Home > Work > أوراق الورد
41 " لا صلح لقلبين لم يصطلح فكراهما...! "
― مصطفى صادق الرافعي , أوراق الورد
42 " فسبحان من علم آدم الأسماء كلها لينطق بها ، وعلمك أنت من دون أبنائه وبناته السكوت ..والسلام عليك في أزلية جفائك التي لا تنتهي ، أما أنا فالسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ..! "
43 " ما أمرّ عذاب من وجد الضروري له مستحيلاً عليه ! "
44 " كنت أرى أن الحب هو الطريقة التي يعثر بها الإنسان على روحه وهو مغشى بماديته، فيكون كأنه في الخلد وهو بعد في الدنيا وأكدارها، فأصبحت أرى الحب كأنه طريقة يفقد بها الإنسان روحه قبل الموت، فيعود كأنه ضارب غمرة من الجحيم وهو قار في نسيم الدنيا! "
45 " ألا إن شر الحوادث هي تلك التي تنزل بنا فلا نعرف منها إلا أننا كنـّا نعيش من قبلها "
46 " حيا وسلم ثم صافح تاركايده على الكبد التي أدماهاوأتى ليعتذر الغزال ، ولجلجتكلمات فيه ، ففي فمي أخفاهاودنا ليغترف الهوى فتهالكتأسراره ، فرمت به فرماهاقلب الحبيب متى تكلم لم تجدكلما ، ولكن اذرعا وشفاها... "
47 " فما أحسبني رأيتك مرة إلا وكأني رأيت فيك أول أنثى، وكأنما الحب هو بدء الدنيا مرة ثانية من أولها "
48 " قال القمرياليل : هيجت أشواقا أداريها ... فسل بها البدر : إن البدر يدريهارأى حقيقة هذا الحس غامضة ... فجاء يظهرها للناس تشبيهافي صورة من جمال البدر ننظرها ... وننظر البدر يبدو صورة فيها***يأتي بملء سماء من محاسنه ... لمهجتي وأراه ليس يكفيهاوراحة الخلد تأتي في أشعته ... تبغي على الأرض من في الأرض يبغيهاوكم رسائل تلقيها السماء به ... للعاشقين فيأتيهم ويلقيها***يقول للعاشق المهجور مبتسما : ... خذني خيالا أتى ممن تسميهاوللذي أبعدته في مطارحها ... يد النوى : أنا من عينيك أدنيهاوللذي مضه يأس الهوى فسلا : ... أنظر إلي ولا تترك تمنيها***أما أنا فأتاني البدر مزدهيا ... وقال : جئتُ بمعنى من معانيهافقلت : من خدها ، أم من لواحظها ... أم من تدللها أم من تأبيهاأم من معاطفها أم من عواطفها ... أم من مراشفها ام من مجانيهاأم من تفترها ، أم من تكسرها ... أم من تلفتها أم من تثنيها!؟كن مثلها ليَ .جذبا في دمي وهوى ... أو كن دلالا وكن سحرا وكن تيهافقال وهو حزين : ما استطعت سوى ... أني خطفت ابتساما لاح من فيها "
49 " وانظر الآن يا حبيبتي صور نظراتك في قلبي.. فإن لها بعثات من ورائها بعثات.. وفيها المعاني من تحتها المعاني.. فهذه نظرات تمتد تأمر.. تشعرني قوة سطوتها كأنها تقول: أريد.. أريد.. ثم لا يرضيها الرضا فكأنها تقول: أريد منك أكثر مما أريد....! "
50 " فإنْ كانَ قلبكِ يا سيّدتي شيئاً غيرَ القلوب فما نحنُ شيئاً غيرَ النّاس , وَ إنْ كنتِ هندسةً وحدها في بناءِ الحبِّ فما خُلقتْ أعمارنا في هندستكِ للقياس , وَ هبي قلبكِ خُلقَ " مربّعاً " أفلا يسعنا " ضلعٌ " من أضلاعه , أوْ " مدوّراً " أفلا يُمسكنا " محيطه " في " نقطة " منْ انخفاضه أو ارتفاعه , وَ هبيه " مثلّثا " فاجعلينا منهُ بقيّةً في " الزّاوية " أو " مستطيلاً " فدعينا نمتدُّ معه وَ لوْ إلى ناحية ...! "
51 " في الحب درجةٌ من درجات الملائكة يرتفع إليها من قدِر أن ينسى من حبيبه المادة الإنسانية وهي مالئةٌ عينيه وحواسه، آهٍ ما أشق أن يتحول العاشق في حبه إلى شريعة، ولكن ما ألذ أن يتحول! "
52 " كانت قصة حب...ثم انتهت كما ينتهي كل حب بين اثنين تكون الفلسفة والكبرياء بعض عناصر وجوده، وافترق الحبيبان على غير ميعاد، وفي نفس كل منهما حديث يهم أن يفيض به... "
53 " ولن يكون الحب عشقاً ما لم يرتفع بالنفس عن ذاتها ، ولا تسمو النفس عن ذاتها ما لم يعل نظرها إلى الأشياء ،والنظر الإنساني لا يعلو بشيء إلا إذا ألبسه معناه الإلهي ! "
54 " وكل الصفات السامية متى نزلت إلى الدَّهماء والأوشاب وهذا الهمج الهامج في إنسانية الحياة، نَحَلوها أسماءً من طباعهم لا من طباعها، فاسم الفضيلة عندهم غفلةٌ، والسموِّ كبرياء، والصبر بلادة، والأَنَفة حماقة، والروحانية ضعف، والعفة خيبة والحب اسمه الفسق...! "
55 " يقول عنها : ما أحوجني إلى معجزة نبي تحول الحجر الذي في ضلوعها إلىالقلب . . . وتقول هي عنه :ما أحوجني إلى بعض الملائكة والشياطين ليكشف لي سرنفسه المخبوءة تحت مكان الصبر في قلبه ! "
56 " آه من تباريح الحب ! إنها لوحوش من الأحزان ثائرة ، فكل راجفة من رواجف الصدر كأنها من حر الشوقضربة مخلب على القلب .! "
57 " الحب إيمان النفس بكائن طاهر ، والدين إيمانها بكائن خفي ، ألا يكون ذلك أسلوباً في الطبيعةلحفظ الإيمان في الإنسانية ؟! "
58 " وإنما قيمة الأشياء بما فيها من أثر القلب أو بما لها من في القلب من أثر ولرب شيء تافه لا خطر له ولا غناء فيه ثم يكون في يد ك محب من حبيبه النائي أو الممتنع الهاجر فإذا هو قد تحول بموقعه من القلب إلى غير حقيقته فأطلعه الهوى من مطلع آخر ليس في الطبيعة فيرتفع ثم يرتفع حتى كأنه عند صاحبه ليس شيئا في الدنيا بل الدنيا شيء فيه ويكون ماهو كائن وينبعث منه روح ذات جلال أقل ما فيه أنه فوق الجلال الإنساني "
59 " القلــب وحده مكان المستحيــل "
60 " إن السكوت من أكبر فضائل المرأة، وقليلاً ما وفقت إليه! "