Home > Work > صيد الخاطر
41 " ثم ما قدر عمرك في الدنيا ونصفه نوم، وباقيه غفلة؟ "
― ابن الجوزي , صيد الخاطر
42 " فإنا نرى خلقاً يحبون أبا بكر رضي الله عنه وخلقاً يحبون علياً بن أبي طالب رضي الله عنه وقوماً يتعصبون لأحمد بن حنبل وقوماً للأشعري فيقتتلون ويبذلون النفوس في ذلك.وليسوا ممن رأى صور القوم ولا صور القوم توجب المحبة.ولكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم وقع الحب لتلك الصور التي شوهدت بأعين البصائر.فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها؟؟ "
43 " إذا تسلط على العارف أذى أعرض نظره عن السبب، ولم ير سوى المسبب، فهو في أطيب عيش معه. إن سكت تفكر في إقامة حقه، وإن تكلم بما يرضيه، لا يسكن قلبه إلى زوجة ولا إلى ولد، ولا يتشبث بذيل محبة أحد. وإنما يعاشر الخلق ببدنه، وروحه عند مالك روحه، فهذا الذي لا هم عليه في الدنيا، ولا غم عنده وقت الرحيل عنها، ولا وحشة له في القبر، ولا خوف عليه يوم المحشر. "
44 " من تأمل أفعال البارىء سبحانه رآها على قانون العدل وشاهد الجزاء مرصدًا ولو بعد حين..............بالله عليك! تذوق حلاوة الكف عن النهي؛ فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة ومتى اشتد عطشك إلى ما تهوى فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل، وقل: قَدْ عِيلَ صَبْرُ الطَّبْعِ في سنيّه العجاف؛ فعجل لي العام الذي فيه أغاث وأعصر. "
45 " مَن علِمَ قُرب الرحيل عن مكّة، استكثر من الطّواف "
46 " من الخَورِ إظهار العداوة للعدو "
47 " الذي يطلب الفائق يطلب سكينًا لذبحه، ولا يعلم "
48 " فأمّا الوحدة، فإنّها سبب رجوعِ القلب، وجمع الهمّ، والنّظر في العواقب، والتهيّؤ للرحيل، وتحصيل الزاد. فإذا انضمّت إليها القناعة، جلبتِ الأحوال المُستحسَنة "
49 " ولا تُحسَنُ اليومَ المجالسة إلا لكتابٍ يحدّثك عن أسرار السلف "
50 " ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمرّ به من آفة ومنكر، ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج ، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين والغلاء والرخص إلى غير ذلك ، فعلمت أن الله تعالى لم يُطْلِع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك (( وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ))". "