Home > Work > التعادلية مع الإسلام
21 " لسوف يزداد التقدير للفكر العربى و الإسلامى كلما اطلع العالم فى الغرب على ما يجهلون من المخطوطات العربية و الإسلامية ... إلا إذا شاء سوء الطالع، للإسلاتم فى صورته العظيمة باليسر و التسامح و الرحمة، أن تطغى صورة أخرى منفرة بالعسر و العنف و الغلو تُذكر بماحدث للمسيحية أيام محاكم التفتيش التى نفرت الناس من الدين و رجاله ...اللهم احفظ الإسلام و شعاره الذى جاء به نبيه : "إنما بعثت رحمة للعالمين "
― Tawfiq Al-Hakim , التعادلية مع الإسلام
22 " العمل إرادة تجمدت و تقيدت و التزمت بوضع خاص.فالاتزام إذن من صفات العمل.و الحرية من صفات الفكر.و الفكر الذي يلتزم ينقلب إلي عمل.و هذا بالظبط هو ما يحدث في الأحزاب السياسية و الاجتماعية .. فالبرنامج الحزبي أي المذهب تالسياسي أو الاجتماعي هو فكر تقيد -أي التزم- به الحزب. "
23 " قطبي الحياة هما الفكر و العمل …يجب أن يحتفظ كل منهما بقوته الذاتية في نظر المذهب التعادلي حتي يتم بينهما التوازن .. لأن هذا التوازن هو الذي يكبح جماح كل منهما و يحول دون طغيانه المفسد لكيان البشرية … "
24 " من العجيب و نحن في زمن تغير فيه كل شئ و أصبح الفرد و المجتمع في صورة جديدة و الأفكار اتخذت اتجاهات و أوضاعاً مختلفة و ما يزال القرآن الكريم يعيش بتفسيرات قديمة لشراح و مفسرين من أهل القرون الغابرة الذين عاصروا زمنا اختلطت فيه المعرفة الصحيحة بالشائعات و الخرافات دون أن نجد من علماء الدين من ينهض بعلم و شجاعة فيضع تفسيراً عصرياً ملائماً … "
25 " واجب رجل الفكر أن يحافظ علي كيان الفكر و أن يصون وجوده الذاتي حراً مستقلاً .. و أن يصمد به في وجه كل عدوان .. لأنه الضمان الوحيد علي هذه الأرض الآن تجاه انحراف قوة العمل الانحراف الطاغي المدمر … "
26 " الخير هو الفعل الإرادي الذي يؤدي إلي نفع الغير …الشر هو الفعل الإرادي الذي يؤدي إلي ضرر الغير … "
27 " إن التعادل الذي كان قائماً حتي مطلع القرن التاسع عشر بين قوة العقل و قوة القلب قد اختل منذ ذلك الوقت بتوالي انتصارات العلم العقلي و استمرار جمود الجانب الديني .. فالعلم وليد العقل قد ضاعف قوته و جدد وسائله و وسع آفاقه .. في حين أن الدين وليد القلب بقي محصوراً في أفقه لم يكتشف منابع جديدة في أعماق القلب الإنساني تتعادل مع تلك العوالم الجديدة التي اكتشفها العقل البشري … "
28 " الإيمان فى الرسالات السماوية مقبول، لأ، الأمر كله متعلق بموضوع علوى بعيد عن متناول الفكر، فنحن عندما نؤمن بفكرة الله قد رضينا مختارين أن نلتزم بتعطيل التفكير فى ماهيته و فى حكمه. و اكتفينا بالإيمان، لعلمنا أن فكرنا البشري لا يصلح أداة لإدراك قوانين من هو فوق البشر ...و لكن السلطة الحاكمة أو السلطة الممقلة للعمل فى دولة من الدول، لماذا نعطل أمامها فكرنا و نلتزم برأيها مؤمنين بها الإيمان الذى لا يقبل التمحيص و لا المناقشة و لا المراجعة؟ ... فالالتزام الدائم إذا برأى صادر من سلطة بشرية هو نوع من الإيمان لا يجب أن يفرضه بشر على بشر ... "
29 " الالتزام المباح فى نظرى للمفكر أو الأديب أو الفنان، فهو ذلك الذي لا يعطل تفكيره الحر، و لا يمنعه من أن يناقشه و يراجعه و يعدّله فى أى وقت شاء ، سواء كان هذا الالتزام صادراً عن رسالة خاصة له، أو رسالة عامة للدولة كلها، أو لحزب فيها ... "
30 " أري ان فكرة الخير والشر يجب أن تتغير في نظر المجتمع وأن المجتمع يجب أن يقف من مرتكب الشر -لا موقف المنتقم- بل موقف المطالب بحالة التعادل, أي بفعل الخير. وعلي هذا الأساس يجب أن تتغير فكرة العقاب. فمعاقبة مرتكب الشر بحبسه: أي بحرمانه من حريته ; فكرة خاطئة... فحرية الانسان يجب أن تبقي له وثمن الجريمة يجب أن يُدفع - لا من حرية الانسان- بل من عمل إيجابي يؤدي الي منفعه الغير فيوازن ويعادل العمل الذي ارتكبه... أما أن يؤدي المذنب الثمن بمجرد حرمانه من التدخين أو الطعام أو الأتصال بأهله وذويه, فهذا إجراء سلبي لا يعود علي الغير بفائدة, ويعود علي المذنب بشر العواقب, فهو يفقد آدميته ويقلبه وحشاً يتدرب في سجنه وقفصه علي التنمر للمجتمع الذي وصمه بوصمة الإجرام "
31 " التعادل الذي كان قائماً حتي مطلع القرن التاسع عشر بين قوة العقل وقوة القلب، أي بين نشاط التفكير ونشاط الإيمان، قد اختل منذ ذلك الوقت بتوالي انتصارات العلم العقلي ، واستمرار جمود الجانب الديني. فالعلم وليد العقل قد ضاعف قوته وجدد وسائله ووسع آفاقه، في حين أن الدين وليد القلب بقي محصورا في أفقه ، لم يكتشف منابع جديدة في أعماق القلب الأنساني، تتعادل مع تلك العوالم الجديدة التي اكتشفها العقل البشري "
― توفيق الحكيم , التعادلية مع الإسلام