Home > Work > تلك العتمة الباهرة
61 " كنتُ قد أصبحتُ أعمى. و كيف لي أن أبرهن لذاتي أني لست أعمى؟! "
― Tahar Ben Jelloun , تلك العتمة الباهرة
62 " Most of those who died did not die of hunger but of hatred. Feeling hatred diminishes you. It eats at your from within and attacks the immune system. When you have hatred inside you, it always crushes you in the end. "
63 " في البداية لكي أروح عن نفسي كنت اتخيل أن عناية إلهية خارقة سوف تجترح معجزة لخلاصي كما يحدث في تلك النهايات السعيدة للأفلام الأمريكية. ثم حضرتني أشكال من الفرضيات المعقولة : أن يحصل زلزال ، أن تضرب صاعقة الحرس مجتمعون حين يقعدون في ظل شجرة لتدخين سيجارة أو قائد المعسكر الذي لا يرى في نومه سوى حلم واحد وفيه يأتيه صوت من السماء يأمره بعصيان رؤوسائه وبإطلاق سراحنا وإلا أُنزل القصاص إلهي بحياته البائسة. غير أن العناية الإلهية كانت غير مبالية بمصيرنا. كانت تسخر منا وكنت أسمع ضحكات مدوية ونوبات غضب. "
64 " في شخصية كل إنسان يكمن قدرُ من السوقية "
65 " كان الأمل كذبةً ممزوجةً بفضائل المسكنات . لكي نتجاوزه كان علينا أن نستعد كل يومٍ لما هو أسوأ ، ومن لم يدرك ذلك كان يغرق في يأس عنيفٍ و يموت جرائه ! "
66 " كنت أراه وأدعه عابراً مثل خيالٍ في حياتي.كان أيسر علي أن أكرهه، أن أحقد عليه وأنمي رغبة في الإنتقام منه في أعماقي.غير أن ذاك اليُسر محاط بالأفخاخ: تبدأ الحكاية بمراودات الكراهية، وتنتهي بأن تصبح سماً يسري فى دمك ويقتلك. "
67 " فبرغم كل شئ، لايعقل أن يكون لديمومتنا أي معنى. إنها ناجمة عن خلل ما، فهى بالنسبة للبعض كناية عن احتضارٍ متمادٍ، وللبعض الأخر مظاهر من حياة قارة في سكنات بسيطة حيث ابتلاع عقار ما، مهما كان، هو حدث العام المميز. "
68 " للموت رائحة، مزيج من الماء الأجاج والخل والقيح. مزيج جاف وحاد. ولطالما ترافق صياح الخبل مع تلك الرائحة النافذة. نعرفها بالحدس، ولاداعى للتثبت منها. وعندما يأتى الحراس صباحاً حاملين الخبر والقهوة، كنا نقول لهم: ((ربما هناك ميت، نحققوا من الأمر)). "
69 " أنت وحدك القادر على اخراج نفسك من النفق. ولكي تفعل, تعوزك إرادة ضارية, وطاقة ذهنية أقوى من الحلم, وأسطع ضياء من الصلاة "
70 " معظم الذين قضوا لم يقضوا جوعاً بل حقداً ! "
71 " الزمن هو الزمن، يمحو ويُقصي من العين والقلب الأشياء التي كانت منية العين والقلب "
72 " كان قد تمرس بذبح عدد من التعساء كما دفن عدد اخر منهم احياء ونكل بمعارضين للنظام بدقة خبيركان فقد احدى عينيه فى حادث سيارة و كان يردد انها مشيئة الله .. لا اكثر "
73 " الوحوش لا تحمل في محيّاها سيماء الفظاعات التي قد ترتكبها "
74 " إن الإنسان له رفعة أكبر وهو ميت منه وهو حيّ، لأنه إذ يعود إلى التراب يمسي ترابًا، وما من شيء أكثر رفعة من التراب الذي يوارينا ويُغمض أعيننا ويُزهر في خلود بهيّ "
75 " كيف لنا ألا نحقد برغم كل ما نكابده؟ كيف لنا أن نكون أكبر و أنبل من أولئك الجلادين البلاوجوه؟ وكيف لنا أن نتخطى مشاعر الثأر تلك و مشاعر التدمير؟ "
76 " ما أن يستسلم أحدنا لشرك الكآبة, يهلك. ذلك أن الشخص الحزين يتاح له دائما أن يكون في صلب الحياة. لأن الحزن لحظة في حياته, و ليس حالا دائمة. حتى إذا واجه مأساة عنيفة, هناك دائما وقت يحل فيه النسيان فيتلاشى الحزن. أما نحن, فلم يكن مثل هذا بمستطاعنا. ذلك أن الحزن لم يكن لنا إلا أقل الشقاء, عقبة صغيرة يتخطاها البعض بالكحول. هناك, لم نكن نمتلك الحق في البكاء. فلا أحد يتفهم بكاءك, و لاأحد يكفكف دمعك. ومن يستسلم للبكاء يعلم أن أيامه صارت معدودة. كانت الدموع تنهمر لغسل الوجه الذي سيلئمه الموت عما قريب "
77 " كنت أرى أن الأسود و الأبيض يضفي على تلك القصص قدراً من القوة و الدرامية, كفيلاً بأن ينأى بنا عن رتابة الواقع و سطحيته "
78 " غير أن فكري ينبغي أن يبقى بمعزل عنهم، بعيدا من متناولهم، فهو بقائي الحق، وحريتي، وملاذي، وهروبي "
79 " الحياة هي أن نتمكن من رفع ذراعنا وتمريرها من وراء قذالنا لكي نتمطى بمتعة , وننهض لنسير دونما غاية ، نراقب الناس يعبرون أو نتوقف ، نقرأ صحيفة ، أو نلبث جالسين وراء النافذة لأن ليس لدينا ما نفعله ،وهو أمر جميل ألّا نفعل شيئا "
80 " فالضعف يكمن في أن تؤخذ المشاعر على أنها الواقع.فى أن تصبح متواطئاً مع كذبة تنطلق من ذاتك لترتد إلى ذاتك،فتحسب أنك، بذلك، خطوت خطوة إلى الأمام "