Home > Work > حتى يغيروا ما بأنفسهم
1 " إن الغيورين يبكون على الإسلام الذي أخذ أهله ينحسرون عنه ، كما يبكي المحب الجاهل على المريض الذي اشتد عليه وطأة المرض ، بينما كان نفعه لهذا المريض أجدى لو سعى ليعلم طريقة علاج المرض ، ذلك أن الله ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواءَ ، ومايقال في مجال أمراض الجسم يقال في مرض النفس ومرض المجتمع . "
― جودت سعيد , حتى يغيروا ما بأنفسهم
2 " إن اندفاع الإنسان للحركة المجدية، مرهون باقتناعه أن لكل مشكلة طريقة لحلها. فكذلك المسلمون لا يمكن لهم أن يتحركوا بجدية لتغيير واقعهم مالم يقتنعوا أن مشكلتهم تخضع لقوانين وسنن. أما اذا بقي لديهم شعور أن المشكلة لا تحلّ الا بالمهدي أو بأن الزمن شارف على الانتهاء فإن المشكلة تبقى دون حل، بل تزداد تعقيدا "
3 " والقرآن الكريم يطلب منا أن نطلب علماً خارج القرآن ، وذلك بالسير والنظر في الأرض ، إلى آيات الله المودعة في الآفاق والأنفس . فآيات الآفاقِ والأَنْفُسِ من القرآن، من حيث أن القرآن يأمر بالنظر إليها ، ولكن مكان طلبها ليس بالقرآن ، وإنما في الكون . "
4 " الخلق سلوك ظاهر، يكمن وراءه دوافع رسخت في نفس الإنسان، قد ننتبه إليها وقد لا ننتبه "
5 " بدون التبصر تفقد الحياة التي ارادها الإسلام للبشر قيمتها "
6 " فلا يمكن تحصيل ملكة تغيير ما بالأنفس -كما لا يمكن تحصيل ملكة البيان والشعر- إلا بممارسة هذا الفن؛ وهو النظر في سنن المضين وما حدث للأمم من تغيير بطيء أو سريع خلال التاريخ. ونحن إلى الآن لا ندرس التاريخ على هذا الأساس أو القصد، وإن كان القرآن يلح علينا في ذلك. "
7 " فهنا نخطىء ويصل تقديسنا للكتاب والسنة إلى الغلو، حين ننسب إليهما شيئًا ليس من مهمتهما، إذ ليس من مهمة الكتاب والسنة، أن يرفعا الهوان عن قوم لا يستخدمون أسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم. "
8 " ان التخوف من الفكر ، قد يحمي المتحَصَّنَ به يوماً ما ، ولكن لن يحفظه إلى الأبد ، بل سيأتي اليوم الذي يحدث فيه الطوفان الذي يحرق الاخضر واليابس . "
9 " من المفارقات، أن نتطلع بشوق إلى تغيير الواقع، دون أن يخطر في بالنا، أن ذلك لن يتم، إلا إذا حدث التغيير قبل ذلك، بما بالأنفس. ونحن مطمئنون إلى ما بأنفسنا، ولا نشعر أن كثيرا مما فيها، هو الذي يعطي حق البقاء لهذا الواقع الذي نريد أن يزول، ونحن نشعر بثقل وطأته علينا، ولكن لا نشعر بمقدار ما يساهم، ما في أنفسنا، لدوامه واستمراره. "