Home > Author > ليلى الجهني
81 " عيناي غائرتان لطول ما قرأت و أوجعتني المعرفه "
― ليلى الجهني , 40 في معنى أن أكبر
82 " الحياة ليست مكاناً للعدل، بل لاختبار حِسّنا تجاهه .. "
83 " لم أنتظرك ، ولم تتوقّعني ، وقد تقاطع دربانا في اللحظة التي ُقدر لهما أن يتقاطعا فيها فأفضيا إلى درب واحدٍ ، نمضي فيه معاً . "
84 " أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ أين تذهب؟ ولمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكانٍ ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة؟إنني أكبر، ويوجعني أن أتساءل طوال الوقت: أين تذهب الأيام الجميلة؟ كيف تبدأ؟ وكيف تجف كأن لم تغنَ بالأمس؟ وكيف يمضُّني الحنين إذ يعيدني إليها ولا يعيدها إليّ؟ "
85 " كنت قد انشغلت فترة بأن أبرر لهن ولغيرهن سبب عزوفي عن الإنجاب، ثم أدركت أني كمن يسبح في ماء بارد، أبذل مجهودا جبارا كي أبلغ ضفة غير أكيدة، وأن هؤلاء النسوة ومن يفكربطريقتهن لا يعين أنفسهن كما أعي نفسي، ولا يرين العالم من زاويتي، فقررت أن أبتسم فحسب، وأن أحاول أن أفهم كيف تعي النسوة أن الإنجاب شئ جاد، ثم يتعاملن معه بخفة؟ وأن أفهم ما المغري في عناء الأمومة؟ وأن أفهم كيف تظن امرأة أن كل الأبناء عمل صالح، يمكن أن تدخره لأيامها الأخيرة فتردد بيقين فادح: "جيبي لك سند يشيلك لما تكبري"؟ أنا لم أعرف كيف أجعلهن يدركن أني مفزوعة من مصيري، وأني أشعر أن الحياة بالنسبة لي ورطة لا ينبغي أن أوقع مخلوقا فيها إلا إن رغب. وما دمت لا أملك أن أسأل جنينا -قبل تخلقه في رحمي، وقبل أن يعي- إن كان يرغب أن يولد أم لا؛ فليس في وسعي إذن أن أورطه وأتورط معه. "
86 " أن نموت لا يعني أبدا ألا نبقى وفي الوقت نفسه أن نبقى لا يعني أبدا أن نكون موجودين .. كلنا موجودون لبرهة من الوقت طالت أم قصرت لكن قلة منا يبقون إلى الأبد .. ما قيمة أن أكون موجودة في مقابل أن أكون باقية ؟ "
87 " ، لا نفهم إلا متأخرين أن ضجيجنا وصخبنا ليس أكثر من رفة جناح عابرة . وأنا ما عادت تغريني رفة الجناح ، ما عدت أريد غير الصمت . "
88 " إنّني أكبر، وأميل إلى الوحدة أكثر من ذي قبل، وأفكر دائمًا في أنّني كنتُ سأكون من أهل الصوامع والبِيَع، لو أنَّ الزمان تقدّم بي. الوحدة لا تؤذيني، ومعها يمكن أن أعي هشاشتي فلا أحزن، لأني سأكون غير مُضطرة لتبريرها، وغير مُضطرة للاعتذار عنها، وغير مُضطرة حتى لأن أرتبك إزاء ردّ فعل الآخرين تجاهها. في حياتي اليومية يمكن لي أن أكون مع الناس لبعض الوقت، لكنَّ الذي يُنهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت، أو لفترات طويلة. طول الحضور يجعل المرء– بالنسبة لي- باهتًا مثل قماشة تُركت تحت الشمس طويلاً، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقي، ولم تعد أكثر من شىء كان. وأنا لا أحب أن أكون سهلًا مفتوحًا، وأحبُ كثيرًا أن أكون الغابة التي يزورها المرء بين وقتٍ وآخر، فيجد في كل مرة جديدًا. تجربة الحياة كلها- كما أرى- تكمن في التآلف مع الوحدة، لأننا نخوض حيواتنا فرادى مذ نولد وحتى نموت. وأعظم تجاربنا تجارب تتبدى فيها الوحدة بأوضح صورها مهما شاركنا فيها الآخرون: الولادة، والمرض، والخوف، والفرح، والألم، والحمل.. الموت .. الوحدة إذن، مآلنا الأخير. "
89 " معظم الناس لا تفهم الا ما تعرف ...ويربكها الأختلاف "
90 " طول الحضور يجعل المرء -بالنسبة لي- باهتًا مثل قماشة تُرِكتْ تحت الشمس طويلًا، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقي، ولم تعد أكثر من شيءٍ كان، وما أكثر الأشياء التي كانت! "
91 " ما عاد يعنيني أن يفهم أحد اختلافي أو حتى يتقبله . "
92 " إنّني أكبر، وهذه هي حياتي: طويلة وثقيلة وغير مكتملة لأنّي لم أمت بعد، لكنّها ناضجة. ربّما كانت سيئة أحيانًا، لكنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّني كنتُ سيئة. كنتُ أحاول، وقد فشلتُ في مرّات وسأفشل، ونجحت مرّات وسأنجح، ولعل أكثر ما أفكر فيه الآن أنّني دافعتُ الأذى، لكنّني حاولت جاهدةً أن لا أُدافعه بالأذى. أتأمل وجهي، أتأمل عينيّ خاصة؛ فأشعر بوخزة من عرف ما لا ينبغي له أن يعرفه، لكن لا مناص من أن أمضي، سواء عرفت أم لم أعرف. وهذه الكتابة ليست في مديح ما مضى، بل لفهم معناه، ولن يفهم معناه سواي. لن يفهمه أحدّ كما فهمته وسأفهمه أنا، لأنّ أحدًا لم يعشه سواي بكل ما فيه من إنجاز وفضل وفرح وأسى وعفو وغضب. أربعون! لم أبلغها، لكنّي أوشك على ذلك، وأنا أردد "ما أطولها حياتي!". نحنُ لا نبذل مجهودًا كي نبلغ عمرًا ما، بل نبلغه لأنّنا نبلغه وهذا هو ما يحدث؛ لكنّنا مسؤولون عن أن نبلغه بما يليق به، أو على الأقل بذخيرة تليق به، فهل ما أملك من الذخيرة ما يكفي؟ هل شبعت من حياتي؟ هل فهمت تعقيدها وحساسيتي إزاء هذا التعقيد؟ أنّني أكبر، لكن هل نضجتُ بالقدر الذي يستحقه عمري؟ لا أدري، كلّ ما أعرفه الآن أنّها حياتي، وذاك ما حدث. "
93 " وأنا أحبُّ أن أمضي في الدرب فاستكشف ما قد يفضي إليه، لا أن أتوقّى شيئًا فيه، أو أنتظر وصولي إليه. "
94 " ما أنجبته عصي على الموت ، وكل ما أعرفه عن الحياة جعلني أدرك أن الخلود حلية من يعي لا من يتكاثر "
95 " إّنني أكبر ،و أنأى عن كثير من ذكريات صباي ، أراها وهي تشحب ببطء كأن لم تكن غير ان بعضها مازال حاضرًاكما لوحدث أمسربما لأنه اشد حفرًا في الأعماق من ان ينسى "
96 " تؤرقني كذلك فكرة أنَّ ما أملكه أقلّ دائماً ممّا يتطلّبه الأمر ، و أن ما أريده عصيٌّ ، و يتطلّب أن أغادر الحال الإنسانيّة التي أنا عليها ؛ كي أبلغه "
97 " إنني أكبر ، وأتورط في سحب الكتب و القرءة أكثر فأكثر . لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تماما ، ومنذ وقت بعيد أدركت أن لا شيء يمنحني الأمان مثل أن أجد نفسي بين الكتب . "
98 " نحن لانبذل مجهودا كي نبلغ عمرا ما، بل نبلغه لأننا نبلغه وهذا هو مايحدث ؛ لكننا مسؤولون عن أن نبلغه بمايليق به ، أو على الأقل بذخيرة تليق به. "
99 " أنا أحب أن أمضي في الدرب فاستكشف ما قد يفضي إليه ، لا أن أتوّقى شيئًا فيه ، أو أنتظر وصولي إليه . ما جدوى أن أعرف ما لن يمكنني تغييره ، وفوق ذلك فإن معرفته قد تغيرني ؟ أفهم توق الإنسان إلى أن يعرف ، لكن في المقابل أفهم خوفي من أن أعرف قبل الأوان ؛ لذا أختار أن أخاف على أن تنهكني معرفة كيف أن حياتي ستتغير في لحظة ما . أجل سينهكني أن أعرف ، وأن أنتظر أن يحدث ما عرفته ، و أن يحدث ، أو أن لا يحد. يا للخيارة الفادحة ألا يكفي أن نخسر دون أن نعرف ؟ "
100 " الخلودَ حِليَةُ من يعي لا من يتكاثر "