Home > Work > يا صاحبي السجن
61 " من خلال قسَمات وجه أبي عرفتُ أن الحياة لها معنى ، وأنها تستحق أن تعاش "
― أيمن العتوم , يا صاحبي السجن
62 " أيها السادة مهلًا لا تخافواإنني أحفرُ قبري قبلَ موتيداعيًا لله أن يأخذني نحو السماء إن عيش المرءِ في ظلّ حكوماتِ أبِي جهلٍ بلاءٌ في بلاء "
63 " نعم كانت السجون تصنع هذا الفارق الهائل بين السادة وبين العبيد وتضخمه . تربي الأنظمة أجهزتها وذئابها كي تظل أمينة على تأصيل هذا الحد الفارق بين الفئتين لإنها تعلم أنه سبيلها الوحيد ي تظل جالسة على الكراسي المزخرفة "
64 " الإنسان عالَم عجيب غريب؛ ففي اللّحظة الّتي يقول فيها أنّه لا يستطيع أن يتحمل هذا الشّيء، أو أن يُطيقه، تتوسع دائرة التّلقِّي لديه فيستوعب الأحداث الإستثنائية، وتستعد هذه الدّائرة لتلقِّي المزيد من الصّدمات.. ص 136 "
65 " آه ما أصعب أن يكون الإنسان حراً!! ما أقسى تبعات ذلك..!! إن الحرية صرخة (لا) في وجه طوفان (نعم) حين تكون (نعم) غناء القطيع، الذي لا يعرف غير هز الرؤوس والأذناب... "
66 " أليست حصيرة بالية مهترئة ينام عليها عفاة الأنفس المتصالحون مع أنفسهم خيرٌ من فُرش الذهب والاستبرق ينام عليها المرضى والمعتلّون "
67 " أضعتُ عمري على الأبواب واخجلي، أرجو الدخول وحُجّاب المكان أبَوْا، والليل زادَ ظلامَ القلب والشجنِ، واحسرة الروحِ عطشى لا يقرّ لها يومًا قرارُ، ولا الماء الذي شربوا يروي الحكاية أو يروي لها ظمئي، فمن إذا الليل غشّاني يُبَصِّرنيمتاهة الدربِ في صحراء راحلتي..أهوى الضياعَ إذا كان الضياعُ له طعمُ اللقاء ولو في آخر العُمُرِ، إنّي رأيتُ دمي قد ضاء بين دُجى، روحي هناك، فهل تُهدى إلى الطُرُقِ ؟ "
68 " من يدلّني عليّ ؟ من يفهم عنّي ما عجزتُ عن فهمه في ساعات التأمل في الثلث الأخير من الليل...ماذا يفعل الليل بنا؟ يُرينا كم هي أعمارنا ضائعة، وكم هي أمانينا ساذجة، وكم هي حياتُنا إلى زوال . "
69 " من غير القرآن له ذلك التأثير، وتلك القدرة السحرية ؟ كان قادرًا على أن يجعل الإنسان يفنى عن ذاته، ويذوب في جماله الأخاذ على المستويات كافة. كان الترنم بالآيات وحده كفيلًا بأن يذهل المرء عن كل شيء في الحياة، ويستمتع بالإيقاع الذي يجذب الجوارح والعواطف إليه كما تجذب النار الفراشات وهي حائمة "
70 " لأم اكن اريد ان اسبب لها الاسى ... غير ان الاقدار تمضى على غير اختيار .... "
71 " للكتب مذاق الخلود ،ونكهة الأمل ، ولمسة من شجن ، ورفّة من عشق ..نعشق فنقرأ ! نجوع فنقرأ ! يباغتنا الحرمان فنهرب إلى القراءة ، ويأكل النّدمُ أصابعنا فنعيد ترميمها بتقليب صفحاتِ كتابٍ استبقيناه في ذاكرة حُلوة لم تُطل المكوث.----نحن ما نحمل في قلوبنا من فتات الحنين وما نخزنه في ذاكرتنا من جداول التجربة. التجربة تعطي والحنين يأخذ. التجربة تبني والحنين يزخرف. وما بينهما يتزعزع وتوقظنا الشمس بعد ليل العذاب لتكون شاهداً على أننا لم نمت.----إنّ الذّكريات رصاصةٌ طائشة ..قد تقتُلك وأنت غير مستعدّ لبقعة دمٍ كبيرة تحيطُ بك مُلقىً على فراش الحنين.----للشتاء رائحة .. رائحة تفتح القلب على الذكرى , وتوقظ الحزن في خلايا الروح "
72 " كنتُ أحاول أن أتعلم الحياة هناك، كنتُ تائقًا إلى أن أفهمها. كم أضعنا من الشهور والسنين نحاول أن نعرف من نحن أو ما نحن فما اهتدينا!لقد كان السجن أفضل قدرٍ للالتقاء بإنسان يمكنه أن يجيب عن هذا التساؤل "