Home > Author >

 QUOTES

62 " ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻫﻞ ﺗﻤﻮﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻭﺣﺪﻩ؟
اﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪﻡ ﻣﺤﺾ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﻣﻮﺗﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺯﻗﻮﻥ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﻳﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺣﻖ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻭﺣﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻏﻴﺒﻮﺍ ﻋﻨﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺪﺭﻛﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻭﻻ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻔﺦ!ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻖ ﺻﻌﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻌﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻤﻮﺕ ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻌﻖ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺎﻷﻇﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻏﺸﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻤﻦ ﻣﺎﺕ ﺣﻰ ﻭﻣﻦ ﻏﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﺎﻕ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻔﻴﻖ ﻓﻨﺒﻴﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﺮﺩﺩ ﻫﻞ ﺑﻌﺚ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﺸﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺨﺔ ﺍﻟﺼﻌﻖ ﻣﻔﻴﻘﺎ ﻷﻧﻪ ﺣﻮﺳﺐ ﺑﺼﻌﻘﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻄﻮﺭ ﻭﻫﺬﻩ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻓﻀﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻣﺮﺍ ﻛﻠﻴﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ "

, الروح

63 " الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة وَهِي قَول السَّائِل مَا الْحِكْمَة فَيكون عَذَاب الْقَبْر لم يذكر
فِي الْقُرْآن مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَى مَعْرفَته وَالْإِيمَان بِهِ ليحذر ويتقى فَالْجَوَاب من وَجْهَيْن مُجمل ومفصل
أما الْمُجْمل فَهُوَ أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنزل على رَسُوله وحيين وَأوجب على عباده الْإِيمَان بهما وَالْعَمَل بِمَا فيهمَا وهما الْكتاب وَالْحكمَة وَقَالَ تَعَالَى {وَأنزل الله عَلَيْك الْكتاب وَالْحكمَة} وَقَالَ تَعَالَى هُوَ الذى بعث فِي الْأُمِّيين رَسُولا مِنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاته ويزكيهم ويعلهم الْكتاب وَالْحكمَة وَقَالَ تَعَالَى واذكرن مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُمْ من آيَات الله وَالْحكمَة
وَالْكتاب هُوَ الْقُرْآن وَالْحكمَة هى السّنة بانفاق السّلف وَمَا أخبر بِهِ الرَّسُول عَن الله فَهُوَ فِي وجوب تَصْدِيقه وَالْإِيمَان بِهِ كَمَا أخبر بِهِ الرب تَعَالَى على لِسَان رَسُوله هَذَا أصل مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل الْإِسْلَام لَا يُنكره إِلَّا من لَيْسَ مِنْهُم وَقد قَالَ النَّبِي إنى أُوتيت الْكتاب وَمثله مَعَه
وَأما الْجَواب الْمفصل فَهُوَ أَن نعيم البرزخ وعذابه مَذْكُور فِي الْقُرْآن فِي غير مَوضِع فَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة باسطو أَيْديهم أخرجُوا أَنفسكُم الْيَوْم تُجْزونَ عَذَاب الْهون بِمَا كُنْتُم تَقولُونَ على الله غير الْحق وكنتم عَن اياته تستكبرون وَهَذَا خطاب لَهُم عِنْد الْمَوْت وَقد أخْبرت الْمَلَائِكَة وهم الصادقون أَنهم حِينَئِذٍ يجزون عَذَاب الْهون وَلَو تَأَخّر عَنْهُم ذَلِك إِلَى انْقِضَاء الدُّنْيَا لما صَحَّ أَن يُقَال لَهُم الْيَوْم تُجْزونَ
وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى فوقاه الله سيئات مَا مكروا وحاق بآل فِرْعَوْن سوء الْعَذَاب النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا وَيَوْم الْقِيَامَة تقوم السَّاعَة أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب فَذكر عَذَاب الدَّاريْنِ ذكرا صَرِيحًا لَا يحْتَمل غَيره
وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى فذرهم حَتَّى يلاقوا يومهم الذى فِيهِ يصعقون يَوْم لَا يغنى عَنْهُم كيدهم شَيْئا وَلَا هم ينْصرُونَ وَإِن للَّذين ظلمُوا عذَابا دون وَلَكِن أَكْثَرهم لَا يعلمُونَ وَهَذَا يحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ عَذَابهمْ بِالْقَتْلِ وَغَيره فِي الدُّنْيَا وَأَن يُرَاد بِهِ عَذَابهمْ فِي البرزخ وَهُوَ أظهر لِأَن كثيرا مِنْهُم مَاتَ وَلم يعذب فِي الدُّنْيَا وَقد يُقَال وَهُوَ أظهر أَن من مَاتَ مِنْهُم عذب فِي البرزخ وَمن بقى مِنْهُم عذب فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَغَيره فَهُوَ وَعِيد بعذابهم فِي الدُّنْيَا وَفِي البرزخ
وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر لَعَلَّهُم يرجعُونَ} "

, الروح

70 " وأما الاصطبار: فهو أبلغ من التصبر فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب فالتصبر مبدأ الاصطبار كما أن التكسب مقدمة الاكتساب ، فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطباراً .
وأما المصابرة فهى مقاومة الخصم في ميدان الصبر فانها مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة قال الله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ] فأمرهم بالصبر وهو حال الصابر في نفسه والمصابرة وهى حاله في الصبر مع خصمه ، والمرابطة وهى الثبات واللزوم والاقامة على الصبر والمصابرة .
فقد يصبر العبد ولا يصابر وقد يصابر ولا يرابط وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى .
فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى ، وأن الفلاح موقوف عليها فقال :[ واتقوا الله لعلكم تفلحون] فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذى يخاف هجوم العدو منه في الظاهر فهى لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته . "

, عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين