Home > Work > The Broken Wings

The Broken Wings QUOTES

78 " : ماذا فعلت المرأة يا رب فاستحقّت غضبك ؟ ! ماذا أتت من الذنوب ليتبعها سخطك إلى آخر الدهور ؟ ! هل اقترفت جرمًا لا نهاية لفظاعته ليكون عقابك لها بغير نهاية ؟ ! أنت قوي يا رب وهي ضعيفة ، فلماذا تبيدها بالأوجاع ؟ ! أنتَ عظيم وهي تدبّ حول عرشك ، فلماذا تسحقها بقدميك ؟ ! أنتَ عاصفة شديدة وهي كالغبار أمام وجهك ، فلماذا تذريها على الثلوج ؟ ! أنت جبار وهي بائسة ، فلماذا تحاربها ؟ ! أنت بصير عليم وهي تائهة عمياء ، فلماذا تهلكها ؟ ! أنت توجدها بالمحبة ، فكيف بالمحبة تُفنيها ؟ ! بيمينك ترفعها إليك وبشمالك تدفعها إلى الهاوية ، وهي جاهلة لا تدري أنَّى ترفعها وكيف تدفعها ؟ ! في فمها تنفخ نسمة الحياة ، وفي قلبها تزرع بذور الموت ، على سبل السعادة تسيرها راجلة ثم تبعث الشقاء فارسًا ليصطادها ، في حنجرتها تبث نغمة الفرح ثم تغلق شفتيها بالحزن وتربط لسانها بالكآبة ، بأصابعك الخفية تمنطق باللذة أوجاعها ، وبأصابعك الظاهرة ترتسم هالات الأوجاع حول ملذاتها ، في مضجعها تخفي الراحة والسلامة ، وبجانب مضجعها تقيم المخاوف والمتاعب ، بإرادتك تحيي ميولها ، ومن ميولها تتولد عيوبها وزلاتها ، بمشيئتك تريها محاسن مخلوقاتك ، وبمشيئتك تنقلب محبتها للحسن مجاعة مهلكة ، بشريعتك تزوج روحها من جسد جميل ، وبقضائك تجعل جسدها بَعْلًا للضعف والهوان . أنت تسقيها الحياة بكأس الموت والموت بكأس الحياة . أنت تطهرها بدموعها ، وبدموعها تذيبها . أنت تملأ حفنة الرجل من حبات صدرها . أنت أنت يا رب ، قد فتحت عيني بالمحبة ، وبالمحبة أعميتني ، أنت قبَّلتني بشفتيك ، وبيدك القوية صفعتني ، أنت زرعت في قلبي وردة بيضاء ، وحول هذه الوردة أنبتَّ الأشواك والحسَك ، أنت أوثقت حاضري بروح فتى أحبه ، وبجسد رجل لا أعرفه قيدت أيامي ؛ فساعدني لأكون قوية في هذا الصراع المميت ، وأسعِفْني لأبقى أمينة وطاهرة حتى الموت … لتكن مشيئتك يا رب ، ليكن اسمك مباركًا إلى النهاية . "

Kahlil Gibran , The Broken Wings

80 " هل وهبنا الله نسمة الحياة لنضعها تحت أقدام الموت ؟ وأعطانا الحرية لنجعلها ظلًّا للاستعباد ؟ إن من يخمد نار نفسه بيده يكون كافرًا بالسماء التي أوقدتها . ومن يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم يكون حليف البطل على الحق وشريك السفّاحين بقتل الأبرياء . قد أحببتك يا سلمى وأحببتِني ، والحب كنز ثمين يودِعه الله النفوس الكبيرة الحساسة ، فهل نرمي بكنزنا إلى حظائر الخنازير لتبعثره بأنوفها وتذريه بأرجلها ؟ أمامنا العالم مسرحًا واسعًا مملوءًا بالمحاسن والغرائب ، فلماذا نسكن في هذا النفق الضيق الذي حفره المطران وأعوانه ؟ أمامنا الحياة وما في الحياة من الحرية وما في الحرية من الغبطة والسعادة ، فلماذا لا نخلع النير الثقيل عن عاتقينا ونكسر القيود الموثقة بأرجلنا ، ونسير إلى حيث الراحة والطمأنينة ؟ قومي يا سلمى نذهب من هذا المعبد الصغير إلى هيكل الله الأعظم . هلمي نرحل من هذه البلاد وما فيها من العبودية والغباوة إلى بلاد بعيدة لا تطالها أيدي اللصوص ولا يبلغها لهاث الأبالسة ، تعاليْ نسرع إلى الشاطئ مستترين بوشاح الليل ، فنعتلي سفينة تقلّنا إلى ما وراء البحار ، وهناك نحيا حياة مكتنفة بالطهر والتفاهم ، فلا تنفثنا الثعابين بأنفاسها ، ولا تدوسنا الضواري بأقدامها . لا تترددي يا سلمى ، فهذه الدقائق أثمن من تيجان الملوك وأسمى من سرائر الملائكة . قومي نتبع عمود النور فيقودنا من هذه الصحراء القاحلة إلى حقول تنبت الأزاهر والرياحين . "

Kahlil Gibran , The Broken Wings