Home > Work > الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي

الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي QUOTES

21 " تظل الدولة الحديثة، في تعاونها وصراعها مع مشروع العولمة، منخرطة أشد الانخراط في عالم الوقائع المادي. فهي تؤازر وتعتمد على وجود إنسانٍ اقتصادي هدفه الحصري والأساسي هو الربح المادي. وهذا يتناقض بشدة مع إنسان الإسلام الاقتصادي المكَّون أخلاقيًا، ذلك النوع من الإنسان الاقتصادي الخاضع لقاعدةٍ أخلاقيةٍ أعلى. وهذا الذات الأخيرة ليست مجرد شيء عارض أو مجرد مصادفةٍ في بنية الإسلام والحكم الاسلامي وتكوينهما: بل هي في جوهرهما. ومن دون هذا الإنسان الاقتصادي الأخلاقي، من الصعب أن يكون هناك إسلام أو مسلمون أو حضارة إسلامية، على الأقل بالطريقة التي نعرفها. والحال، أن هذا الإنسان الاقتصادي تحديدًا هو الذي خلق، خلال ألف سنةٍ، مجتمعًا مدنيًا أبعد السياسة والسلطة التنفيذية وحدد ما يعنيه الإسلام. ويسعى هذا الإنسان الاقتصادي إلى الثروة والربح، لكنه يظل ملتزمًا ماديًا ونفسيًا بالمسؤولية الاجتماعية، وهذا ما يدل عليه بوضوح اثنا عشر قرنًا من التاريخ الإسلامي الاقتصادي - الاجتماعي. "

Wael B. Hallaq , الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي