا مقابل ولن يمر الشر بلا رادع ولن تفلت الجريمة بلا قصاص. معناه أن الكرم هو الذي يحكم الوجود وليس البخل.. وليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه.. فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت.. فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة.. وإنما هو انتقال بها إلي حياة أخري بعد الموت ثم حياة أخري بعد البعث ثم عروج في السموات إلي مالا نهاية. "
3 " قالت ويدها ترتجف في يده:- إني خائفة.قال وهو يمشي الهوينا:- أنا أعيش في هذا الخوف.. إنه الخوف الجميل.. الخوف من أن يظهر المكتوم.. فإذا به علي غير ما نرضي وعلي غير ما نحب وهو خوف يدفع كلا منا إلي إحسان العمل.. وهو خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء.. لأنه خوف يحمي أصحابه من الغرور.. ألم يقل أبو بكر.. مازلت أبيت علي الخوف وأصحو علي الخوف حتي لو رأيت إحدي قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفا حتي أري الثانية تدخل.. فلا يامن مكر الله إلا القوم الضالون.- ولماذا يمكر بنا الله؟- مكر الله ليس كمكرنا.. فنحن نمكر لنخفي الحقيقة أما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعي حتي يظهره علي حقيقة نفسه فهو خير الماكرين.- ألا توجد راحة؟- ليس دون المنتهي راحة.- ومتي نبلغ المنتهي..- عنده.. أليس هو القائل (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) "
4 " هل تعلمون ما معني أن الله موجود؟ معناه أنه لا عبث في الوجود وإنما حكمة في كل شىء.. وحكمة من وراء كل شىء.. وحكمة في خلق كل شىء.. في الألم حكمة وفي المرض حكمة وفي العذاب حكمة وفي المعاناة حكمة وفي القبح حكمة وفي الفشل حكمة وفي العجز حكمة وفي القدرة حكمة. معناه ألا يكف الإعجاب وألا تموت الدهشة وألا يفتر الانبهار وألا يتوقف الإجلال. فنحن أمام لوحة متجددة لأعظم المدبعين. معناه أن تسبح العين وتكبر الأذن ويحمد اللسان ويتيه الوجدان ويبهت الجنان. معناه أن يتدفق القلب بالمشاعر وتحتفل الأحاسيس بكل لحظة وتزف الروح كل يوم جديد كأنه عرس جديد. معناه ألا نعرف اليأس ولا نذوق القنوط "
5 " و لأن الله موجود فإنك لست وحدك.. و إنما تحف بك العناية حيث سرت و تحرسك المشيئة حيث حللت،و ذلك معناه شعور مستمر بالإئتناس و الصحبة و الأمان .. لا هجر .. و لا غدر .. و لا ضياع .. و لا وحدة .. و لا وحشة و لا اكتئاب و ذلك حال أهل لا إله إلا الله . "
6 " كانا يتمشيان على النيل .. و الشمس تغيب في الأفق .. و النسيم يداعب أغصان الشجرقال و هو يمسك يدها في حب : أتعرفين ماذا تحت قدميك الآن ؟قالت : ماذا تعني ؟؟أتعرفين على ماذا تقفين .. ؟نظرت إليه تنتظر أن يكملقال : هل تصدقين أن تحت قدميك عصراً رومانياً .. و عصراً فاطمياً .. و عصراً تركياً .. و عصراً فرعونياً و عصراً حجرياًأكاد أسمع صهيل الخيل ، و جلجلة السلاحأكاد أرى الناس تختصم و تتصارع و تتزوج و تتاجرأكاد أرى نظرات الغرور ما تلبث أن تأكلها الديدانأكاد أرى الدموع تلمع على خدود آلت تراباأين ذهب الغضب ؟؟ .. أين ذهب الجنون ؟؟ .. أين رقد اليأس ؟أين نامت الفتن ؟ .. أين ذهب الحقد و الحسد الذي كان في الصدرور ؟قالت له و هي ساهمة تنظر إلى التراب تحت قدميها : ترى هل يبقى شيء من حبنا ؟ أم أننا ماضون نحن أيضاً إلى لاشيء ؟قال ضاحكاً : في عصر السرعة الذي نعيشه يكاد يكون الحب فستاناً تتعلقُ به الفتاة لمدى لبسة واحدة .. ثم بعد ذلك تتغير الموضةقالت : هل هذا رأيك ؟قال : هذا حال أكثرُ الناسقالت : وهل نحن من أكثر الناس ؟قال : كلُّ الذين تحت قدمكِ قد أقسموا - و هم يبكون - أن مابينهما كان شيئاً خاصاً نادراً ليس له مثيلقالت : ألم يَصْدُقْ بعضهم ؟قال : نعم ، أقل القليل .. الذين استودَعوا عند الله شيئاً .. فالله وحده هو الذي يحفظ الودائعو أردف و هو ينظر إلى السماء : الذين أحبوا بعضهم فيه .. و نظروا إلى بعضهم في مرآته .. الذين أفشوه أسرارهم .. و أسلموه اختيارهم .. فأصبح هو مرادهم .. هؤلاء أهله .. الذين هم إليه وليسوا للترابقالت و هي تنظر في عينيه : و أين نحن من هؤلاء ؟قال و هو مازال ينظر إلى السماء : الكل يدَّعي أنه من هؤلاء .. لكن الزمن هو وحده الذي يكشف صِدق الدعوى ! .. و لهذا خلق الله الدنيا ، ليتميز أهل الدعاوي من أهل الحققالت : ألا ترى نفسك مُخلِصاً ؟قال : لست من الغرور بحيث أسبق الزمن إلى الحكم فما أكثر ما يُخدع الإنسان في نفسه .. و ما أكثر ما يُستدرج إلى ثقة في النفس مبالغ فيها ، ثم أردف : الإخلاص ، هو أخفى الخفايا .. و هو سر لا يكاد يطلع عليه إلا الله !قالت و يدها ترتجف في يده : إني خائفةقال : و أنا أعيش هذا الخوف الجميل .. خوف يدعونا يدفعنا إلى إحسان العمل .. خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء .. لأنه خوف يحمي صاحبه من الغرور ... ألم يقل أبو بكر الصديق : مازلتُ أبيت على الخوف و أصحو على الخوف ، حتى لو رأيت إحدى قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفاً حتى أرى الثانية تدخل .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالونقالت : ولماذا يمكر الله بنا ؟قال : مكر الله ليس كمكرنا ..فنحن نمكر لنخفي الحقيقة .. أما الله فيمكر ليظهرها .. و هو يمكر بالمدعي ، حتى يُظهره على حقيقة نفسه ، فهو خير الماكرينقالت : ألا توجد راحة ؟قال : ليس دون المنتهى راحةقالت : و متى نبلغ المنتهى ؟قال : عنده"و إنّ إلى ربكَ المنتهى "
7 " الدنيا هي الخيال والله هو الضمان الوحيد في رحلة الدنيا و الاخرة "
8 " تقرأ السكينة في هدوء صفحه الوجه.. ليس هدوء السطح بل هدوء العمق.. هدوء الباطن.. وليس هدوء الخواء وإنما هدوء التركيز والصفاء وإجتماع الهمة ووضوح الرؤية.. وكأنما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه.بسم الله الرحمن الرحيم"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم "
9 " نحن إذن نسكن على حافة بركان وننام على زلزال.. فكيف نفهم هذا الاسترخاء الفني وهذه الغيبوبة العامة.ولا أريد إطلاق المدافع في الهواء ولا أطالب بالخطب الرنانة ولا أنادي بالتكشيرة العابسة وإنما أريد بعض الجدية.. وهو طلب أتوجه به إلى كل مواطن وإلى جميع مراكز صناعة الكلمة والأغنية والمقال والفيلم والخبر.. شيء من الإفاقة من هذا السبات.. أن نكون أبناء وقتنا لا أكثر.. أن نعيش في عصرنا.. في القرن العشرين.. لا في العصر العباسي وفي أحلام ألف ليلة وليلة.. نبيع لبعضنا الأوهام كل يوم, ونروى غزليات أبى نواس في المذكر.إن الأخطار من حولنا حقيقة وليست خيالا.وإذا وقع المحظور فسوف نكون جميعا خط مواجهة.. كل العرب شعوبا وحكومات.. وسوف يتوقف مستقبلنا على ما أعددناه لتلك اللحظة. "
10 " • فمن كان قريبا من ربه ذاكرا له على الدوام كانت قدرته دائمة مكتملة وحاضرة وجاهزة لا ينسي شيئا ولا يغيب عن باله شيئ لأنه في دائرة النور .. أما البعد عن الله فيدخل صاحبه في دائرة الظلمة ويجعله من أهل الغفلة. "
11 " ذلك السر الذي يحيرني رغم أنه لا شئ أقرب إلي منها... و هل هناك ما هو أقرب إلي من نفسي التي بين جنبي ... و مع ذلك فهي الطلسم .. و التيه .. و المحال. "
12 " • رمضان شهر دين وشهر نزول القرآن وشهر صيام .. ولكنه في الشارع المصري شهر تفاريح.يهل رمضان على بلدنا فتتجاوب أصوات المآذن بنداء الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. وتسعى الأقدام في الفجر إلى المساجد.. لكن كالعادة كل سنة.. المناخ الإعلامي في عالم آخر كله تفاريح وفوانيس ورقص وطبل وزمر وفوازير.. والإعلانات الكبرى في الصحف عن الخيمة الرمضانية وليالي الأنس والسهرة الصباحي مع المشويات والشيشة والرقص البلدي والحلويات.. وتزدحم الشوارع بالناس ويقضي الصائم معظم وقته في النوم. "
13 " ألا يقول لنا ربنا (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) وأن الضيق يأتي وفي طياته الفرج فأي بشري أبعث للاطمئنان من هذه البشري. ولأن الله سبحانه واحد فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده ولن ننقسم علي أنفسنا ولن تتوزعنا الجهات ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء لليسار وتزلف للشرق وتزلف للغرب وتوسل للأغنياء وارتماء علي أعتاب الأقوياء.. فكل القوة عنده وكل الغني عنده وكل العلم عنده وكل ما نطمح إليه بين يديه.. والهرب ليس منه بل إليه.. فهو الوطن والحمي والملجأ والمستند والرصيد والباب والرحاب "
14 " للحق رب يؤيده.. وهو فوق كل الأقوياء.. والكون لم يخلق عبثا والتاريخ لا يمضي سدى.. وإنما هناك رب عادل يدبره.. وكل المطلوب أن نكون جنود الصدق لهذا الرب.ولا يوجد ما هو أشرف من هذه الجندية, فالموت على الحق أفضل ألف مرة من حياة مسالمة على الباطل.ولن يعفى جبان من الموت.. فالكل ذائق لهذه الكأس رغم أنفه.. وكل منا ميت ينتظر دوره. "
15 " • وذروة العلاج النفسي في الإسلام هي ((الذكر)) ذكر الله بالقلب واللسان والجوارح والسلوك والعمل .. واستشعار الحضرة الإلهية على الدوام و طوال الوقت في كل قول وفعل.وفي الذكر شفاء ووقاية وأمن و طمأنينة لأن الذكر يعيد الصلة المقطوعة بين العبد والرب ويربط النفس بمنبعها ويرد الصنعة إلى صانعها .. حيث هو الأعلم بعيوبها والأقدر على علاجها. "
16 " والإسلام وعي واستنارة وموقف وليس تآمراً في الخفاء ولارصاصة عشوائية في الظلام ولا إرهابا ولا ترويعا. "
17 " • إن غياب البعد الأبدي من الحياة وتقلصها إلى لحظات عابرة يؤدي إلى سقوط كامل للقيم ولا يبقي من الحياة إلا فاتيرينة استهلاكية وبطون تفرغ لتمتلئ وإيقاع متكرر ممل خال من المعني. "
18 " • والنفس دائما تستخفي على النظرة التحليلية وتتنكر بما تطرح في الظاهر من ردود أفعال سلوكية وهي لا تعطي سرها أبداً حتى لصاحبها إذا بدأ يتدبرها كموضوع، لأنها ليست موضوع بل هي في جوهرها ((ذات)) بكر إذا فضضت بكارتها وهتتكت استرارها وحاولت أن تقحمها بالنظرة الموضوعية استعصت عليك وتفلتت منك بمجموعة من البدائل السلوكية الخادعة وتحولت لشئ آخر .. ولم تعد ((هي)). "
19 " أنا ..؟وهل لي هذه الأنا .. أم أني استعرتها مع ما استعرت من الله فهي ثوب ضمن ما ألبسني الله من ثياب.ذلك هو السر الذي يحيرني رغم أنه لا شئ أقرب إليّ منها... و هل هناك ما هو أقرب إلي من نفسي التي بين جنبي ... و مع ذلك فهي الطلسم .. و التيه .. و المحال. "
20 " وأعود فاقول ان الاسلام هو الدفاع الاستراتيجى لهذه المنطقة كما كان فى الماضى حينما صد الهجمة الصليبية وحينما انكسرت على حائطه جحافل التتار .. والغرب لن ينسى هذه الهزائم ..وهو لهذا يريد أن يقتلع هذه الشركة التى فى طريقه .. وهو يركز هجومه هذه المرة على الاسلام نفسه فيحاول تشويهه "