Home > Work > أوراق الورد
141 " لقد يكون ما نراه من حب المرأة الجميلة فنظنه أبدع ما تحسنه من الرقة والظرف، هو أبدع ما تتقنه من صناعة الكذب بوجهها...! "
― مصطفى صادق الرافعي , أوراق الورد
142 " يا ويحي! ماذا أصنع؟إن سكتّ علمت علم السكوت ، وقالت : محب يأكل الغيظ من قلبه ، وإن غضبت لم يفتها معنى الغضب وقالت : محب يلتمس أسباب الرضى وإن زعمت السلوة كان الزعم حجتها وقالت محب يصور قلبه غير تصويره!ياويحي! كيف أصنع؟ "
143 " رغبتي كأنها حكم من أحكام الشوق النافذة على قلبي.حكم عليه بأن يظل أبدًا يريد ويشتهي.أي حكم عليه بأن يطلب ولا ينال …يبحث في الموجود عن غير الموجود.يراك، ولكنه فيك أنت يبحث عنك أنت. "
144 " إنها الحبيبة يا زجاجة العطر! وما أنت كسواك من كل زجاجة ملئت سائلاً، ولا هي كسواها من كل امرأة ملئت حسناً، وكما افتنتن الصناعة في إبداعك واستخراجك، افتنت الحياة في جمالها وفتنتها، حتى لأحسب أسرار الحياة في غيرها من النساء تعمل بطبيعة وقانون، وفيها وحدها تعمل بفن وظرف. "
145 " خاطب الرافعي الريح –وهو يمزق رسالةً كتبها لحبيبته- قائلاً:أيتها الريح التي لا يستطيع أن يرد هبوبها أحد ولا أن يلويها عن وجهها، إن هذا كله ريش طائر من طيور الحب ذبحه الهجر فخذيه إلى حيث لا تلتقي واحدة بواحدة، وانثريه في أمكنة منسية، فإنك تبعثرين به خفقات هذا القلب الذي يحاول أن ينسى!. "
146 " كان لها في نفسي مظهر الجمال ومعه حماقةُ الرجاء وجنونه، ثم خضوعي لها خضوعًا لا ينفعني ... فبدلني الهجرُ منها مظهرَ الجلال ومعه وقارُ اليأس وعقله،... "
147 " وهبيه الآن في يدك الرخصة الناعمة التي أودع الله فيها سر ثمرة من أحلى وأنضر ثمار الجنة فتذاق منها حلاوة الجنة بالتقبيل، إنه يلمسك....إنه تحت أنفاسك يرتقب كلام شفتيك .. وربما فكرت قليلاً فأَطَرقت إطراقة فلمستِ به خديكِ... وربما أغمضت عينيك ليسعدك فكرك العميق بأسلوب مقلوب ... فإذا أنتِ في ذلك قد ألصقت القلم بشفتيكِ ولبثتِ ساكنة ولبث ساكناً...!ويك يا قلمي الخبيث! أتريد أن تدعني... لكأنك والله نفس معلقة في أصابعي تحب وتشتاق ..! "
148 " لن يقال في الذي تحمله عاصفة وتطير به: إنه مسافر في طيارة..... ولا في الذي رأى صورة دينار في مرآة فحطم المرآة ليأخذ الدينار: إنه وجد شيئاً .... ولكن يقال في الذي دلهه الجمال وشفه الحب: إنه في نعيم الهوى، وفي المحب الذي يحطم قلبه على امرأة إنه وجد الحب...! "
149 " كلا كلا! ما ذهب الحب، وإن الذي يكذب حبه بإظهار غيظه من الحبيب ليكذبه الغيظ، وإذا انتهى أمر من الأمر وبقي في نفسك حياً فما انتهى. "
150 " وانظري الآن يا حبيبتي صور نظراتك من قلبي فإن لها بعثات من ورائها بعثات وفيها المعاني من تحتها المعاني.. فهذه نظرات تمتد تأمر تشعرني قوة سلطانها كأنها تقول :أريـــد...أريــد...ثم لا يرضيها الرضا فكانها تقول أريد منك أكثر مما أريد... "
151 " لَهفِي لأشجارِ المحبّةِ مرَّ فصْلُ رَبيعهاجدَّ الهَوى فِـي عُرسها لِيجِدَّ في تَقطِيعها كلُّ الفُتوقِ لها الرّقاعُ ترمُّ مِنْ تَصديعِهاوَ إذا تمزَّقتِ المحبَّةُ حِرْتُ في تَرْقيعها !! "
152 " لقد هممتُ أن أعاقبَ القلم الذي كتبتُ به إليك فأحطّم سنَّه، وأجعله من ناحيتي في خبر كان حتى لا يبقى من ناحيتك في خبر (إنه)، و قلت: كيف –ويحك-سوّدت وجه صحيفتي بما هو في سواده مداد مع المداد، وفي نفسه سواد أقبح من السواد؟فقال: و هل أنا في نغمات حبّك إلا عود، و هل صورت إلا حركات وجدك من قيام و قعود، و سلِ الدواة من أمدّها، و الصحيفة من أعدّها، و سل أناملك كيف كانت تضغط عليَّ كأنها تسلّم على الحبيبة سلاما، و لا تخطّ إليها كلاما، و سل نفسك كيف كانت في حركتي تضطرب، و قلبك كيف كان من كلمة يبتعد و من كلمة يقترب؟! "
153 " وبين الدهر والدهر تُخرج الأقدار على طوفان الشهوات الذي يغرق الإنسانية عاشقاً روحانياً في طباعه مثل شموخ الجبل العالي وقوته وتماسكه تأوي إليه صفات الحب السامية يعصمها ويبقيها على ندوها ولو في إنسان واحد كما هي على أصيلها في جمال الكون. وهذا الإنسان لا يعطي الدنيا إلا من سبيل حرمانه هو، وكأنما يحترق قلبه ليسطع بالنور والدفء على القلوب المظلمة الباردة التي لا يكون الحب فيها إلا خديعة مسولة من الطبيعة بين الجنسين حين تعمد إلى حسابها العجيب في جعل الاثنين ثلاثة. "
154 " أنت ممزوجة بآلامي وآلامي منك هي أشواقي ، وأشواقي إليك هي أفكاري ، وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي ...ومعانيك هي الحب .... ولكن ما هو الحب إلا ان يكون آلامي و أشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي .؟ "
155 " وكنت أراها مَرِحة مستطارة مما تطرب وتتفاؤل، حتى لأحسبها تود أن يخرج الكون من قوانينه ويطيش، ثم أراها بعد متضورة مهمومة تحزن وتتشاءم، حتى لأظنها ستزيد الكون هما ليس فيه. "
156 " في نفسي عالم أحلام من خلق عينيكِ الذابلتين. وفي نفسك عالم أسرار من خلق أفكاري المعذبة. خرجنا كلانا بالحب والجمال من حد الإنسان إلى حد العالم. وتحولنا كلانا بالهوى من حالة شخص إلى حالة عقل. كيف تجدين ما في وإنك لتعلمين أنك في؟ أما أنا فأجد كل ما فيك حلوًا حلوًا؛ لأن طعمه حلو في قلبي! "
157 " يا واصلًا بالمعاني وهاجري في الكلام مخاصمي في نهاري مُصالحي في منامي من العبوس كلامٌ معناه معنى ابتسام ولن يُغير جسم الـ وداد ثوبُ الخصام "
158 " أورد بهاء الدين العاملي في كتابه الكشكول عن رأي ابن سينا في العشق بطريقة فلسفية، وهو يرى أن حب الصورة الجميلة باعتبار عقلي هو الوسيلة إلى الرفعة والزيادة في الخيرية، وإنه لا يكاد يوجد أحد من أهل الفطنة والحكمة إلا وفي قلبه صورة حسنة إنسانية. "
159 " أتَذكُر إِذ التَقينَا وَليسَت بَيننَا شَابِكَة ، فَجلسنَا مَع الجَّالسِين لَم نَقل شَيئًا فِي أَسالِيب الحَديث ، غَيرَ أّننَا قُلنَا مَا شِئنَا بِالأسلُوب الخَاص باثنَين فِيمَا بينَ قَلبيهمَا ؟!وَشعَرنَا أَولَ اللقَاء بمَا لَا يَكون مِثله إلَّا فِي التَّلاقِي بَعدَ فرَاق طَويل ، كَأنّ فِي كِلينَا قَلبًا يَنتظِر قلبًا مِن زَمَن بَعِيد. "
160 " وكل الصفات السامية متى نزلت إلى الدهماء والأوشاب وهذا الهمج الهامج في إنسانية الحياة، نحلوها أسماء من طباعهم لا من طباعها؛ فاسم الفضيلة عندهم غفلة، والسمو كبرياء، والصبر بلادة، والأنفة حماقة، والروحانية ضعف، والعفة خيبة، والحب اسمه الفسق …! "