Home > Author > عبد الله بن المقفع
61 " الدنيا كالماء الملح الذي لا يزداد شاربه شرباً إلا ازداد عطشاً "
― عبد الله بن المقفع , كليلة ودمنة
62 " لا يزال الإنسان مستمراً في إقباله ما لم يعثُر، فإذا عثر لجَّ(تمادى) به العِثار وإن مشى في جدد الأرض. "
63 " إن طلب الحاجة أهون من الاحتفاظ بها. "
64 " إن الذي يُفسده الحلم لا يُصلحه إلا العلم. "
65 " لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاثٍ: إما بمشقةٍ تناله في نفسه، وإما بوضعيةٍ في ماله أو وكسٍ في دينه . ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب "
66 " فقلت لها: يا نفس، أما تعرفين نفعك من ضرك؟ ألا تنتهين عن تمني ما لا يناله أحد إلا قلّ انتفاعه به، وكثر عناؤه فيه، واشتدت المئونة عليه وعظمت المشقة لديه بعد فراقه؟ يا نفسي، أما تذكرين ما بعد هذه الدار: فينسيك ما تشرهين إليه منها؟ ألا تستحبين من مشاركة الفجار في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيءٌ منها فليس له، وليس بباقٍ عليه؛ فلا يألفها إلا المغترون الجاهلون؟ يا نفس انظري في أمرك، وانصرفي عن هذا السفه، وأقبلي بقوتك وسعيك على تقديم الخير، وإياك والشر، واذكري أن هذا الجسد موجودٌ لآفاتٍ، وأنه مملوءٌ أخلاطاً فاسدةً قذرةً، تعقدها الحياة، والحياة إلى نفادٍ "
67 " غايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد، والسبيل إلى دركها: العقلُ الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ. وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تقبل الأدب، وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو.فكما أن الحبة المدفونة في الأرضِ لا تقدر أن تخلعَ يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوق الأرضِ بزهرتها وريعها ونضرتها ونمائها إلا بمعونةِ الماء الذي يغورُ إليها في مستودعها فيذهب عنها أذى اليبس والموت ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة، فكذلك سليقةُ العقلِ مكنونةٌ في مغرزها من القلبِ: لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدبُ الذي هو ثمارها وحياتها ولقاحها. "
― عبد الله بن المقفع , الأدب الصغير
68 " وقد قالت العلماء: إن أموراً ثلاثة لا يجترئ عليهن إلا أهوج، ولا يسلم منهن إلا قليلٌ، وهي: صحبة السلطان، وائتمان النساء على الأسرار، وشرب السم للتجربة. "
69 " ثم جعل كلامه على ألسن البهائم والسباع والطير ليكون ظاهره لهوا للخواص والعوام وباطنه رياضة لعقول الخاصة. "
70 " إن آهل العقلِ والكرمِ يبتغون إلى كل معروفٍ وصلةً وسبيلاً.والمودة بين الأخيار سريع اتصالها بطئ الانكسار هين الإصلاح. والمودة بين الأشرار سريع انقطاعها بطئ اتصالها، كالكوز من الفخار يكسره أدنى عبث ثم لا وصل له أبداً.والكريم يمنح الرجل مودته عن لقيةٍ واحدةٍ أو معرفةِ يومٍ. واللئيم لا يصل أحداً إلا عن رغبةٍ أو رهبةٍ.فإن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين ويتواطأون عليهما: ذات النفسِ، وذات اليد.فأما المتبادلون ذات اليد فهم المتعاونون المستمتعونَ الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعضٍ مناجزةً ومكايلةً. "
― عبد الله بن المقفع , الأدب الصغير والأدب الكبير
71 " ومن نصب نفسه للناس إماما في الدين، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمة والرأي واللفظ والأخدان، فيكن تعليمه بسيرته أبلغ من تعليمه بلسانه. فإنه كما أن كلام الحكمة يونق الأسماع، فكذلك عمل الحكمة يروق العيون و القلوب. ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال والتفضيل من معلم الناس ومؤدبهم "
72 " إن آثرت أن تفاخر أحداً ممن تستأنس إليهِ في لهو الحديثِ فاجعل غايةَ ذلك الجد، ولا تعتد أن تتكلم فيهِ بما كان هزلاً، فإذا بلغه أو قاربه فدعه.ولا تخلطن بالجد هزلاً، ولا بالهزلِ جداً. فإنك إن خلطت بالجد هزلاً هجنته، وإن خلطت بالهزلِ جداً كدرته "
73 " اعلم أنّ بعضَ العطيةِ لؤمٌ، وبعضَ السلاطةِ غيمٌ، وبعضَ البيانِ عيٌّ، وبعض العلمِ جهلٌ؛ فإن استطعتَ ألا يكون عطاؤك جورًا، ولا بيانُكَ هذرًا، ولا علمُكَ وبالًا، فافعل. "
74 " لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم، فإن الحجر الصلب الذي لا ينقطع لا تجرب عليه السيوف، والعود الذي لا ينحنى لا تعمل منه القوس، فلا تتعب. "
― عبد الله بن المقفع
75 " وَكَانَ يُقالُ: مَنْ ابتُلِي بمَرَض فِي جَسَدِهِ لا يُفارقُهُ, أو بِفِراق الأحِبَّةِ والأِخْوَانِ, أو بالغُرْبة حيْثُ لا يَعرِف مَبيتا ولا مَقيلا ولا يَرْجو إِيَاباً, أو بِفَاقَةٍ تضْطَرُّهُ إلى المَسْأَلَةِ: فَالحَياةُ لَهُ مَوْتٌ, والمَوْتُ لَهُ رَاحَةٌ. "
76 " ووجدت العلماء قد قالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع ككف الأذى، ولا حسب كحسن الخلق، ولا غنى كالرضى. "
77 " إن مجاورة رجال السوء، والمصاحبة لهم كراكب البحر، إن هو سلم من الغرق لم يسلم من المخاوف "
78 " كيف تطلع الشيطان على عورتك؟: كان يقال: إن الله تعالى قد يأمر بالشيء ويبتلي بثقله وينهى عن الشيء، ويبتلي بشهوته. فإذا كنت لا تعمل من الخير إلا ما اشتهيته، ولا تترك من الشر إلا ما كرهته، فقد أطلعت الشيطان على عورتك، وأمكنته من رمتك[65]، فأوشك أن يقتحم عليك فيما تحب من الخير، فيكرهه إليك، وفيما تكره من الشر، فيحببه إليك. ولكن ينبغي لك في حب ما تحب من الخير التحامل على ما يستثقل منه، وينبغي لك في كراهة ما تكره من الشر التجنب لما يحب منه. "
79 " وعلى العاقل، ما لم يكن مغلوبًا على نفسه، أن لا يشغله شغل عن أربع ساعات: ساعة: يرفع فيها حاجته إلى ربه، وساعة: يحاسب فيها نفسه، وساعة: يفضي فيها إلى إخوانه، وثقاته الذين يصدقونه عن عيوبه، وينصحونه في أمره، وساعة: يخلي فيها بين نفسه، وبين لذتها مما يحل ويجمل، فإن هذه الساعة عون على الساعات الأُخَر، وإن استجمام[36] القلوب، وتوديعها[37] زيادة قوة لها، وفضل بلغة[38]. "
80 " أن خلق ما يُخلق وولادةَ ما يُولد وبقاء ما يبقى ليس للخلائق منه شيءٌ، كذلك فناء مايفنى وهلاك ما يهلك. "