Home > Work > أثر النبي: قصص قصيرة من وحى السيرة
1 " كانت تعرف أن ميلاد الحزن مجرد عد تنازلى لميلاد الفرح. -الحفيدة المنسية (أمامة بنت زينب) "
― عمر طاهر , أثر النبي: قصص قصيرة من وحى السيرة
2 " يوم مات سيدنا إبراهيم ابن الرسول - صلى الله عليه و سلم - .. بكى المصطفى كما لم يبكِ أحدًا من قبل ، قال عبد الرحمن بن عوف – و في رواية أخرى سيدنا أبو بكر – للنبي : أوَلَم تنهَ عن البكاء ؟ ، قال سيدنا النبي : إنما نهيت عن النياحة و نَعْتِ الميت بما ليس فيه .. إنما البكاء رحمة ، و من لا يَرحَم لا يُرحَم "
3 " في مصر حكاية شائعة تقول إنه في خطبة الجمعة وقف الخطيب على المنبر يقول: " خد بالك من جيل هذه الأيام، فإذا قالت لك ابنتك إنها رايحة الدرس فلا تصدقها، فهي ذاهبة للقاء الحبيييييب"،فقال المصلون خلفه : "عليه الصلاة و السلام".هذه النكتة تكشف لنا من جانب حال كثيرين ممَّن يجلسون في خطبة الجمعة أذهانُهم مشغولة بأمور أخرى غير الخطبة، لكن من جانب آخر تشرح كيف أن الانتباه كله يحدث إذا ما مرَّ اسم سيدنا النبي صلّى الله عليه و سلم بكل تجلياته(طه و أحمد و الحبيب...)،حالة يقع فيها الانتباه لا إراديًا لأنه فعلًا الحبيب بالفطرة في قلوب المصريين، و يعملون ألف خاطر لاسمه و يتجاوزون في ذلك حدود المقبول أحيانًا بحكم "الأفورة"، فيسمّون "عبد النبي" ، و يتغزلون ب"يا جمال النبي"، و يقسمون ب"وحياة من نبَّا النبي"( أي من جعله نبيًا)،من الممكن أن يقسموا بالله مباشرة، لكنهم يعرجون على الحبيب في الطريق. "
4 " بينما عبد الله ابن الزبير مشغول بمقاومة هجوم الحجاج بن يوسف الثقفي على مكة، سرق لحظات ذهب فيها إلى أمه يشكو إليها أن معظم من حوله قد خذلوه، و يسألها ماذا يفعل...قالت له:" إن كنت تعلم أنك على الحقِّ فامضِ له، فقد قُتِلَ عليه أصحابك، و إن كنت تريد الدنيا فبئس العبد أنت".قال:"انظري يا أماه، إني مقتول من يومي هذا، و أنا لم أتعمد إتيان مُنكَر و لا عمل فاحشة و لا الجور في الحكم و لا ظلم مسلم، إنما أقول لك ذلك لا تزكية لنفسي و لكن تعزية لأمي، فلا يشتدَّ حزنك لأمر الله".قالت:"اللهم قد أسلمته لأمرك فيه و رضيت بما قضيت".وقف عبدالله يودّعها ثم قال:" قد يمثلون بجثتي بعد موتي".قالت:" لا يضيرُ الشاة سلخها بعد ذبحها".همَّ بتقبيل يدها فعندما اقترب لمست الدرع فوقه فانزعجت وقالت :" هذه الدرع لا تُشبه كلَّ ما قلته لي".قال: " إنما ارتديتها حتى لا تشعري بخوف عليَّ".قالت: " إنما هي ما يجعلني أخاف عليك".فنزعها........................................................................كان جسد عبد الله بن الزبير مصلوبًا في المسجد الحرام بينما رسول الحجاج الثقفي يطرق بيت أسماء طالبًا حضورها، فرفضت.عاد الرسول قائلًا: "يقول الحجاج لتأتيني أو ليبعثن لك من يسحبك من قرونك"، فرفضت.طرق الحجاج بابها، ففتحت له...قال: " إن ابنك ألحد في هذا البيت و أذاقه الله من عذاب أليم".قالت: "كذبت؛لقد كان الصوّام القوّام".قال: " إنّك لا تعرفين قيمة ما فعلته بعدوّ الله هذا".قالت: " أعرف... لقد أفسدتَّ عليه دنياه، و أفسدتَ على نفسك آخرتك". "
5 " و قبل أن يتوقف دوري كرة القدم ذهبتُ إلى الاستاد في عز الفوضى إذ لم تكن هناك تذاكر دخول، مجرَّد موظف أمن على البوابة قلت له "صحافة" فدخلت، ثم سأل آخر كان قريبًا منّي:" و انت تَبَع ايه"، قال له: " أنا تبع سيدنا النبي"،قال الموظف:"عليه الصلاة و السلام، اتفضّل".و كنت أجلس مع فنان معروف في سيارته بينما أم كلثوم تغنّي: " و لما أشوف حد يحبّك يحلا لي أجيب سيرتك ويّاه" فتنهد قائلًا" عليه الصلاة و السلام"، ثم نظر إليَّ قائلًا: "أحلى سيرة في الدنيا". "
6 " كنت أتمنّى أن أولَد على التراب الذي حط عليه سيدنا النبي صلى الله عليه و سلم بقدمه الشريفة، لكن لله حكمة في ذلك، فنشأة الدعوة في محيط الكفار قساة القلب شدّت أزر الدعوة و جعلتها تشبّ صلبة و عفيّة، و ما كان هذا ليتحقق لو كانت الدعوة قد شبَّت هنا في مصر في محيط المحبين....المجاذيب.نفعنا الله بحبنا سيدنا النبي صلى الله عليه و سلم و آل بيته، و ليغفر لنا عفويتنا التي تجعلنا بحُسن نية قد نتجاوز حدود اللياقة أحيانًا من فرط المَحبَّة، لدرجة أننا أحيانًا نتجرأ فنوسِّط النبي بطفولة شديدة في أصغر الأشياء...اللي يحب النبي يصقّف. "
7 " والمال درهمان: واحد تنفقه على عيالك، والثاني تقدمه لآخرتك، الدرهم الثالث يضرك ولا ينفعك. "
8 " انتبهت زينب التي تركها أهلها في مكة - ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد فرَّقها عن زوجها بعدُ -على أصوات الجنود، ونظرت إلى ابنتها أُمامة فتذكرت جيش المسلمين يقوده والدها، وجيش الكفار يقوده زوجها، فقالت لها: "لن تطلع علينا الشمس يا ابنتي في مثل يومنا هذا إلا وإحدانا يتيمة". "
9 " وجد ابنته بهذه القلادة تُذكِّره بالحب الذي كان بينه وبين خديجة رضي الله عنها، وجدها تُذكِّره به حتى يتفهم السر وراء شفاعة بنت النبي لواحد من كفار قريش.. كانت تُذكِّره بأن أبا العاص زوجٌ وحبيب وابنُ خالة.. كانت تُذكِّره أنه ليس من طرف زينب فقط ولكن من طرف خديجة حبيبته أيضًا.. أنِ اعْفُ عن أبي العاص. كان الصمت مؤثرًا، سالت دموع أصحاب الرسول وأداروا وجوههم بعيدًا. "