Home > Author > ليلى الجهني >

" إنّني أكبر، وأميل إلى الوحدة أكثر من ذي قبل، وأفكر دائمًا في أنّني كنتُ سأكون من أهل الصوامع والبِيَع، لو أنَّ الزمان تقدّم بي. الوحدة لا تؤذيني، ومعها يمكن أن أعي هشاشتي فلا أحزن، لأني سأكون غير مُضطرة لتبريرها، وغير مُضطرة للاعتذار عنها، وغير مُضطرة حتى لأن أرتبك إزاء ردّ فعل الآخرين تجاهها. في حياتي اليومية يمكن لي أن أكون مع الناس لبعض الوقت، لكنَّ الذي يُنهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت، أو لفترات طويلة. طول الحضور يجعل المرء– بالنسبة لي- باهتًا مثل قماشة تُركت تحت الشمس طويلاً، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقي، ولم تعد أكثر من شىء كان. وأنا لا أحب أن أكون سهلًا مفتوحًا، وأحبُ كثيرًا أن أكون الغابة التي يزورها المرء بين وقتٍ وآخر، فيجد في كل مرة جديدًا. تجربة الحياة كلها- كما أرى- تكمن في التآلف مع الوحدة، لأننا نخوض حيواتنا فرادى مذ نولد وحتى نموت. وأعظم تجاربنا تجارب تتبدى فيها الوحدة بأوضح صورها مهما شاركنا فيها الآخرون: الولادة، والمرض، والخوف، والفرح، والألم، والحمل.. الموت .. الوحدة إذن، مآلنا الأخير. "

ليلى الجهني , 40 في معنى أن أكبر


Image for Quotes

ليلى الجهني quote : إنّني أكبر، وأميل إلى الوحدة أكثر من ذي قبل، وأفكر دائمًا في أنّني كنتُ سأكون من أهل الصوامع والبِيَع، لو أنَّ الزمان تقدّم بي. الوحدة لا تؤذيني، ومعها يمكن أن أعي هشاشتي فلا أحزن، لأني سأكون غير مُضطرة لتبريرها، وغير مُضطرة للاعتذار عنها، وغير مُضطرة حتى لأن أرتبك إزاء ردّ فعل الآخرين تجاهها. في حياتي اليومية يمكن لي أن أكون مع الناس لبعض الوقت، لكنَّ الذي يُنهك روحي أن أكون مع الناس طوال الوقت، أو لفترات طويلة. طول الحضور يجعل المرء– بالنسبة لي- باهتًا مثل قماشة تُركت تحت الشمس طويلاً، فغابت بهجة ألوانها، وغاب حتى وقع ملمسها الحقيقي، ولم تعد أكثر من شىء كان. وأنا لا أحب أن أكون سهلًا مفتوحًا، وأحبُ كثيرًا أن أكون الغابة التي يزورها المرء بين وقتٍ وآخر، فيجد في كل مرة جديدًا. تجربة الحياة كلها- كما أرى- تكمن في التآلف مع الوحدة، لأننا نخوض حيواتنا فرادى مذ نولد وحتى نموت. وأعظم تجاربنا تجارب تتبدى فيها الوحدة بأوضح صورها مهما شاركنا فيها الآخرون: الولادة، والمرض، والخوف، والفرح، والألم، والحمل.. الموت .. الوحدة إذن، مآلنا الأخير.