Home > Work > الأدب الصغير والأدب الكبير
1 " سُئل ابن المقفّع "من أدّبك"؟ فقال: "نفسي. إذا رأيت من غيري حسنا آتيه، وإن رأيت قبيحا أبَيْته". "
― عبد الله بن المقفع , الأدب الصغير والأدب الكبير
2 " أعدل السِّيَرِ أن تقيس الناس بنفسك، فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليكَ. المقفع. "
3 " التوفيق والاجتهاد زوجٌ. فالاجتهاد سبب التوفيق، وبالتوفيق ينجح الاجتهاد. "
4 " لا يمنعنّكَ صِغرُ شأنِ امرىءٍ من اجتناءِ ما رأيتَ من رأيهِ صوابًا, والاصطفاء لما رأيتَ من أخلاقه كريمًا, فإنّ اللؤلؤةَ الفائقةَ لا تُهانُ لهوانِ غائصها الذي استخرجهَا "
5 " الدُنيا دُوَل . فما كان لك منها أَتاك على ضَعفِك , وما كان عَليك لم تَدْفَعه بقُوَّتِك "
6 " الناس - إلا قليلا ممن عصم الله - مدخولون في أمورهم : فقائلهم باغٍ ، وسامعهم عياب ، وسائلهم متعنت ،ومجيبهم متكلف ، وواعظهم غير محقق لقوله بالفعل ، وموعوظهم غير سليم من الاستخفاف ، والأمين منهم غير متحفظ من إتيان الخيانة ، والصدوق غير محترس من حديث الكذبة ، وذو الدين غير متورع عن تفريط الفجرة ، والحازم منهم غير تارك لتوقع الدوائر.يتناقضون البناء ، ويتراقبون الدول ، ويتعايبون بالهمز ، مولعون في الرخاء بالتحاسد، وفي الشدة بالتخاذل. "
7 " احفظ قولَ الحكيمِ الذي قالَ: لتكن غايتك فيما بينك وبين عدوك العدل، وفيما بينك وبين صديقك الرضاء. وذلك أن العدو خصم تصرعه بالحجةِ وتغلبه بالحكامِ، وأن الصديق ليس بينك وبينه قاضٍ، فإنما حكمه رضاه "
8 " الهوى آفةُ العفافِ، والتهاونُ آفةُ الدينِ، والجِماحُ آفةُ العقلِ. "
9 " قال رجل لحكيم: ما خير ما يؤتى المرء؟ قال: غريزة عقل، قال: فإن لم يكن؟ قال: فتعلم علم، قال: فإن حرمه؟، قال: صدق اللسان، قال: فإن حرمه؟ قال: سكوت طويل، قال: فإن حرمه؟ قال: ميتة عاجلة. "
10 " إذا هممت بخير فبادر هواك لا يغلبك، و إذا هممت بشر فسوّف هواك لعلك تظفر "
11 " لا يثبت دين المرء على حالة واحدة أبدًا، و لكنه لا يزال إما زائدًا و إما ناقصًا "
12 " ومن المعونة على تسلية الهمومِ وسكون النفسِ لقاءُ الأخِ أخاه، وإفضاءُ كل واحدٍ منهما إلى صاحبهِ ببثةِ. وإذا فرق بين الأليف وأليفهِ فقد سلب قراره و حرم سروره "
13 " وأعلم أن مالك لا يغني الناس كلهم فاخصص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيق العامة كلها فتوخ بها أهل الفضلِ، وأن قلبك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم، وأن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك، وإن دأبت فيهما، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيل مع حاجةِ جسدك إلى نصيبهِ منهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك "
14 " أنفعُ العقلِ أن تُحسنَ المعيشةَ فيما أُوتيتَ من خيرٍ، وأن لا تكترثَ من الشرِّ بما لم يُصبْكَ. "
15 " ولكن الصبر الممدوح أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجملاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفذاً "
16 " إن آهل العقلِ والكرمِ يبتغون إلى كل معروفٍ وصلةً وسبيلاً.والمودة بين الأخيار سريع اتصالها بطئ الانكسار هين الإصلاح. والمودة بين الأشرار سريع انقطاعها بطئ اتصالها، كالكوز من الفخار يكسره أدنى عبث ثم لا وصل له أبداً.والكريم يمنح الرجل مودته عن لقيةٍ واحدةٍ أو معرفةِ يومٍ. واللئيم لا يصل أحداً إلا عن رغبةٍ أو رهبةٍ.فإن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين ويتواطأون عليهما: ذات النفسِ، وذات اليد.فأما المتبادلون ذات اليد فهم المتعاونون المستمتعونَ الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعضٍ مناجزةً ومكايلةً. "
17 " ومن نصب نفسه للناس إماما في الدين، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمة والرأي واللفظ والأخدان، فيكن تعليمه بسيرته أبلغ من تعليمه بلسانه. فإنه كما أن كلام الحكمة يونق الأسماع، فكذلك عمل الحكمة يروق العيون و القلوب. ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال والتفضيل من معلم الناس ومؤدبهم "
18 " إن آثرت أن تفاخر أحداً ممن تستأنس إليهِ في لهو الحديثِ فاجعل غايةَ ذلك الجد، ولا تعتد أن تتكلم فيهِ بما كان هزلاً، فإذا بلغه أو قاربه فدعه.ولا تخلطن بالجد هزلاً، ولا بالهزلِ جداً. فإنك إن خلطت بالجد هزلاً هجنته، وإن خلطت بالهزلِ جداً كدرته "
19 " اعلم أنّ بعضَ العطيةِ لؤمٌ، وبعضَ السلاطةِ غيمٌ، وبعضَ البيانِ عيٌّ، وبعض العلمِ جهلٌ؛ فإن استطعتَ ألا يكون عطاؤك جورًا، ولا بيانُكَ هذرًا، ولا علمُكَ وبالًا، فافعل. "
20 " كيف تطلع الشيطان على عورتك؟: كان يقال: إن الله تعالى قد يأمر بالشيء ويبتلي بثقله وينهى عن الشيء، ويبتلي بشهوته. فإذا كنت لا تعمل من الخير إلا ما اشتهيته، ولا تترك من الشر إلا ما كرهته، فقد أطلعت الشيطان على عورتك، وأمكنته من رمتك[65]، فأوشك أن يقتحم عليك فيما تحب من الخير، فيكرهه إليك، وفيما تكره من الشر، فيحببه إليك. ولكن ينبغي لك في حب ما تحب من الخير التحامل على ما يستثقل منه، وينبغي لك في كراهة ما تكره من الشر التجنب لما يحب منه. "