Home > Work > عصر القرود
1 " على خطايانا يجب أن نبكي حقًا وليس على أي هجر؛ أو أي فراق؛ أو أي مرض؛ أو أي موتٍ؛ وذلك حال الذين قدروا الله حق قدرهِ "
― مصطفى محمود , عصر القرود
2 " ولا شك أن أمهاتنا الرجعيات من الجيل القديم، قد فهمن الأنوثة أكثر من حفيداتهن المودرن المثقفات. "
3 " فالإنسان هو إنسان فقط إذا استطاع أن يقاوم ما يحب ويتحمل ما يكره، وهو إنسان فقط إذا ساد عقله على بهيميته وإذا ساد رشده على حماقته..وتلك أول ملامح الإنسانية في الإنسان. "
4 " حاولوا أن تكونوا فضلاء أولا قبل أن تفتشوا عن المرأة الفاضلة ..فالثمار لا يمكن أن تظهر إلا إذا ظهرت الزهور أولا. "
5 " ولن تجد لسنة الله تبديلا، وإنما الحب وروايات أهل الحب مثال من ألف مثال. "
6 " اللهم إني أسألك رحمة ..اللهم إني أسألك مودة تدوم ..اللهم إن أسألك سكناً عطوفاً وقلباً طيّباً ..اللهم لا رحمة إلا بك، ومنك، وإليك. "
7 " ولا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل ..ولا يشتغل بالانتقام والتنكيل إلا أهل الصغار والخسة والوضاعة ..والرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم وسمتهم ووضاءتهم ..وعلامة الرحيم هي الهدوء والسكينة والسماحة، ورحابة الصدر، والحلم والوداعة والصبر والتريث، ومراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية، والتنزه عن الغلو ضبط الشهوة، وطول التفكير وحب الصمت والائتناس بالخلوة وعدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، ولأنه في حوار دائم مع الحق، وفي بسطة دائمة مع الخلق ..والرحماء قليلون، وهم أركان الدنيا وأوتادها التي يحفظ بها الله الأرض ومن عليها ..ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، ويتفشى الغلّ، وتسود المادية الغليظة، وتنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض وتتهدم هياكلها من القواعد ..اللهم إني أسألك رحمة .. اللهم إني أسألك مودة تدوم ..اللهم إني أسألك سكنا عطوفا وقلبا طيبا .. اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك. "
8 " نحن قادمون على عصر القرود فبرغم هذا الكم من التكنولوجيا التي وصل لها الإنسانفنحن أصبحنا أمام إنسان أقل رحمة , أقل مودة , أقل عطفا ,أقل شهامة ,أقل مروءة ,وأقل صفاء من الإنسان المتخلف. "
9 " إنما يخلق الإنسان ليولد وحده ويموت وحده ويشيخ وحده ويمرض وحده ويتألم وحده ويكابد وحده ويلقى الله وحده ولا نملك أكثر من أن نهون على بعضنا الطريق. "
10 " ومن هنا وجب أن تكون هناك مسافة بين الأحباء .. وأن يكون الحب قربا وليس اقتحاما .وتلك المسافة هي التي أسميها الاحترام ... حيث يحترم كل واحد سر الآخر , فلا يحاول أن يتجسس عليه .. ويحترم ماضيه ما يخفيه في جوانحه ويحترم خصوصيته وخلوته وصمته , ويحاول أن يكون سترا وغطاء .. لا هتكا وتدخلا وتلصصا ونشلا .فالحب عطاء اختياري حر , وليس مصادرة قهرية وسلبا واغتصابا .وفي هذه الحرية جوهر الحب. "
11 " فهناك من تحب فلا ترحم..وهذا حال الكثرة..وهناك من ترحم ولا تحب..وتلك عطاؤها شفقة وصدقة وذلك عطاء لا حب فيه ،وندر بين النساء من جمعت في قلبها جمعية "الحب والرحمة"..تلك التي عواطفها سكن وحنانها قيم وحبها ظل ظليل وليس نارا محرقة. "
12 " غاية ما يطمح إليه الحبيب أن يصل إلى المكاشفة التامة مع حبيبه ,وأن تزول بينهما المسافة,وأن يصبح هو هي وهي هو , وأن ينتهى السر , ويهتك الحجاب ..وهو وهم شائع ..وخطابات من كثرة التداول حقيقة مسلماً بها ..فلو انتهك الحجاب بين اثنين لانتهى الحب بينهما فوراً , فالحب قرب وليس فناء ..وهو تلامس أسرار وليس تعرية وانكشافاً ..هل تحب أن يدخل عليك أحد ((التواليت )) ؟!وماذا يكون شعورك وأنت ترى أحداً يطلع عليك وأنت تباشر هذه الضرورة ؟؟ومع ذلك .. فهي حقيقة .. نحن نأكل ..ونحن نتبول ..ونحن نخرج فضلات .ولنا لحظة شهوة نكون فيها أكثر عبودية ؛وبالتالي أكثر خجلاً من أنفسنا .ومن هنا جاءت كلمة العورة .. وكلمة الستر ..فذلك ضعف لا نحب أن نطلع أحداً عليه ..برغم أنه أمر معروف ومشترك فينا جميعاً. "
13 " بانتهاء الحياء تبدأ دولة القرود. "
14 " إنما يبدأ الحلّ حينما يتجاوز الإنسان نفسه ويعلو عليها باحثاً عن الأسمى والأرفع.حينذاك يكون هناك أمل . . مهما اختلفت التصورات في هذا الهدف الأسمى الذي نتجاوز أنفسنا طلباً له.فالفنان يطلب الجمال.والمفكر يطلب الحقيقة.والثائر السياسي يطلب العدالة.والصوفي العارف يطلب الله.وهم قد اختلفوا في الظاهر ولكنهم ما اختلفوا في الحقيقة. . فإن الحق العدل البديع الجميل كلها من أسماء الله.وإنما الذي أختلف وتخلّف وتوقّف وتعثّر وهلك هو الذي لم يطلب سوى نفسه ولم يختر سوى نفسه فبدأ من نفسه وانتهى عند نفسه. "
15 " استمعت في التلفزيون إلى العالم يغنيمعنى الكلمات في أجمالها حمى وهذيان وهلاوس, والحركات هستيريا ولا شيء يبقى في الذهن من هذا المهرجان وبهرج الألوان والأنوار سوى أنك أمام طقوس وثنية بدائيّة والأصنام المعبودة فيها هي جسم المرأة العاري ومفاتنها…والرموز المهموسة هي الجنس والغريزة والعطش الحيواني بصوره وأشكاله.والعجيب أن هذه الموضة الجديدة زحفت إلى إعلانات التلفزيون فتحولت هي الأخرى إلى لوحات غواية تستعمل نفس الأساليب.. فتضع في بؤرة أضوائها الكاشفة نفس الصنم المعبود..جسم المرأة العاري تلعب به وتحركه لتصل إلى حواس المشاهد…هذه المره بهدف ترويج سلعة تجارية جديدة أو بضاعة..لون غريب من التسول الجنسي الصريح. "
16 " إنما الفضيلة نور وعطاء من ذات النفس بلا حساب وبدون نظر إلى مقابل وهي صفة ثابتة تلازم صاحبها في جميع مواقفه..ولا تتلون بالمصالح..فكما أن الله بكرمه يرزق المؤمن والكافر..كذلك الذين أخذوا كرمهم من عند الله تراهم يمدون يد المعونة إلى أصدقائهم وأعدائهم وهذا شأن النور يدخل القصور والجحور دون تحيز.. "
17 " حاولوا أن تكونوا فضلاء أولا ,قبل أن تفتشوا ..عن المرأة الفاضلةفالثمار لا يمكن أن تظهر إلا إذا ظهرت الزهور أولا. "
18 " تربية الفضيلة فالنفس أمر مختلف عن تسمين الدجاج أو تربية الأسماك.. فليس للفضيلة وصفة علمية تنمو بها ولا بذور تشترى من السوق.. أما الفضيلة نور ولا يمكن أن تنور النفوس إلا بالاتجاه إلى مصدر الإشراق.. إلى الله صاحب الفضل في كل فضيلة. "
19 " ..َصدق من قال بِحُبِك ..وكذب من قال بحب سواكوكذبت روحه يوم القيامة..وندمت يداه وقدماه، فما زرع إلا الهواء..وما حصد إلا الهواء.. وما تنور إلا بالظلمة.. وما تبرد إلا بالنار. "
20 " وأحيانا أتمنى لو توقف هذا الطوفان من الهرج والمرج وأخذ الناس إجازة من هذا اللهاث وراء الماديات ولو إجازة مرضية يقضونها في فراشهم يتأملون ويحاسبون أنفسهم وينظرون من بعيييييييييييييد إلى شارع الحياة.وقفة بامر المخرج الكوني ...سكوت ... صمت "