Home > Work > Slipping
1 " انظر إلى العالم الواسع يا سيف وتخيّل أنه بيت كبير، فيه صالون وردهة، فيه غرف نوم ومطبخ، فيه سطح وسلالم وربما بدروم أو سندرة، وفيه أيضًا حمّامات، وفي الحمّامات مراحيض وبالوعات، وتلك البالوعات مهما حاولت تجميلها وتزيينها فلن تكون سوى بالوعات، ومجنون من يحلم بتحويل المرحاض إلى شرفة، أكثر جنونا من يحاول.هكذا، تحت هذا الإلهام الذي جاءني تحت حذاء الضابط، قررت إن عشتُ، إن خرجتُ من هناك، أن أغادر المرحاض، أن أتركه إلى بلاد أخرى، أوطان أخرى، وأن أكتشف تنوعها، فهذا وطن كالصالة، دافئ ويرحب بالضيوف، وذلك وطن نافذة، يصلح للإطلال على الآخرين، وذاك وطن حديقة، جنة في النهار وظلمة في الليل، وهذا وطن دهليز لا يصلح إلا للمرور بين وطنين، المهم ألا تعود إلى المرحاض "
― Mohamed Kheir , Slipping
2 " ثمة ساعة أخرى تدقّ داخلي تحذرني من الارتباط بأي شيء يدوم، لن آكل الطبق الرئيسي بل سأكتفي دائمًا بالمقبلات، أرى في ذلك حياتي نفسها التي تكونت من العديد من الأطباق الجانبية بلا طبق رئيسي، بعض المال وبعض الحب وبعض النجاح المهني، ولكني لم أُعرَف قط بهذا أو ذلك أو ذاك "
3 " سيقولون لك أن تبقى مكانك وتعاند وتجرّب، سينصحونك بالاستقرار والبناء والتراكم، وأقول لك إن تلك كلها قيود تمسك بك حتى يجدك القدر -وذلك تعبير مجازي من فضلك- حين يريدك، حين يضرب ضربته، حين ينتقم منك لاعتقادك أنك غير قابل للزوال، وحين تمارس سوء الأدب ببناء قصورك الرملية.أنا فعلتها ففقدت إيرين وآدم، حبيبة وابن في لحظة حماقة واحدة. فلا تبق في مكانك متحديًا، كن خفيفًا يا سيف، اهرب كلما استطعت، لكن اهرب قبل أن تورّط أحدًا، لن تسامحك الحياة على البقاء في زاويتك إلا في حالة واحدة، حين ينهار كل شيء حولك، فقط في تلك اللحظة قد ينجيك أن تنحشر في الزاوية، حرفيًا. "