93
" أعرفُ للبحر في نفسي كلاماً ..
فهو يوحي إليّ أنْ تجدّدْ؛ تجدّدْ في آمال قلبك كأمواجي لكيلا تملَّ فتيأس !
وَ تحرّكْ؛ تحرّكْ في نزعات نفسك كتيّاري لئلّا تركدَ فتفسد !
وَ توسَّعْ؛ توسّعْ في معاني حياتك كأعماقي لئلّا تمتلئَ فتتعكر !
وَ تبحرْ؛ تبحّرْ في جوّك الحرّ كرياحي لئلّا تسكنَ فتهْمد !
كنْ مثلي جبّارَ الحياة, مجتمعاً منْ أليَنِ اللّين وَ أعنفِ القوّة !
كنْ مثلي قدّيسَ الحياة, واسعَ الرّوح، نظيفَ المادّة, مُستعيناً لواحدةٍ بواحدة !
كنْ ممثلي جميلَ الحياة, ثابتاً على الرّقّة وَ الصّفاء وَ إنْ كانَ منْ وراءِ شاطئيْكَ الرّمال وَ الحجارة وَ طين الأرضِ وَ ناسُ الأرض !
كنْ مثلي "حرَّ الحياة", مُحتفظاً بالسَّعةِ وَ الحركةِ وَ العمق !
كن ممثلي "إلهيَّ الحياة", ليسَ بينك وَ بين السّماءِ شيءٌ يحجبك أوْ يحجبها, وَ على وجهكَ دائماً أنوارُ الشّمسِ وَ القمرِ وَ الكواكب !
كنْ مثلي "شابَّ الحياة", فلنْ تهرَمَ أبدًا إذا ثَلِجتْ روحك بالرّضا فتبلّلَ شبابك بأندائها, فعمرك كلّه عُمرُ الفجر ..! "
― مصطفى صادق الرافعي , أوراق الورد